ارحموا الشباب !
الأربعاء / 26 / شوال / 1428 هـ الأربعاء 07 نوفمبر 2007 20:28
تركي العسيري
لا أظن أن الطريقة التي نتعامل بها كمجتمع مع «الشباب» هي الطريقة المناسبة لهذه الشريحة التي تشكل أكثر من 70% من إجمالي السكان. فالشباب يتعرضون للكثير من التضييق. وأذكر أن كاتباً كويتياً محباً لبلادنا هو الدكتور/ أحمد الربعي قد أشار إلى ذلك قبل سنوات في مقال له عن النهضة التي تعيشها المملكة. فالشباب يتعرضون لحملات «جافة» من قبل جهات كثيرة.. في المنتزهات، والأسواق، والأماكن العامة، ودون أن نوجد لهم البدائل للتنفيس عن أنفسهم، مما يجعلهم يقدمون على أعمال نزقة وغير مسؤولة، فقد صورناهم للأسف على أنهم «متهمون» تجب مطاردتهم، ومحاصرتهم.. دون أن نأخذ في اعتبارنا ظروف المرحلة العمرية التي يعيشونها، والتي تختزن الكثير من التحولات والانفعالات النفسية والجسدية والفكرية. إنني أعتقد أن هذا التضييق الذي نمارسه بحقهم هو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفعهم إلى القيام بأعمال (مغايرة) للعرف الاجتماعي، وللقيم الأخلاقية والدينية، وكان بإمكاننا احتواؤهم، ووضع عقوبات للمخطئ أو تحذيره من مغبة ما يقدم عليه من عمل.
ما أراه في الشارع من تعامل رجل المرور أو الهيئة وما أسمعه من أحكام قضائية قاسية تصدر بحقهم من باب «سد الذرائع».. تجعلني أطالب تلك الجهات المسؤولة والتي أثق في نزاهتها بشيء من المرونة وحسن التعامل وإيجاد العذر والمبررات، خاصة مع من لم يقترف جرماً واضحاً، ونحمد الله على أن شبابنا في غالبيتهم العظمى يتمتعون بالخلق، واحترام الآداب العامة ولا يمكن أن يقارنوا بغيرهم من شباب دول عديدة نعرفها.
مرحلة الشباب مرحلة عمرية ملتهبة ومتعبة جميعنا مرّ بها، ونتمنى وقد دلفنا إلى بوابة الكهولة الهادئة لو تعود مرددين:
ألا ليت الشباب يعود يوماً / فأخبره بما فعل المشيب
أو بيت «جميل»:
ألا ليت ريعان الشباب جديد / ودهراً تولى يا «بثين» يعود
.. وهيهات..!!
وقد أوصانا الرسول الكريم بالشباب خيراً كما ورد في صحيح (مسلم): «استوصوا بالشباب خيراً، فإنهم أرق أفئدة، وألين قلوباً، إن الله تعالى بعثني بشيراً ونذيراً فحالفني الشباب، وخالفني الشيوخ».
إن الشباب أمانة في أعناقنا، وهم بعض الحاضر وكل المستقبل، ومن المهم أن نوجد لهم متنفساً يمارسون من خلاله مناشطهم، ويقتلون فراغهم كالملاعب، والمتنزهات، وميادين السباقات، والتي بدورها تساهم في امتصاص طاقاتهم المشتعلة.
وأرجو ألا يغيب عن أذهاننا أن شباب اليوم غير شباب الأمس ومن الظلم أن نعاملهم بمنطق الماضي.. وحين كان حامل الابتدائية أو المتوسطة يجد الأبواب مفتوحة على مصراعيها لاستقباله وتوظيفه، وتخلق منه رجلاً مسؤولاً، وحين لم يكن هناك من مؤثرات خارجية تشكل وعيه وتفكيره وطريقة حياته.
ولست أدري -نحن أبناء الجيل القديم- ما الله قاض بنا لو أننا تعرضنا لمثل ما يتعرض له الجيل الحالي من مؤثرات كالفضائيات، والإنترنت، والاتصالات المرعبة؟ في زمننا لم تكن هناك فضائيات تشعل (فحيح) الغرائز الملتهبة، أو «جوالات» تحمل أصواتنا وصورنا ورسائلنا إلى المحبوبة أو «انترنت» نقضي الليالي في الدردشة بالصوت والصورة! الشباب الآن هم ضحية لواقعهم المعاش، وضحية لمشاكل لا عد لها ولا حصر. من بطالة، وغلاء، وندرة في فرص التعليم العالي، وشح في الوظائف التي تستوعب هؤلاء الأبناء المساكين الذين يجوبون الأسواق والشوارع والميادين العامة..
أنا لا أبرر الخطأ، بل ينبغي أن نوقف المخطئ عند حده.. ولكنني أطالب باللين في تعاملنا معهم.. «والذي ما دخل شيئا إلا زانه» وأنهى عن الشدة المفرطة التي «ما ولجت شيئاً إلا شانته». ولنتذكر جميعاً.. أننا كنا شباباً، وبعضنا لا يسره أن يتذكر ماضيه.. ماضي الشباب والعنفوان، والعواطف المتأججة، والأعمال النزقة..
فيا قومنا: ارحموا الشباب يرحمكم الله!!
تلفاكس: 076221413
ما أراه في الشارع من تعامل رجل المرور أو الهيئة وما أسمعه من أحكام قضائية قاسية تصدر بحقهم من باب «سد الذرائع».. تجعلني أطالب تلك الجهات المسؤولة والتي أثق في نزاهتها بشيء من المرونة وحسن التعامل وإيجاد العذر والمبررات، خاصة مع من لم يقترف جرماً واضحاً، ونحمد الله على أن شبابنا في غالبيتهم العظمى يتمتعون بالخلق، واحترام الآداب العامة ولا يمكن أن يقارنوا بغيرهم من شباب دول عديدة نعرفها.
مرحلة الشباب مرحلة عمرية ملتهبة ومتعبة جميعنا مرّ بها، ونتمنى وقد دلفنا إلى بوابة الكهولة الهادئة لو تعود مرددين:
ألا ليت الشباب يعود يوماً / فأخبره بما فعل المشيب
أو بيت «جميل»:
ألا ليت ريعان الشباب جديد / ودهراً تولى يا «بثين» يعود
.. وهيهات..!!
وقد أوصانا الرسول الكريم بالشباب خيراً كما ورد في صحيح (مسلم): «استوصوا بالشباب خيراً، فإنهم أرق أفئدة، وألين قلوباً، إن الله تعالى بعثني بشيراً ونذيراً فحالفني الشباب، وخالفني الشيوخ».
إن الشباب أمانة في أعناقنا، وهم بعض الحاضر وكل المستقبل، ومن المهم أن نوجد لهم متنفساً يمارسون من خلاله مناشطهم، ويقتلون فراغهم كالملاعب، والمتنزهات، وميادين السباقات، والتي بدورها تساهم في امتصاص طاقاتهم المشتعلة.
وأرجو ألا يغيب عن أذهاننا أن شباب اليوم غير شباب الأمس ومن الظلم أن نعاملهم بمنطق الماضي.. وحين كان حامل الابتدائية أو المتوسطة يجد الأبواب مفتوحة على مصراعيها لاستقباله وتوظيفه، وتخلق منه رجلاً مسؤولاً، وحين لم يكن هناك من مؤثرات خارجية تشكل وعيه وتفكيره وطريقة حياته.
ولست أدري -نحن أبناء الجيل القديم- ما الله قاض بنا لو أننا تعرضنا لمثل ما يتعرض له الجيل الحالي من مؤثرات كالفضائيات، والإنترنت، والاتصالات المرعبة؟ في زمننا لم تكن هناك فضائيات تشعل (فحيح) الغرائز الملتهبة، أو «جوالات» تحمل أصواتنا وصورنا ورسائلنا إلى المحبوبة أو «انترنت» نقضي الليالي في الدردشة بالصوت والصورة! الشباب الآن هم ضحية لواقعهم المعاش، وضحية لمشاكل لا عد لها ولا حصر. من بطالة، وغلاء، وندرة في فرص التعليم العالي، وشح في الوظائف التي تستوعب هؤلاء الأبناء المساكين الذين يجوبون الأسواق والشوارع والميادين العامة..
أنا لا أبرر الخطأ، بل ينبغي أن نوقف المخطئ عند حده.. ولكنني أطالب باللين في تعاملنا معهم.. «والذي ما دخل شيئا إلا زانه» وأنهى عن الشدة المفرطة التي «ما ولجت شيئاً إلا شانته». ولنتذكر جميعاً.. أننا كنا شباباً، وبعضنا لا يسره أن يتذكر ماضيه.. ماضي الشباب والعنفوان، والعواطف المتأججة، والأعمال النزقة..
فيا قومنا: ارحموا الشباب يرحمكم الله!!
تلفاكس: 076221413