اهتمام واشنطن بالسلام تأخر.. والعرب أثبتوا تمسكهم بـ«المبادرة»

خبيران أمريكيان في شؤون الشرق الأوسط لـ«عكاظ»:

محمد المداح (واشنطن)

رأى باحثان امريكيان في قضايا الشرق الأوسط ان اهتمام الادارة الامريكية بعملية السلام في المنطقة قد تأخر كثيرا، وشددوا على ان الدول العربية أثبتت تمسكها بمبادرة السلام التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واعتمدتها القمة العربية في بيروت واكدتها القمة العربية في الرياض. وقالت الدكتورة جوديث كير كبيرة الباحثين في قضايا الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية ان مؤتمر أنابوليس مهم للغاية باعتباره نقطة تحول هامة حيث إنه يمثل نهاية لسبع سنوات من الإهمال النسبي للولايات المتحدة للنزاع العربي الإسرائيلي، كما أنه توجه جديد لعودة الولايات المتحدة وأخذ الأطراف إلى مسار السلام من جديد. واضافت انه بعد إجماع الدول العربية على تبني المبادرة العربية للسلام فإن أنابوليس باتت ترمز الآن إلى حقيقة إمكانية تفعيل هذه المبادرة باعتبارها أحد هذه التغيرات الحقيقية التي طرأت على قضية تجميد مسار السلام منذ عدة سنوات. فهي تمثل التزام الدول العربية بتحقيق السلام مع إسرائيل ودعمها لجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين معتبرًا ان “أنابوليس” تطلق من جديد هذا المفهوم كونه بات يمثل أرضية لإطلاق مباحثات الوضع النهائي بشكل رسمي.
واضافت إنها تترقب إجراء مفاوضات جادة ومكثفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام معتبرة أن التجمع الدولي الكبير الذي شهده المؤتمر يؤكد على أهمية هذا الحدث بالنسبة الى مستقبل السلام العربي الإسرائيلي بكامله. واشارت الى أن مؤتمر أنابوليس جاء بعدما أدركت إسرائيل والسلطة الفلسطينية أنهما غير قادرتين على تطبيق تعهداتهما الخاصة بخريطة الطريق. ولذا فإن الذين يشككون في جدوى مثل هذا المؤتمر عليهم أن يدركوا أنه ليس هناك بديل آخر لتحقيق السلام سوى ضرورة التحرك من جديد نحو هذا السلام المطلوب تحقيقه، وهذا هو ما تفعله الولايات المتحدة اليوم.
من جانبه قال ديفيد وومرز المستشار السابق لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إن نجاح مؤتمر أنابوليس يتمثل في استئناف الأطراف المعنية لمسار السلام. وأضاف: “أعتقد أن النجاح يتمثل على الأرجح في تحديد مسار معين وإعادة الالتزام به، وأنا هنا لا أعني النجاح بالمفهوم الاستراتيجي بل النجاح بالمفهوم الدبلوماسي أي أن يخرج الرئيس بوش ووزيرة الخارجية رايس من المؤتمر ليقولا إنهما قدما شيئا جيدا وإنهما تمكنا من تحريك مسار السلام إلى الأمام”.