المرض لا العرض

جبير بن محمد بن جبير

فعلا إنها فئة ضالة، لم يتركوا أيا من شرائح المجتمع إلا روعوه واستهدفوا حياته، فالمدنيون العزل يجوز في فكرهم التترس بهم سواء كانوا صغارا أو كبارا نساء أو رجالا، المعاهدون ممن يعيشون معنا وبيننا لسوء حضهم في أعلى القائمة.
رجال الأمن بمختلف القطاعات في مذهبهم هم الأولى بالقتل، رجال الدولة والفكر في شرعهم مستباحة دماؤهم، والآن جاء دور العلماء من رجال الدين.. أظن النهاية التي يريدها هؤلاء الضللة هي تفريغ البلاد من كل أجناس العباد، وطمس كل معلم من معالم الحياة الدينية والفكرية والأمنية وتدمير المدنية.
من يقف وراء هذه الفئة ويحركها يعلمون أن علماء هذه البلاد هم صمام أمان هذه الأمة، وإذا مُس جانبهم بمكروه «لا سمح الله» فعلى الدنيا السلام..
فما نعرفه من سمو الإسلام يعرفونه أكثر منا بأن العلماء ورجال الدين من الواجب ألا يمسهم مكروه في أي زمان «حرباً أو سلماً» وفي أي مكان «في بلاد الإسلام أو غيرها من بلاد»..
كما أنهم يعلمون أنه لا توجد شريعة على وجه الأرض تجيز استهداف العلماء ورجال الدين، ولا يوجد خلق إنساني على مر العصور يصلهم بأفكارهم ودعواتهم، فما الذي أوصل هؤلاء الضللة إلى هذا الفكر المنحرف والسقوط في هذا المستنقع الأخلاقي الدنيء؟
من الواضح أننا اليوم في حاجة ماسة إلى بناء استراتيجية طويلة المدى تقوم على القضاء على أصل المرض لا على العرض، لكي لا تظهر لنا مثل هده الفئة أو ما يشبهها مستقبلاً.
نريدها استراتيجية تشمل القضاء على البطالة والفقر ومكافحة جهل من يمسك بالطبشورة ويتولى التعليم.
حكمة تركية:
نصف طبيب يفقدك صحتك، ونصف إمام يفقدك إيمانك.
dr.jobair@gmail.com