قرى غرب طيبة.. فقر لاتعالجه المسكنات
الجمعيات الخيرية لاتعرفها سوى في رمضان
الثلاثاء / 29 / شعبان / 1428 هـ الثلاثاء 11 سبتمبر 2007 20:42
خالد الشلاحي (المدينة المنورة)تصوير: رمزي عبدالكريم
في الوقت الذي تتسابق فيه الأسر نحو الاسواق والمحلات التجارية لشراء مختلف أصناف المواد الغذائية استعدادا لشهر الصوم تعاني عوائل اخرى في قرى بضواحي طيبة من تدني مستوى المعيشة وصعوبة توفير احتياجات الشهر الفضيل سوى ما يجود به أهل البر والاحسان. وما تقدمه الجمعيات الخيرية التي يستحيل ان تفي باحتياجات كافة الأسر المنتشرة في القرى والهجر. ومن بين تلك القرى «فرشة الشامي» التابعة بين ما يشبه (المثلث) من الجبال الشاهقة تتناثر فيها عشرات المساكن المشيدة منذ عشرات السنين واخرى يصعب ان تصمد امام اي ظرف تحتمه الاجواء المتقلبة في المنطقة.
وتسكن تلك الديار أسر لسان حال افرادها يقول «لو كان الفقر رجلا لقتلناه».
قصص واقعية
قصص من الواقع ليست من سرد الخيال.. حقائق تعيشها أسر منسية يغلفها الحزن ويحيط بها الخوف والمصير المجهول تقيم في صنادق على بعد 110كلم غرب المدينة المنورة في واد صغير يطلق عليه فرشة الشامي تعيش عشرات الاسر تحت خط الفقر ورغم انه لايفصلها عن طيبة سوى قليل من الاميال إلا ان من يدلف إليها يشعر انها تبعد عن «التمدن» عشرات السنين حيث لاكهرباء أو ماء ولاشبكة اتصال ولا أي شيء من مقومات الحياة بل يحدق بهم الخطر من كل جانب.
مثل «الذئاب المتوحشة» التي فتكت بالماشية فلا يكاد يمضي يوم إلا وتفقد الأسر بعضا او احدى الاغنام. فيما الآبار الاربع التي كان يستعين بها الأهالي لسقيا دوابهم والاستفادة منها تحولت الى أثر بعد عين جراء سيول العام قبل الماضي حيث طمرت تلك الآبار وساوتها بالتراب كما هو حال الاشجار والطرق المؤدية الى منازلهم.
اشلاء متناثرة
«عكاظ» رصدت حجم معاناة ساكني وادي (فرشة الشامي) حيث تعيش عشرات الأسر الفقيرة في صنادق وهناجر يعيدون لملمة اجزائها كلما حولها السيل الى اشلاء متناثرة في عرش الوادي.
الجفاف
يقول عبدالرحمن السهلي ان سبب بقاء الاهالي ومكوثهم في بطن الوادي وعدم تمكنهم من الخروج منه يعود لقلة الامكانات المتاحة وعدم استطاعتهم الانتقال الى موقع اخر حيث اعتاد الاهالي على وضعهم قبل ان يشح الماء وتتهدم الابار من أثر السيول.
حتى اصبحنا نشتري المياه من مركز «اليتمه» الذي يبعد 30كلم أعلى الوادي عن طريق تعبئة الاشرعة المصنوعة من جلد الماشية لسقايتها وتدبر أمور المعيشة الصعبة.
الفصل الاول من المعاناة
العم مقبول اللهيبي 82 عاما وزوجته بخيته 76 سنة يجسدان الفصل الأول من معاناة أهالي وادي فرشة الشامي حيث يعيشان بمفردهما في بيت شعبي مهترئ شيد بالطوب والطين قبل اكثر من 30 عاما في سطح الجبل بمحاذاة الوادي لاتقاء خطر السيول.
ويصف العم اللهيبي معاناته وزوجته فيقول «يا ولدي لو نموت أنا وزوجتي فلن يعلم عنا أحد.. فلا نجد طعاما سوى الدقيق البر والرز الأبيض.. والماء يجلبه لنا مسعود بن جاري.. في جوالين.
جنون
ويضيف بانه قام ببيع الأغنام التي كان يملكها قبل سنوات لعدم قدرته على تربيتها وتأمين سقايتها وإطعامها منذ ان اصيب ابنه الوحيد صيفي 25 سنة بالمس قبل سنوات واصبح مختل عقليا ويعيش منذ ذلك الوقت وحتى الان في مستشفى الصحة النفسية في المدينة المنورة.
زواحف سامة
وتابع العم مقبول وبقيت وزوجتي على حالنا في هذا المنزل المتهالك الذي تداهمنا فيه كثير من الثعابين والزواحف السامة التي تخرج من وسط الوادي.
الجمعيات الخيرية
معاناة الفقر ونقص الموارد الغذائية وقــــصص المس والجان ليست القاسم المشترك الوحــــيد بين اهالي (وادي فـــرشة الشامي) فموارد الجمعية الخيرية بمركز اليتمة الذي تتبع له القرية يصعب عليه مواجهة متطلبات المعـــيشة لتلك الأسر بحلول الشهر الفضيل.
وتسكن تلك الديار أسر لسان حال افرادها يقول «لو كان الفقر رجلا لقتلناه».
قصص واقعية
قصص من الواقع ليست من سرد الخيال.. حقائق تعيشها أسر منسية يغلفها الحزن ويحيط بها الخوف والمصير المجهول تقيم في صنادق على بعد 110كلم غرب المدينة المنورة في واد صغير يطلق عليه فرشة الشامي تعيش عشرات الاسر تحت خط الفقر ورغم انه لايفصلها عن طيبة سوى قليل من الاميال إلا ان من يدلف إليها يشعر انها تبعد عن «التمدن» عشرات السنين حيث لاكهرباء أو ماء ولاشبكة اتصال ولا أي شيء من مقومات الحياة بل يحدق بهم الخطر من كل جانب.
مثل «الذئاب المتوحشة» التي فتكت بالماشية فلا يكاد يمضي يوم إلا وتفقد الأسر بعضا او احدى الاغنام. فيما الآبار الاربع التي كان يستعين بها الأهالي لسقيا دوابهم والاستفادة منها تحولت الى أثر بعد عين جراء سيول العام قبل الماضي حيث طمرت تلك الآبار وساوتها بالتراب كما هو حال الاشجار والطرق المؤدية الى منازلهم.
اشلاء متناثرة
«عكاظ» رصدت حجم معاناة ساكني وادي (فرشة الشامي) حيث تعيش عشرات الأسر الفقيرة في صنادق وهناجر يعيدون لملمة اجزائها كلما حولها السيل الى اشلاء متناثرة في عرش الوادي.
الجفاف
يقول عبدالرحمن السهلي ان سبب بقاء الاهالي ومكوثهم في بطن الوادي وعدم تمكنهم من الخروج منه يعود لقلة الامكانات المتاحة وعدم استطاعتهم الانتقال الى موقع اخر حيث اعتاد الاهالي على وضعهم قبل ان يشح الماء وتتهدم الابار من أثر السيول.
حتى اصبحنا نشتري المياه من مركز «اليتمه» الذي يبعد 30كلم أعلى الوادي عن طريق تعبئة الاشرعة المصنوعة من جلد الماشية لسقايتها وتدبر أمور المعيشة الصعبة.
الفصل الاول من المعاناة
العم مقبول اللهيبي 82 عاما وزوجته بخيته 76 سنة يجسدان الفصل الأول من معاناة أهالي وادي فرشة الشامي حيث يعيشان بمفردهما في بيت شعبي مهترئ شيد بالطوب والطين قبل اكثر من 30 عاما في سطح الجبل بمحاذاة الوادي لاتقاء خطر السيول.
ويصف العم اللهيبي معاناته وزوجته فيقول «يا ولدي لو نموت أنا وزوجتي فلن يعلم عنا أحد.. فلا نجد طعاما سوى الدقيق البر والرز الأبيض.. والماء يجلبه لنا مسعود بن جاري.. في جوالين.
جنون
ويضيف بانه قام ببيع الأغنام التي كان يملكها قبل سنوات لعدم قدرته على تربيتها وتأمين سقايتها وإطعامها منذ ان اصيب ابنه الوحيد صيفي 25 سنة بالمس قبل سنوات واصبح مختل عقليا ويعيش منذ ذلك الوقت وحتى الان في مستشفى الصحة النفسية في المدينة المنورة.
زواحف سامة
وتابع العم مقبول وبقيت وزوجتي على حالنا في هذا المنزل المتهالك الذي تداهمنا فيه كثير من الثعابين والزواحف السامة التي تخرج من وسط الوادي.
الجمعيات الخيرية
معاناة الفقر ونقص الموارد الغذائية وقــــصص المس والجان ليست القاسم المشترك الوحــــيد بين اهالي (وادي فـــرشة الشامي) فموارد الجمعية الخيرية بمركز اليتمة الذي تتبع له القرية يصعب عليه مواجهة متطلبات المعـــيشة لتلك الأسر بحلول الشهر الفضيل.