قيادة بناء البشر قبل الحجر

وليد احمد فتيحي

دُعيت للمشاركة في برنامج ورشة عمل تطوير إستراتيجية شاملة لمنطقة مكة المكرمة ما بين 21-23 نوفمبر لعام 2007م، من قِبل مجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي، التي تمثل نخبة من المفكرين السعوديين بمختلف فئاتهم حملهم الولاء على الاسهام في تطوير بدائل إستراتيجية لتنمية مختلف القطاعات اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، بقيادة سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود يحفظه الله، وبتوجيه كريم من قائد مسيرة التطوير والتحديث مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، وقد بدأت هذه المجموعة أعمالها منذ عام «1417هـ» ورفعت للمقام السامي ثلاث دراسات:
- الدراسة الأولى: «استراتيجية الاقتصاد السعودي»، التي تمت فيها دراسة مختلف عناصر القوة والضعف والفرص والتحديات في الاقتصاد السعودي، وما يمكن تبنيه من مبادرات إستراتيجية تؤدي به إلى تحقيق نمو منتظم، وتم رفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين في عام 1422هـ.
- الدراسة الثانية: قامت فيها المجموعة بدراسة ثلاثة محاور رئيسية تعتقد بضرورة التركيز عليها في المرحلة القادمة، كونها تمثل محور الاصلاحات المطلوبة لتحقيق رفاهية المجتمع السعودي، وتم رفعها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين العام الماضي «1427هـ» وتمثلت في ثلاثة محاور هي تنمية الموارد البشرية، وزيادة كفاءة وفعالية الجهاز الحكومي، وتنويع الاقتصاد السعودي.
- أما الدراسة الثالثة فهي «مسار المعرفة»، التي تم فيها اعداد دراسة بعنوان «استراتيجية تحول المملكة إلى مجتمع معرفي»، وقد تمثلت رؤيتها في أن نكون مجتمعاً معرفياً منتجاً ومنافساً عالمياً بحلول عام «1444هـ»، وقد رفعت إلى مقام خادم الحرمين الشريفين مؤخراً.
وقد شارك في برنامج ورشة عمل «تطوير استراتيجية شاملة لمنطقة مكة المكرمة» إمارة منطقة مكة المكرمة بقيادة أميرنا خالد الفيصل يحفظه الله ويبارك مساعيه، وقد شارك في ورشة العمل 134 شخصاً يمثلون قطاعات خاصة، وحكومية من أعلى المناصب، والمشاركة الفعلية كذلك في ورش العمل لسمو الأمير مشعل بن ماجد يحفظه الله.
وقد بدأ سمو الأمير خالد الفيصل كلمته فطلب من الجميع إسقاط الألقاب خلال ثلاثة أيام ورش العمل والاكتفاء بالأسماء الأولى فلا وزير ولا أمير ولا سمو ولا معالي، فَكَبُر في أعين المشاركين ومازال يكبر ويكبر وهو معنا في الحوار يتنقل من فريق إلى آخر يستمع ويشارك، فنجح بذلك في كسر الحواجز التي قد تشكل عائقاً لتحقيق غاية ورش العمل من التعبير بصدق وشفافية عن المشاكل والتحديات التي تواجهنا وكيفية التعامل معها في نقاش مفتوح صريح، ونصل إلى وضع أهداف استراتيجية واضحة وتشريعات واجراءات تنفيذية لكل هدف ومبادرات سريعة المردود.
وقد تم تقسيم المشاركين إلى عشر مجموعات: 4 فرق لتنمية الإنسان، فريقان لتنمية البنية التحتية، وفريقان لتطوير القطاع الحكومي، وفريقان لتطوير القطاع الخاص. ويتكون كل فريق من 14 مشاركاً من القطاعات الحكومية والخاصة، وقد سقطت الألقاب والمناصب والدرجات وأصبح الهم هو تحقيق هدف فريق العمل في الورشة.
وخرجت المجموعة برسالات ورؤى محددة، واستراتيجيات واضحة المعالم، وخطط عمل مفصلة ومحددة بجدول زمني، وانتهت الورشة بكلمة رائعة من سمو الأمير خالد الفيصل تعكس مشاركته الفعلية للورشة وفهمه العميق لاحتياجات المنطقة وعزمه وتصميمه على إحداث التغيير الصحيح ومواجهة التحديات القادمة بعلم ودراية وحكمة.
ان مثل هذه الروح ومثل هذه اللغة ومثل هذا التوجه لكفيل ان يُعَمِّق الثقة في القيادة ويخرج من انسان المنطقة قوته الكامنة.
بداية صحيحة قوية لقيادة تعرف قيمة الانسان وتراهن عليه وما راهن قائد على البشر قبل الحجر إلاَّ انتصر.
* طبيب استشاري، ورئيس مجلس إدارة المركز الطبي الدولي
فاكس: 6509659
okazreaders@imc.med.sa