مسعى أوروبي جديد لحل الأزمة قبل جلسة 23 أكتوبر

اسباب امنية تمنع نواب 14 أذار من المشاركة فى لقاء اليوم

مسعى أوروبي جديد لحل الأزمة قبل جلسة 23 أكتوبر

زياد عيتاني، ناتالي المر (بيروت)

تتجه الانظار اليوم السبت الى مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر في بيروت حيث يجتمع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية مع أفرقاء طاولة الحوار التي انعقدت في وقت سابق بسان كلو في مسعى أوروبي اخير قبل الجلسة الثانية للانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في 23 أكتوبر الجاري . مصادر خاصة بـ”عكـاظ” توقعت عدم مشاركة نواب قوى 14 اذار في اللقاء وذلك لأسباب أمنية حيث من المرجح أن يمثلهم قيادات غير نيابية. عضو كتلة الرئيس نبيه بري البرلمانية النائب علي عسيران أكد ان اللبنانيين محكومون بالتوافق مهما بلغت حدة الخلافات وان الاستحقاق الرئاسي سينجز في مواعيده الدستورية وعلى القاعدة الدستورية بنصاب الثلثين واكثر.وأضاف ان الساسة في لبنان هم اصحاب المبادرة فلا ينتظرون احدا من الخارج يبكي عليهم اكثر من بكائهم على انفسهم وعلى وطنهم، لان الخارج يريد ان يمرر مصالحه الخاصة مشيرا الى ان مبادرة نبيه بري هي لبنانية خالصة لا تبعية فيها الى اي دولة.
بالمقابل وضمن المساعي الاقليمية لايجاد تسوية للاستحقاق الرئاسي اكد وزير خارجية تركيا علي باباجان في مستهل محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين على جهوزية بلاده لبذل كل ما في وسعها من أجل تسهيل الوصول إلى الاستقرار والتوافق في لبنان من خلال الحوار. وفي مؤتمره الصحفي المشترك مع وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ أمس قال ان تركيا تعلق أهمية كبيرة على وحدة واستقلال وسيادة لبنان، فلاستقرار لبنان أهمية بالغة للمنطقة.
وأضاف نريد ان نشهد نهاية الازمة السياسية الحالية من خلال الحوار والتوافق. فتركيا تبذل جهدها للمساعدة على استقرار لبنان وذلك من خلال مشاركته في قوات اليونيفيل ومساهمتنا في بناء المدارس وسنساهم أيضاً في المجال الصحي.
من جهته الوزير المستقيل فوزي صلوخ قال أجرينا جولة أفق حول الاوضاع في لبنان والمنطقة وبحثنا في ما طرأ من تطورات على الوضع في العراق، وتناولنا أيضاً عملية السلام في الشرق الأوسط وضرورة أن ترتكز على أسسها ومرجعياتها لكي يكتب لها النجاح، وهذا ما وافقنا عليه الجانب التركي. وقد عبرنا عن ثقتنا بان الدور التركي المركزي والهام في المنطقة هو دور لمصلحة دول المنطقة واستقارارها وأمنها وسيادتها. وأضاف عبرنا عن الشكر لمشاركة تركيا في اليونيفيل وللمساعدات السياسية والاقتصادية والعمرانية التي بذلتها خلال وبعد العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي وهذا دليل على الصداقة المتأصلة بين بلدينا. أما بالنسبة للوضع في العراق أكدنا معاً على وحدة أراضي العراق وسلامته الإقليمية وعلى استعادة هذا البلد لمكانته المحورية ليكون واحة أمان لشعبه ولجيرانه في إطار موجبات حسن الجوار والأمن الإقليمي. وعلى صعيد آخر ردت قوى الأكثرية على ما روجته المعارضة عن توجه لاقامة قواعد عسكرية أمريكية في لبنان فاعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عزام دندشي ان ما سرب عبر وسائل الاعلام ، حول وجود رغبة امريكية واتصالات ومساع لتغيير عقيدة الجيش القتالية وربط ذلك بموضوع التسليح والكلام عن شروط ابلغت الى القيادة العسكرية وسواها من السفسطات، معطوفة على كلام بانشاء واستحداث قواعد عسكرية في اكثر من مكان في لبنان على حد زعم القائلين من العارفين بكل شيء والمستندين دائما الى مصادر مجهولة، يبدو ان كل ذلك يصب في سياق سيناريو جرى الحديث عنه في السابق منذ أشهر قبل حرب نهر البارد في بعض وسائل الاعلام اللبنانية والشامية، عن زيارات امريكية عسكرية الى القليعات والشمال لانشاء قواعد امريكية في هاتين المنطقتين، وهو الكلام نفسه يتكرر اليوم ووسع اكثر ليشمل لبنان باكمله.
واضاف ان المشكلة مع معارضاتنا على تنوعها واختلاف مراكز قرارها انها تفبرك السيناريوهات، وترسم الخطط، وتنسج الحكايا الخيالية، وتعمم ثقافة التخوين والاعتراض الذي لا مثيل له في تاريخ الاعتراض على السلطات واعظم ابتكارات الاعتراض على الدواليب والاطارات، كل ذلك لان منبعها لا يستند الى العمل السياسي المؤسساتي، بل تبدو متمترسة في ممارسة الاعيب الخفايا والكواليس والطوابير، وهي تتقنه، وتدربت عليه وتمارسه بكل دقة على يد مدرسة واحدة هي مدرسة، لا تعرف معنى المأسسة ودمقرطة الحياة السياسية والتعددية، بل جل ما تعرفه هو الديماغوجيا والافتراء والتصويب على الاخرين باختلاقات لا اساس لها من الصحة وتعميم الفكر الشمولي المرعب.
بالمقابل، رأت كتلة حزب الله النيابية في بيان لها أمس أنه في الوقت الذي تعلن فيه المعارضة ترحيبها بكل مسعى توافقي، وتقدِّم التنازلات من أجل إنجاح المبادرات الإنقاذية فإنها تحتفظ بالبدائل التي ستعتمدها، في حال تعذر التوافق حتى تقطع الطريق على مؤامرة فرض الوصاية على لبنان .وأضاف البيان إن كتلة الوفاء للمقاومة تنظر بريبة إلى كل ممارسات فريق السلطة الانقلابي وتؤكد دعمها وتأييدها لمبادرة الرئيس بري ولمسعى البطريركية المارونية من أجل التوافق على رئيس الجمهورية المقبل ، وترى فيهما فرصة جدية للإنقاذ الوطني إن أراد فريق السلطة التوافق دون تسويف أو مواربة.