عهدك ذهب وواعد والخير أتى !

علي محمد الرابغي

عهدك ذهب هذه عبارة عنون بها غسان شربل في الحياة 18/11/2007.. يتحدث فيها عن الرئيس لحود الذي من المقرر أن يغادر قصر بعبدا هذا اليوم.. مالم تحدث معجزة.. ولبنان بلد على ارضه تصنع المعجزات والغرائب.. ورائع هو الكاتب اذ ختم العبارة أو أغلقها مكملا ما بدأ به عهدك ذهب ولكنه ذهب اي انتهى.. كما يتحول الصفر من اليمين الى اليسار.. واستهوتني هذه العبارة وهذا العنوان فاستعرته منه (و من مبدأ الضد يظهر حسنه الضد).. فالملك عبدالله هو المستحق لهذا النعت الايجابي.. عهدك ذهب.. وما هذه التظاهرة الحاشدة التي شهدتها العاصمة الرياض والتي أضاءت سماء الكون العالمي..
والتي تطاولت اعناق الكون وأشرأبت.. لتتابع باهتمام القمة المصيرية للدول التي تملك شريان الحياة (الذهب الاسود) الذي اصبح مؤثرا بالغ الاهمية في مقدرات البشرية وشهد مصير الانسان مزايدات وتحكماً في رقاب العباد بين الدول المنتجة والدول المستهلكة.. وان كانت كل المؤشرات تؤكد ضلوع الدول المستهلكة في ممارسة عملية مص للدماء البشرية.. لست مغاليا ولا متجنيا عندما اذهب لهذا الحد من التعبير.. فالدول المستهلكة تمارس قدرا كبيرا من الفوقية المحكومة بالانا والنرجسية وتكاد تلغي بل هي قد الغت حتى حق الانسان في العيش في بيئة نقية صحية.. ولم تقم وزنا لما ينجم عن مصانعها من غازات سامة.. ظهر اثرها جليا وخانقا من خلال ما سببه من ثقب في الاوزون (الغلاف الجوي) الامر الذي يعتبر تمردا على طبيعة العيش بسلام وامان مع توفر الحد الادنى من السلامة في الاجواء وما هذه الاعاصير المدمرة والثورات المتتالية للبراكين والزلازل إلا نتاج لتلك المغامرات غير المحسوبة.
وصدق الشاعر:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وبالطبع فان بوش رئيس اكبر دولة في العالم هو من اغتال مؤتمر كيوتوا واعلنها صريحة رفض الولايات المتحدة الامريكية التوقيع على المعاهدة ليدق الاسفين في نعش الانسانية.
* عهدك ذهب :
ويأتي هذا الملك الصالح.. هبة السماء.. ليكون الرجل الدرع الواقي للانسانية ضد اطماع شرار بنيها.. لقد تألق كعادته وجسد الحقيقة في كلماته (النفط طاقة للبناء والعمران وليس وسيلة للنزاع والأهواء) مشيرا الى ان الذين يرددون ان اوبك منظمة احتكارية استغلالية يتجاهلون حقيقة انها منظمة كانت تتصرف دائما من منطلق الاعتدال والحكمة مدللا على ذلك بأن السعر الحقيقي للنفط اذا اخذ بعين الاعتبار مستوى التضخم لم يصل الى سعر النفط الحقيقي في مطلع الثمانينات من القرن الماضي).
* 300 مليون للأبحاث :
ودمغ ذلك ووسمه تبرعه السخي ليغذي الابحاث العلمية لتنمية مصادر الطاقة وتحسين انتاجها.. وحماية البيئة من التلوث.. وتوفير المناخ الملائم والمناسب لصحة الانسان.. انقاذا للبشرية من الاخطار التي اخذت تكتنفها من كل مكان.. من تحت ارجلها ومن فوقها.. واخذ العالم يعيش حالات من الرعب ويشهد تقلبات مناخية غاية في الخطوره.. اصبحت معها حياة الانسان رهينة بالمجهول.. وتحت وطأة المتغيرات البيئية.. وهانحن نفاجأ بين يوم وآخر بانواع من الامراض لم تكن معروفة.. لم توفر البشر ولا الطير ولا الحيوان ولا النبات.. تحية تمجيد واكبار للمملكة ولقائدها عبدالله بن عبد العزيز ورجالاته المخلصين والدعاء كل الدعاء بالتوفيق والنجاح.. وأن لا تكون مقررات المؤتمر الكبير حبرا على ورق.. بل لتكون هي حجر الزاوية في وفاق عالمي تتصدره المملكة بحكم مركزها القيادي.. في العالم الروحي والاقتصادي والاداري.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
فاكس 6609569 - ali@alrabghigroup.net