مصادر «عكاظ»: ضغوط دولية لتأمين الانتخابات الرئاسية في لبنان

سلاح الجو يقصف ملاجئ فتح الاسلام في البارد

زياد عيتاني، كارولين بعيني (بيروت)

مع تلاشي إمكانية إقدام رئيس مجلس النواب نبيه بري على إطلاق مبادرة جديدة تحرك الساحة السياسية من أزمتها التي تراوح فيها منذ زمن طويل تبدو الأمور متجهة إلى ما يشبه حالة من الضغط الخارجي لإلزام كل الأطراف السياسية المحلية على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري منعاً لأي فراغ يحمل تداعيات سلبية.واكدت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت لـ «عكاظ» أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة مصمم على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لأن الفراغ في موقع الرئاسة سيدفع الأمور في لبنان إلى الانقسام والمواجهة، كما أن ما حصل في انتخابات المتن الفرعية يؤكد على التزام الأكثرية المسار الديمقراطي وبالتالي على المعارضة الالتزام بهذا المسار والعمل إما على توافق حول هوية الرئيس أو الذهاب إلى البرلمان للتصويت بمعركة ديمقراطية.
وقالت المصادر ان رسائل واضحة ستصل إلى كل الأطراف من المجتمع الدولي تؤكد على ضرورة أن يلتزم نواب البرلمان بواجباتهم الدستورية لجهة المشاركة باختيار الرئيس المقبل وفقاً للأطراف الدستورية والديمقراطية. وأكد عضو قوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان لبنان لم يسقط يوما عن المسرح الدولي منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وان موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية هو موضوع يتم البحث به في دوائر القرار الدولية والعربية.
واضاف ان هناك قرارا غير قابل للعزل من قبل المجتمع الدولي، من اجل اتمام الاستحقاق الرئاسي. واشار سعيد الى ان قوى 14 آذار متفقة على مستويين اثنين: الاول هو تأمين الاستحقاق الرئاسي، والثاني تسمية الرئيس مؤكدا ان هناك مرشحين معلنين في 14 آذار لديهم الكفاءة بأن يكونوا رؤساء جمهورية، وستتفق هذه القوى وعلى اسم شخص وستتكيف كل الاطراف الاخرى حول هذا الشخص.وانتقد الشيخ محمد حسين فضل الله أمس الموقف الأمريكي من الازمة السياسية بخاصة لجهة الانحياز الواضح لجانب الأكثرية ضد المعارضة.
من جهة اخرى شهدت المواجهات في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وعصابة فتح الإسلام امس تطورا جديدا تمثل بقيام سلاح الجو بقصف الملاجئ المحصنة للإرهابيين بقذائف من العيار الثقيل مخصصة لاختراق التحصينات تحت الأرض، مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة عشر مسلحاً خلال ساعات قليلة. كما دارت مواجهات واشتباكات في عمق المخيم في ما تبقى من أحياء وأزقة خارج إطار السيطرة العسكرية، إنما تحت مرمى النيران تستعمل فيها الدبابات والأسلحة، وذكرت المصادر الأمنية أن البقعة التي يتواجد فيها الإرهابيون معقدة من ناحية اكتظاظها بالمباني، وفي داخلها العديد من الأزقة والأحياء والمخابىء والملاجىء ومنها ملجأ هام جدا داخل المربع الأمني الذي يقع في أسفل أحد المباني مدعما بالباطون المسلح، وهو ملجأ كان يستعمله الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال وجوده في الشمال اللبناني بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982.