فضيحة الـ «ماراكانا» تهز 200ألف برازيلي عام 1950

الاوروغواي بلغت النهائي من مباراة واحدة..والانجليز اتخذوا القرار

وليد بيساني (جدة)

كان العالم يستعد للعودة إلى وضعه السابق بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي عام 1950 حان الوقت بالنسبة لكرة القدم للعب دورها. وهذا ما حدث فعلا عندما شهدت بطولة كأس العالم لذلك العام كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم، فالبرازيل الدولة المضيفة للحدث والمرشحة الاولى لاحراز لقبه خسرت في المباراة النهائية أمام الأوروغواي فيما عرف لاحقا بأسطورة «ماراكانا»، وهو اللقب الذي يصف الهزيمة المفاجئة باستاد «ماراكانا» البرازيلي.
كان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد بدأ في العمل على إعادة بطولة كأس العالم إلى خريطة الاحداث العالمية عام 1946 الا أنه واجه عدة صعوبات كان في مقدمتها مكان إقامة الحدث. ونظراً للدمار الذي حل بأوروبا بعد الحرب فقد اتجهت الانظار على الفور نحو المركز الآخر البالغ الاهمية لكرة القدم في العالم وهو أمريكا الجنوبية.
وكانت الارجنتين والبرازيل اللتان أمدتا العالم بالغذاء والمواد الخام طوال فترة الحرب العالمية الثانية، هما الخياران الحقيقيان الوحيدان. كانت المنافسة شرسة على استضافة البطولة. فالبرازيل والأرجنتين تجمعهما خصومة تقليدية كان لديهما رجلان كل منهما يسعى لإظهار مدى قوته ونفوذه للعالم.
فقد كانت الارجنتين في ذلك الوقت تحت حكم خوان دومينغو بيرون.
وفي البرازيل كان غيتوليو فارغاس المحرك الحقيقي للسلطة من الكواليس الخلفية قبل عودته لرئاسة البلاد رسمياً في 1950.
وفازت البرازيل التي وعدت ببناء العديد من الاستادات الجديدة من بينها أفضل استاد في العالم بحق تنظيم بطولة كأس العالم ما أثار استياء بيرون والارجنتين التي كانت مازالت تعاني من آلام خرق الالتزام بتناوب أوروبا وأمريكا الجنوبية على استضافة البطولة العالمية في عام 1938. وبالرغم من كل ما واجهته من صعوبات، حققت البطولة التي أجريت بين 24 يونيو و16 يوليو من عام 1950 كعادتها نجاحاً عالمياً كبيراً بمشاركة 13 دولة كان من بينها وللمرة الاولى في مسابقات كأس العالم إنكلترا صاحبة الفضل في ابتكار لعبة كرة القدم الحديثة بعد أن قررت دعم المسابقة العالمية.
وبدأت المنافسات بخلاف جديد حول توزيع المجموعات. فقد تسبب انسحاب بعض الدول في اللحظات الاخيرة قبل انطلاق المباريات في ضمّ مجموعتين فقط بالبطولة لأربعة منتخبات بينما ضمّت مجموعة أخرى ثلاثة منتخبات وضمت المجموعة الاخيرة منتخبين فقط.
ونتيجة لذلك فقد تأهلت الأورغواي الى المباراة النهائية بعد أن لعبت مباراة واحدة فقط بالبطولة. وجاء الاحتجاج الكبير الآخر الذي شهدته بطولة كأس العالم 1950 بسبب قرار حسم لقب البطولة عن طريق التأهل لمجموعة نهائية من أربعة منتخبات ما يعني إلغاء الدورين قبل النهائي والنهائي.
وبذلك فقد خرجت السويد وأسبانيا من حسابات اللقب بعد تأهلهما للمجموعة النهائية وأصبحت المباراة الأخيرة بين الأورغواي والبرازيل هي النهائي الحقيقي للبطولة وكان مجرد التعادل فيها كافياً لمنح اللقب للبرازيل.
ولكن على ملعب استاد «ماراكانا» وبحضور 200 ألف متفرج نجحت الأورغواي في الفوز (2-1)، على البرازيل بعد أن كانت متأخرة بهدف. وسجل سكيافينو وجيجيا هدفي الأورغواي ليكملا مأساة «ماراكانازو». وتوجّت الأورغواي بطلة لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها وسجل النجم البرازيلي أديمير تسعة أهداف خلال كأس العالم 1950 ليحصل على لقب هداف البطولة التي برغم كل ما واجهته من صعاب إلا أنها نجحت في تحقيق هدفها الرئيسي، فقد عادت كرة القدم وبقوة لمكانها السابق على خريطة الاحداث العالمية.