اتصالات سعودية فرنسية لتحقيق التوافق وتأمين الحماية للنواب اللبنانيين

الموالاة والمعارضة تجمعان على ان جلسة الثلاثاء لا نصاب لها

زياد عيتاني- ناتالي المر (بيروت)

يستضيف البرلمان اللبنانى بعد غد الثلاثاء الجلسة الاولى للانتخابات الرئاسية وفقا للمواعيد الدستورية وسط سباق محموم يجري بين الوفاق من جهة والمجهول من جهة أخرى. وكشف مرجع سياسي كبير في بيروت لـ «عكاظ» أن اتصالات عبر عدة عواصم عربية واوروبية وبخاصة سعودية وفرنسية تجري لتحقيق وفاق حول الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المنتظرة أو ان تعذر ذلك تحدد جلسة اخرى خلال عشرة أيام. قال المصدر إن محور المباحثات الآن تدور حول تكريس مبنى البرلمان كمكان للاقتراع على قاعدة إزالة خيم الاعتصام التي يشرف عليها حزب الله في الوسط التجاري الملاصق للبرلمان على أن يتسلم الجيش اللبناني المنطقة كاملة لتكون منطقة عسكرية لتأمين سلامة النـــواب. واضاف ان هناك اتصالات سعودية فرنسية تجري لتجنيب لبنان مزيدا من الانقسام وبخاصة حول مكان انعقاد الجلسة للحيلولة دون الذهاب نحو ما هو أسوأ من ذلك ان عبر تأمين حماية دولية للنواب وللعملية الانتخابية أو عبر لجوء الأكثرية الى عقد جلسة انتخاب من دون نواب المعارضة.واشار المصدر ذاته الى ان الاتصالات السعودية الفرنسية مع الأفرقاء كافة سمحت بتبريد الأجواء تمهيدا لايجاد التسوية وهو ما ترجم عبر الغاء رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لمؤتمره الصحفي الذى كان مقررا أمس السبت في معراب اضافة للاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس بري مع النائب وليد جنبلاط بعد طول انقطاع. واكد ان كل المساعي تعمل من اجل انعقاد جلسة الثلاثاء بجو توافقي لكن كافة المؤشرات تشير الى عدم وجود نصاب لعقد الجلسة دون ان يعني ذلك فشلا للمساعي ولكن ما يطبخ بحاجة لنار هادئة كي ينضج كتسوية ترضي الجميع.
من جهته اعتبر رئيس الاستخبارات اللبنانية السابق السفير جوني عبدو أمس أن اغتيال النائب انطوان غانم يهدف الى تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وتوجيه ضربة للأكثرية النيابية واسقاط نتائج انتخابات العام 2005.
وتوقع أن لا تعقد جلسة الانتخابات الرئاسية مشيرا الى ان كتلة الرئيس بري لن تحضر الجلسة والنصاب لن يكتمل وهكذا دواليك حتى الأيام العشرة الأخيرة. ورأى أن المجتمع الدولي يملك القدرة والآلية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. من جهته لم يؤكد عضو الكتلة العونية النائب يوسف خليل مسألة التوجه نحو ازالة خيم الاعتصام من وسط بيروت و قال في تصريح خاص لـ «عكـاظ» أعتقد أنه لا توجد معلومات واضحة حول هذا الموضوع انما حركة اتصالات واسعة سابقة ومستمرة، وهذا المطلب ظهر في واجهة المشهد السياسي لأن البعض من الفرقاء يطالب بتأمين الجلسة وحماية النواب. واضاف ان هناك اتصالات واسعة دولية وعربية واقليمية بخاصة من جانب المملكة وبتوجيه خاص من خادم الحرمين الشريفين وحركة دؤوبة من السفير خوجة، ونحن نتمنى ان تتوج هذه الاتصالات بايجاد حل وفاقي يحقق المساواة بين الجميع.
وحول جلسة الثلاثاء قال النائب خليل ان تأمين النصاب لا يمكن أن يتحقق بالجلسة الأولى بسبب تأخر الاتصالات وضيق المساحة الزمنية مشيرا الى ان الاتصالات بحاجة لمزيد من الوقت للبلورة والاتفاق على مرشح توافقي للرئاسة كل ذلك يجعل جلسة 25 سبتمبر غير مكتملة النصاب، ولكن هذا ليس آخر المطاف فيمكن أن يحدد رئيس المجلس موعدا جديدا لجلسة ثانية يؤمن فيها النصاب وانتخاب الرئيس.
اما عضو قيادة حزب الله الشيخ محمد يزبك فقال ان المعارضةلم تطرح الا المشاركة، ومن دون التوافق والمشاركة لا يبقى لبنان ولا تبقى حرية وديمقراطية. من جهة اخرى انطلقت أمس عملية اعادة اعمار نهر البارد وذلك عبر اللقاء الحواري الذي عقد بدعوة من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ووكالة الاونروا في لبنان وضم ممثل رئيس الحكومة اللبنانية رئيس لجنة الحوار الوطني السفير خليل مكاوي ورئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد، ووفدين من البنك الدولي والاونروا، رؤساء بلديات المناطق المجاورة لنهر البارد وفاعليات دينية واجتماعية. وخصص اللقاء لبحث مشروع استئجار الاراضي المحيطة بمخيم نهر البارد من قبل الاونروا لبناء وحدات سكنية لايواء اللاجئين الفلسطينيين النازحين من البارد. وقال السفير مكاوي ان الحكومة اللبنانية قامت بواسطة الهيئة العليا للاغاثة والجمعيات الاهلية والمؤسسات الدولية بتكليف لجنة خاصة لدراسة اعادة اعمار مخيم نهر البارد وتقديم المساعدات والعون للنازحين والمتضررين من اصحاب المحال والابنية المتضررة لمدة 12 شهرا وذلك قبل بدء العام الدراسي.
وخصص مبلغ 50 مليون دولار لتنفيذ خطة النهوض الاقتصادي التي سيقوم بها البنك الدولي.