حمدنا الله كثيرا حين أقدم المشرفون على بث القمر (عربسات) بمنع وايقاف قنوات السحر والشعوذة والدجل وهي خطوة مباركة قوبلت بالارتياح والتقدير.. لما فيها من كفر بواح، ودجل على رؤوس الأشهاد للبسطاء والنساء على وجه الخصوص والذين هن أكثر ضحايا تلك القنوات الفاجرة.
ويبدو أن باب النصب لم يتوقف بل انفتح على مصراعيه من جهة أخرى بدعوى “جمع رأسين بالحلال” والتي تكاثرت بطريقة عجيبة، ومريبة.. فهي لا تجمع رأسين بالحلال كما تدعي بل تجمع الأموال بالحرام!
وتحت يدي رسالة بعثها شاب من ضحايا تلك القنوات، ورجاني أن انشرها لتكون انذارا وتنبيها لكل المخدوعين والمخدوعات بتلك القنوات.. يقول فيها: «أنا شاب في الثلاثين من العمر، اتقاضى راتباً شهرياً قدره ثلاثة آلاف ريال، وذات يوم شاهدت بالصدفة المحضة قناة (....) والتي تبث اعلانات للراغبين في الزواج مع المواصفات، ولانني كنت أبحث عن “عروس” رغم ظروفي المتواضعة،وكنت خجولا في البوح لـ(أمي) بتلك الرغبة لما تعرفه عني من عزوف عن فكرة الزواج حتى تتحسن ظروفي، وأجمع مهرا مناسباً.. لكنني باختصار دخلت “المعمعة”، وارسلت بياناتي من خلال الاجابة على سبعة اسئلة تطرحها “القناة المذكورة” كل سؤال على حدة.. واحيانا تعيده مرة أخرى، وأظن أن قيمة الرسالة خمسة ريالات، وانتظرت الفرج. وطالبت بإعادة (عرض) المواصفات علّ فتاة مناسبة يرق قلبها، وتبعث لي برغبتها الاقتران بي.
ومضت اسابيع وكل الرسائل التي تصلني بـ(هلا وغلا) وأرد على هذه العبارة، ويأتي الجواب : ما اسمك؟ وكم عمرك؟ حدثني عن حالك (وهو حال لايسر!) وكل سؤال ارد عليه باجابة من خلال رسالة مستقلة للقناة.. حتى فوجئت برسالة (حقيقية) من شركة الاتصالات تبلغني بأن حدي الائتماني انتهى.. رغم أنه لم يمض على تسديدي آخر فاتورة الا ايام معدودة.
المهم، أنني اكتشفت أخيرا بانني مدين لشركة الاتصالات بألف ريال (ثلث الراتب) وفي أقل من شهر. واكتشفت أنني كنت ضحية لنصابين محترفين يطرحون اسماء، ومواصفات وردوداً وهمية. بغية استنزافي وغيري من خلال اعلاناتهم .
امرأة ثرية تملك عمارات وشركة وتبحث عن عريس (مسيار)، أو امرأة متدينة تريد السير وترضى بالقليل.. او لبنانية عيونها خضراء لديها فيلا أو معلمة ثرية تريد عريسا وكلها اعلانات لنساء لا وجود لهن أرجوك انشر رسالتي لعلّ من يهمه الأمر يسارع بإيقاف هذه القنوات التي استنزفت أموال الآلاف من الراغبين في الزواج».
ها أنذا ياسيدي انشر رسالتك. وأضم صوتي لصوت هذا (الشاب) الحالم الخجول الذي لم يستطع ان يخبر “ أمه” برغبته في الزواج وأطالب بمحاسبة أصحاب هذه القنوات.. أو على الأقل التحري عن مصداقيتها، وعن “الرؤوس” التي جمعتها بالحلال، وأن يبينوا للمتصل سعر تكلفة الرسالة الواحدة حتى يكون على بينة من أمره.
ويبدو لي ..أن المواطن السعودي بات “ضحية” لكل من هب ودب من عديمي الضمائر الذين لا يتورعون في ابتزازه و”شفط” أمواله فما ان خرجنا -ولا تسل كيف خرجنا- من نصب “هوامير” المخططات، ومشغلي الأموال، ومصائب الأسهم، وقنوات السحر والشعوذة.. حتى انفتح باب آخر ولكنه هذه المرة..لاصحاب القلوب المتعطشة الى الزواج والستر.. الذين يحلمون بعش الزوجية و”المسيار” من ذوي النوايا الحسنة، وفاتهم أن الطريق الى جهنم (معبد) هو الآخر بالنوايا الحسنة..!!
تلفاكس:076221413