هل يرحم اللبنانيون وطنهم؟!
الأحد / 02 / شوال / 1428 هـ الاحد 14 أكتوبر 2007 19:50
تركي العسيري
أرجو أن يشفع لي في هذا الطرح الحاد للحالة اللبنانية القائمة ما أكنه لهذا البلد الشقيق ولمواطنيه من محبة، وتقدير، ومعرفة بالدور الكبير الذي يلعبه في إضاءة زوايا العتمة التي تكتنف الحياة العربية من خلال ما تختزنه الذاكرة العربية من ضياء مشع ساهم في التنوير العربي، وإشاعة قناديل الفرح والحب والتسامح والقبول بالآخر، غير ان ما يقوم به اللبنانيون اليوم من محاولة لوأد الحلم اليعربي البهي الذي طالما تغنينا به، وحرصنا على أن يظل متوهجاً، ومتعالياً.. يجعلنا نتساءل ما اذا كان اللبنانيون الذين عرفوا بالذكاء، والثقافة، والتحضر يشعرون بحجم الخطر المحدق بهم، وبفداحة الجرم الذي يرتكبونه -فيما لو استمروا- بحق وطنهم الجميل.. جرم تمزيقه، وتفتيته، وتسليمه لقمة سائغة لمن يريد تدميره، ووأد ديمقراطيته المشهودة.
الصراع القائم بين الفرقاء اللبنانيين يجعلنا نعتقد ان لبنان ليس وطناً اولاً لهم، بل هو وطن ثان.. بدليل عدم الاكتراث بتلك اللعبة المرعبة التي تهيمن على المشهد السياسي اللبناني، والتي تغذيها أجندات خارجية مشبوهة لا تريد للبنان أن يبقى وطناً متعافياً، ومنارة يأوي إليها كل الباحثين عن نسمات الحرية، والثقافة، والإبداع. وإلا قولوا لي بربكم: ما تفسير ما يجري على أرض لبنان؟
فسروا لي أيها اللبنانيون.. هذا النوايا التدميرية التي تحيق بوطنكم، وهذا الخلاف العبثي غير المبرأ الذي يدق ناقوس الفوض، وعدم الاستقرار، والتشرذم.
مهما تكن التبريرات فإن الجميع مسؤولون عن الحالة المحزنة التي وصل إليها الوضع في البلد، في ظل غياب العقل والحكمة، والاستشعار بحجم الكارثة التي من الممكن أن تلتهم الوطن البهي -لا سمح الله-، الطائفة لن تكون بديلاً عن الوطن.
المشهد اللبناني الحالي يفتقد إلى وجود حكماء حقيقيين، ويشي إلى بزوغ نزعة تدميرية سوف لا تبقي ولا تذر.. ولن ينجو من نارها أحد.
في حمأة الصراع السياسي الدائر اليوم تبدو الأمور واضحة كالشمس.
هناك نوايا مبيتة وأجندات خبيثة تديرها دول معروفة لا تريد الخير أو الاستقرار للبنان. التنوع المذهبي الطائفي الذي كان مثار إعجابنا.. أصبح مثار ريبة وخوف لما يمكن أن يحدثه هذا التنوع الفسيفسائي الذي ميّز اللبناني عن غيره في الماضي.
على اللبنانيين الذين عرفوا بذكائهم وثقافتهم ووطنيتهم أن يعودوا إلى رشدهم، وليعلموا أن لا أحد سينتصر على أحد في لبنان. لا أحد يمكنه الاستقواء على أحد، أو ترويضه، أو تحويله الى مواطن من الدرجة الثانية في أرضه. الخاسرون هم اللبنانيون أنفسهم، الذين سيفقدون وطناً جميلاً، كنا نسميه «حديقة العرب» بتنوعه، وبهائه، وبقدرته على الإبداع والتجلي في شتى مناحي الحياة.
المطلوب الآن أن يستشعر أشقاؤنا اللبنانيون حجم الخطر الذي يحيق بوطنهم.
الوطنيون الحقيقيون بإمكانهم أن يتحاوروا، ويتناقشوا، ويتنازل كل طرف للآخر من أجل أن يبقى لبنان للبنانيين.. بعيداً عن أي تأثيرات خارجية. ثمة ضوء يلمع في آخر النفق بفضل تحركات اللحظات الأخيرة التي يقودها الرئيس نبيه بري والشيخ «سعد الحريري» وغيرهما من أبناء وقادة لبنان الغيارى.. لردم الهوة من أجل تمرير الاستحقاق الرئاسي والذي بدوره سيؤدي الى انتخاب رئيس يؤمن بلبنان اولاً وأخيراً، وباستقلاله ووحدته.
فرفقاً بوطنكم أيّها اللبنانيون. واعلموا انكم اذا فقدتم الوطن وكسبتم العالم.. فقد فقدتم مبرر وجودكم وحياتكم ومستقبلكم.. فقدتم كل شيء.. ولا أظن لبنانياً عاقلاً يرضى بأن يتحول وطنه إلى دويلات يحكمها الموتورون، والمغامرون، أصحاب النوايا السيئة.. حمى الله لبنان وشعبه من كل سوء!!
تلفاكس: 6221413 07
الصراع القائم بين الفرقاء اللبنانيين يجعلنا نعتقد ان لبنان ليس وطناً اولاً لهم، بل هو وطن ثان.. بدليل عدم الاكتراث بتلك اللعبة المرعبة التي تهيمن على المشهد السياسي اللبناني، والتي تغذيها أجندات خارجية مشبوهة لا تريد للبنان أن يبقى وطناً متعافياً، ومنارة يأوي إليها كل الباحثين عن نسمات الحرية، والثقافة، والإبداع. وإلا قولوا لي بربكم: ما تفسير ما يجري على أرض لبنان؟
فسروا لي أيها اللبنانيون.. هذا النوايا التدميرية التي تحيق بوطنكم، وهذا الخلاف العبثي غير المبرأ الذي يدق ناقوس الفوض، وعدم الاستقرار، والتشرذم.
مهما تكن التبريرات فإن الجميع مسؤولون عن الحالة المحزنة التي وصل إليها الوضع في البلد، في ظل غياب العقل والحكمة، والاستشعار بحجم الكارثة التي من الممكن أن تلتهم الوطن البهي -لا سمح الله-، الطائفة لن تكون بديلاً عن الوطن.
المشهد اللبناني الحالي يفتقد إلى وجود حكماء حقيقيين، ويشي إلى بزوغ نزعة تدميرية سوف لا تبقي ولا تذر.. ولن ينجو من نارها أحد.
في حمأة الصراع السياسي الدائر اليوم تبدو الأمور واضحة كالشمس.
هناك نوايا مبيتة وأجندات خبيثة تديرها دول معروفة لا تريد الخير أو الاستقرار للبنان. التنوع المذهبي الطائفي الذي كان مثار إعجابنا.. أصبح مثار ريبة وخوف لما يمكن أن يحدثه هذا التنوع الفسيفسائي الذي ميّز اللبناني عن غيره في الماضي.
على اللبنانيين الذين عرفوا بذكائهم وثقافتهم ووطنيتهم أن يعودوا إلى رشدهم، وليعلموا أن لا أحد سينتصر على أحد في لبنان. لا أحد يمكنه الاستقواء على أحد، أو ترويضه، أو تحويله الى مواطن من الدرجة الثانية في أرضه. الخاسرون هم اللبنانيون أنفسهم، الذين سيفقدون وطناً جميلاً، كنا نسميه «حديقة العرب» بتنوعه، وبهائه، وبقدرته على الإبداع والتجلي في شتى مناحي الحياة.
المطلوب الآن أن يستشعر أشقاؤنا اللبنانيون حجم الخطر الذي يحيق بوطنهم.
الوطنيون الحقيقيون بإمكانهم أن يتحاوروا، ويتناقشوا، ويتنازل كل طرف للآخر من أجل أن يبقى لبنان للبنانيين.. بعيداً عن أي تأثيرات خارجية. ثمة ضوء يلمع في آخر النفق بفضل تحركات اللحظات الأخيرة التي يقودها الرئيس نبيه بري والشيخ «سعد الحريري» وغيرهما من أبناء وقادة لبنان الغيارى.. لردم الهوة من أجل تمرير الاستحقاق الرئاسي والذي بدوره سيؤدي الى انتخاب رئيس يؤمن بلبنان اولاً وأخيراً، وباستقلاله ووحدته.
فرفقاً بوطنكم أيّها اللبنانيون. واعلموا انكم اذا فقدتم الوطن وكسبتم العالم.. فقد فقدتم مبرر وجودكم وحياتكم ومستقبلكم.. فقدتم كل شيء.. ولا أظن لبنانياً عاقلاً يرضى بأن يتحول وطنه إلى دويلات يحكمها الموتورون، والمغامرون، أصحاب النوايا السيئة.. حمى الله لبنان وشعبه من كل سوء!!
تلفاكس: 6221413 07