«الاجتياح» يختزل القضية الفلسطينية في الحرب والحب
يتناول الإرهاب الاسرائيلي المسكوت عنه
الجمعة / 16 / رمضان / 1428 هـ الجمعة 28 سبتمبر 2007 21:55
علي فقندش (جدة)
عباس النوري أطل طوال أمسيات رمضان على محبيه من منفذين ففي التاسعة بطلا لـ«باب الحارة» على شاشة MBC وفي نفس التوقيت هو قائد العمل في مسلسل «الاجتياح» الذي تعرضه فضائية LBC وذلك الى جانب صبا مبارك واياد نصار ومنذر رياحنه وعبدالمنعم عمايري ونادرة عمران ولينا حوارنة وديمة فندلفت وانطوانيت نجيب ورنا جمول ورأفت لافي وغيرهم في قصة الحب والحرب.. قصة الحياة (إجتياح جنين) وهي دراما اجتماعية سياسية كتبها رياض سيف ومن اخراج شوقي الماجري. يتناول العمل الارهاب المسكوت عنه إرهاب الدولة الذي تمارسه «إسرائيل» على الشعب الفلسطيني، ولا يستثير الاهتمام المطلوب من قلب المجتمع الدولي، من خلال الصورة التي تجسد اللحظة الإنسانية، والتفاصيل اليومية. إن قصة العمل مليئة بالحوادث والتفاصيل الواقعية والموثقة التي لامجال لتقديم معظم تفاصيلها الموزعة على مساحة ثلاثين حلقة تلفزيونية لذلك نكتفي بهذه اللمحات التي تحمل دلالات المحاور الأساسية للمسلسل. فقد شهد التاريخ الكثير من قصص الحب الرائعة، ولعل أقوى قصص الحب وأروعها هي تلك التي نشأت بين أفراد من فرقاء جمعت بينهم العداوة، وفرقتهم البغضاء، واكتووا بنار الحرب، وهي الظروف التي يمتحن بها الإنسان، وقدرته على العودة الى فطرته الإنسانية الاولى.
في الحكاية نعيش حدثا مؤثرا مع أولئك الذين فُرضت عليهم مواجهة غير عادلة فلاذوا بالجبال، في إعادة تجسيد لقصة حقيقية، حيث نرى مصطفى ورفاقه اللائذين بالجبال، ينقذون فتاتين وقعتا في حادث سير: مريم (عربية إسرائيلية) ويائيل (يهودية)، فتنشأ قصة حب إنسانية، تتقاطع فيها الظروف العامة والخاصة، والحرب والحب، في سياق العديد من الملابسات والظروف الإنسانية.
.. نتوقف مع مصطفى ويائيل في المفارقة التي جمعتهما كإنسانين من طرفين متصارعين، ونلمح كيف تفعل اللحظة الإنسانية فعلها، فتقرب بينهما، من موقع الاختلاف أول الأمر، ثم من موقع العاطفة وقصة الحب التي تجمع بينهما، الى ان يصلا الى لحظة اعترافهما المتبادل بإنسانية كل منهما.
وباعتراف يائيل بإنسانية مصطفى، عدو الأمس، تؤمن بحقه في الحياة، وبالتالي تؤمن بمشروعية قضيته ونضاله، فتقوم بتزويده بالمعلومات التي تحصل عليها من أخيها الملازم بالجيش الإسرائيلي، ونعيش معهما في مواقف إنسانية رومانسية في الجبال، ثم في حيفا، حيث يتم القبض على مصطفى بعد جرحه في مخيم جنين، ليتم إعدامه من قبل شقيق يائيل الحاقد أمام بيت العائلة الذي هجروه عام 1948.
أما يائيل الفتاة التي تجاوزت التعصب الأعمى الذي نشأت عليه في أسرتها، فتحاكم وتسجن، ولم يكن ذنبها سوى أنها أحبت، وأخلصت في حبها، وتجاوزت التعصب الأعمى الذي يلتهم مجتمعها الصغير والكبير.
وتزخر حكاية العمل بالحوادث والتفاصيل الواقعية والموثقة، فمن قصة عائلة أبو سالم واولاده، وشبكة علاقاتهم المتشعبة المتشابكة، الى جنين حيث عائلة أبو خالد وأبنائها: خالد المدرس، وأمد المعتقل، ومصطفى المطارد، وحنان الممرضة، بالإضافة الى شخصيات أخرى منتزعة من الواقع الذي نقلته الفضائيات، مثل: «أبو باسل» و«أبو جندل» و«الطوالبة»، و«سعيد» المصور التلفزيوني الباحث عن لقطة العمر التي تمكنه من الزواج بحبيبته منى المتطوعة بالهلال الأحمر.
كما نشهد واحدة من اروع قصص التسامح والتلاحم الديني العربي المسيحي الإسلامي بصلاة المسلمين في كنيسة المهد، ودفن موتاهم فيها، حينما إلتجأوا إليها للنجاة بأنفسهم وحوصروا فيها لمدة طويلة.
اهتز العالم لرؤية حصار جنين ورام الله، ولكنه لم ير التفاصيل الإنسانية، التي كانت محجوبة وراء هذا الحدث السياسي، والتي يقدمها هذا المسلسل ضمن رؤية للواقع الفلسطيني المعاصر تنقل عقل المشاهد من نمطية النقل الإخباري والتجييش العاطفي، الى تلمس الواقع بتفاصيل إنسانية ويومياته البسيطة والمؤثرة، في سياق مزج ما بين الصور الارشيفية الواقعية والخيال الدرامي المحسوب والموظف، ويضع مشاهديه، وجها لوجه، مع الحياة بكل تقلباتها وتناقضاتها وألوانها، حيث تتقاطع قصص الحب الجارف مع الحيثيات الدامية، وتلتقي التفاصيل الإنسانية مع مجريات الحياة اليومية، بكل تعقيداتها.
في الحكاية نعيش حدثا مؤثرا مع أولئك الذين فُرضت عليهم مواجهة غير عادلة فلاذوا بالجبال، في إعادة تجسيد لقصة حقيقية، حيث نرى مصطفى ورفاقه اللائذين بالجبال، ينقذون فتاتين وقعتا في حادث سير: مريم (عربية إسرائيلية) ويائيل (يهودية)، فتنشأ قصة حب إنسانية، تتقاطع فيها الظروف العامة والخاصة، والحرب والحب، في سياق العديد من الملابسات والظروف الإنسانية.
.. نتوقف مع مصطفى ويائيل في المفارقة التي جمعتهما كإنسانين من طرفين متصارعين، ونلمح كيف تفعل اللحظة الإنسانية فعلها، فتقرب بينهما، من موقع الاختلاف أول الأمر، ثم من موقع العاطفة وقصة الحب التي تجمع بينهما، الى ان يصلا الى لحظة اعترافهما المتبادل بإنسانية كل منهما.
وباعتراف يائيل بإنسانية مصطفى، عدو الأمس، تؤمن بحقه في الحياة، وبالتالي تؤمن بمشروعية قضيته ونضاله، فتقوم بتزويده بالمعلومات التي تحصل عليها من أخيها الملازم بالجيش الإسرائيلي، ونعيش معهما في مواقف إنسانية رومانسية في الجبال، ثم في حيفا، حيث يتم القبض على مصطفى بعد جرحه في مخيم جنين، ليتم إعدامه من قبل شقيق يائيل الحاقد أمام بيت العائلة الذي هجروه عام 1948.
أما يائيل الفتاة التي تجاوزت التعصب الأعمى الذي نشأت عليه في أسرتها، فتحاكم وتسجن، ولم يكن ذنبها سوى أنها أحبت، وأخلصت في حبها، وتجاوزت التعصب الأعمى الذي يلتهم مجتمعها الصغير والكبير.
وتزخر حكاية العمل بالحوادث والتفاصيل الواقعية والموثقة، فمن قصة عائلة أبو سالم واولاده، وشبكة علاقاتهم المتشعبة المتشابكة، الى جنين حيث عائلة أبو خالد وأبنائها: خالد المدرس، وأمد المعتقل، ومصطفى المطارد، وحنان الممرضة، بالإضافة الى شخصيات أخرى منتزعة من الواقع الذي نقلته الفضائيات، مثل: «أبو باسل» و«أبو جندل» و«الطوالبة»، و«سعيد» المصور التلفزيوني الباحث عن لقطة العمر التي تمكنه من الزواج بحبيبته منى المتطوعة بالهلال الأحمر.
كما نشهد واحدة من اروع قصص التسامح والتلاحم الديني العربي المسيحي الإسلامي بصلاة المسلمين في كنيسة المهد، ودفن موتاهم فيها، حينما إلتجأوا إليها للنجاة بأنفسهم وحوصروا فيها لمدة طويلة.
اهتز العالم لرؤية حصار جنين ورام الله، ولكنه لم ير التفاصيل الإنسانية، التي كانت محجوبة وراء هذا الحدث السياسي، والتي يقدمها هذا المسلسل ضمن رؤية للواقع الفلسطيني المعاصر تنقل عقل المشاهد من نمطية النقل الإخباري والتجييش العاطفي، الى تلمس الواقع بتفاصيل إنسانية ويومياته البسيطة والمؤثرة، في سياق مزج ما بين الصور الارشيفية الواقعية والخيال الدرامي المحسوب والموظف، ويضع مشاهديه، وجها لوجه، مع الحياة بكل تقلباتها وتناقضاتها وألوانها، حيث تتقاطع قصص الحب الجارف مع الحيثيات الدامية، وتلتقي التفاصيل الإنسانية مع مجريات الحياة اليومية، بكل تعقيداتها.