بري يعلن تأجيل انتخاب الرئيس الى الجمعة والجيش يُحذر من أي مساس بالأمن

كوشنير وموسى التقيا السنيورة .. وتعقيدات اللحظة الاخيرة أحبطت أجواء التفاؤل

بري يعلن تأجيل انتخاب الرئيس الى الجمعة والجيش يُحذر من أي مساس بالأمن

زياد عيتاني (بيروت)

اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء امس ارجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة اليوم الى الساعة “13،00 (11،00 تغ) من يوم الجمعة”، بحسب ما جاء في بيان رسمي.وجاء في البيان ان رئيس مجلس النواب “اعلن ارجاء الجلسة التي كانت مقررة العاشرة النصف اليوم الى الساعة 13،00 من يوم الجمعة” المقبل. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي يقوم بوساطة بين الاكثرية المناهضة لدمشق والمعارضة من اجل التوصل الى توافق على الانتخابات، اكد اثر لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير ارجاء الجلسة النيابية. وقال “مرة اخرى، ارجئت الجلسة. ننتظر الجمعة. يبقى يومان لكي يقوم اللبنانيون بانتخاب رئيس”. وهذه المرة الرابعة التي ترجأ فيها جلسة الانتخاب منذ بدء المهلة الدستورية في 25 سبتمبر. واحبطت تعقيدات اللحظة الأخيرة حول اختيار اسم الرئيس المقبل للبنان جواً متنامياً من التفاؤل شاع بعد وضع البطريرك الماروني بطرس صفير لائحة بأسماء المرشحين المقبولين من المرجعية المسيحية، بحيث بدا أن كل شيء عاد إلى نقطة الصفر، فيما حذر قائد الجيش العماد ميشال سليمان من اي مساس بالأمن معتبراً انه خيانة وطنية وأن كل سلاح يوجه الى الداخل هو سلاح خائن.
في ظل هذا المناخ الضاغط واصل أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير زياراته المكوكية بين المسؤولين والقادة السياسيين، وذلك بالتوازي مع اتصالات أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى حيث انعقد لقاء ثلاثي أمس في السراي الحكومي ضم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وكوشنير وموسى، وانفض دون أن يتسرب شيء عن مضمون المباحثات فيما رفض كوشنير أو موسى أن يكشفا شيئاً عن مناخ المفاوضات.
وذكرت مصادر خاصة بعكاظ ان قرار التأجيل سعى بري لاتخاذه بعد الحصول على ضمان دولي بعدم لجوء الأكثرية إلى جلسة النصف زائد واحد. وكان موسى زار الرئيس إميل لحود في قصر بعبدا فأكد أن الفرص لا تزال قائمة وأن الأمل ما يزال قائماً، كما نقل عن الرئيس لحود أنه لن يقسم البلد، وأن هناك مساعٍي كبيرة للوصول إلى توافق.معتبرا ان المسؤولية تاريخية والقرار يجب أن يكون لبنانيا و المصلحة اللبنانية تقتضي انتخاب رئيس جديد. وعن الصعوبات التي تواجه الاستحقاق الرئاسي قال موسى إنها نظرة كل مجموعة إلى هذا المرشح أو ذاك.
بالمقابل قال أحد أركان قوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد انه منذ المبادرة المشكورة من قبل الجانب الفرنسي وُضعت آلية لتنفيذ هذه المبادرة على المستوى الداخلي، وهذه الآلية كانت مرتكزة على لائحة تتقدم بها الكنيسة المارونية وتنزل الى مجلس النواب بعد الاطلاع على الاسماء من قبل الثنائي نبيه بري وسعد الحريري، ويحاول البعض القول بان العقدة الداخلية مارونية وانهم لن يتفقوا على اسم مرشح سرعان ما استدرك هذا الامر من قبل مسيحيي 14 آذار وكان موقف سمير جعجع معتدلاً جداً من حيث التأكيد على وحدة 14 آذار وبالتأكيد على ان فريق 14 آذار يريد اعطاء الفرص المتاحة لانجاح هذه المبادرة الفرنسية. واضاف ان العقدة الحقيقية ليست في لبنان وليست لدى اللبنانيين ولا المسيحيين ولا حتى المسلمين، العقدة هي خارج لبنان. من جهته أكد وزير التعليم خالد قباني أنه في صدد اتخاذ قرار اليوم بشأن المدارس في يوم الانتخاب وقال اصبح اللبنانيون في حيرة من أمرهم مما يجري، فلا استجابة مع الموفدين الدوليين ولا تجاوب مع جامعة الدول العربية والدول الشقيقة التي تبذل جهودها من اجل ان ينجز هذا الاستحقاق الدستوري في وقته وتعود الحال الى طبيعتها في لبنان.
وحذر من ان الامر اصبح في غاية الخطورة والارباك ليس فقط بالنسبة للموفدين الدوليين ولكن بالنسبة للعالم كله، حتى الامين العام للامم المتحدة أصبح يائسا من ايجاد حل للازمة اللبنانية، ولكن في نهاية الامر الشعب هو الذي سيدفع الثمن وليس غيره ولا يجوز ذلك بعد ان اكتوى بنار هذه الازمة اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا وامنيا وسياسيا. وحول ما إذا كانت ثمة اجراءات امنية مطمئنة وضمانات من قبل الاطراف بعدم استخدام الشارع او تسجيل احداث مخلة بالأمن، أكد قباني انه لا يملك أي ضمانات امنية ولكن ليس لدي مؤشرات ان هناك اوضاعا امنية صعبة يمكن ان تمر بها البلاد خلال هذين اليومين تحديدا، وسوف اتريث في هذا الامر حتى لا اعطل مسيرة الحياة التربوية.