جلوكوز وأكسجين

فريدة صالح شطا

نعرف جميعاً بأن الجلوكوز هو المحلول الذي يغذي الشخص عبر الوريد في بعض الحالات المرضية، وهو في الأصل مادة سكرية عرفناها عندما درسنا الكيمياء وأنه يـُستخلص من العنب ومن فواكه أخرى، وهو يمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها خاصة عند عدم تناول المريض للطعام لسبب ما. ويقال إن عارضات الأزياء المطالبات بالتوقف بأوزانهن عند حد الهزال، يمتنعن عن الطعام تقريباً ويذهبن بين حين وآخر إلى المستشفى للحصول على الغذاء والتعويض بمحلول الجلوكوز سابق الذكر.
أما الأكسجين فهو الغاز الموجود في الهواء وأننا عند التنفس نستنشق الأكسجين فقط وعند الزفير نخرج ثاني أكسيد الكربون، أي أننا لا يجب أن نستنشق إلا الأكسجين فقط، والذي يوجد أيضاً في المستشفيات داخل أنابيب توصل بها أنابيب لإسعاف المرضى أو مساعدتهم على التنفس في بعض الحالات المرضية، وقد يوضع المريض في حالات أشد داخل خيمة بلاستيكية ليس بها إلا الأكسجين.
وبمناسبة معايشتنا لمراحل وأنواع الأمراض التي تصيب الحيوانات من حولنا ابتداء من جنون البقر والذي لا زال يظهر هنا أو هناك، ثم ما أصاب الأغنام بما عـُرف بحمى المتصدع، ولا أدري إن كان تم القضاء عليه أم لا ؟؟ أم أنه تداخل مع نفوق الإبل وتوابع ذلك المختلفة الأضرار! الذي تداخل معه ما حلّ بالطيور بما عـُرف بانفلونزا الطيور مع الفارق أن الجهات المسؤولة ظلت لفترات طويلة تنفي وجود هذا المرض في بلادنا رغم التخوف والتحذير عبر وسائل الإعلام، ومع ذلك استمرت التأكيدات بعدم وجود حالات محلية، وأن الاحتياطات لمنع وصول الفايروس شديدة، إلا أننا صحونا على أخبار وجود حالات بأعداد تجاوزت مئات الألوف من الطيور المصابة داخل مزارع منتشرة في العديد من المناطق ! ولا أنوي توجيه أسئلة أو انتقادات أو لوم.. فما كـُتب ويكتب يفي بالغرض، هذا إن أمكن الإجابة على ما كـُتب ! لكني أود الاستمرار في استعراض ما يمكن أن يتعرض له الإنسان من أمراض مما يحيط به من غذاء وهواء، فالمزروعات مثلاً تستخدم لها أسمدة ومواد كيميائية لم تفقدها فقط مذاقها ونكهتها التي نعرفها بل أضافت إليها خطر ما بها من مواد كيميائية، أما الأمر الأشد إيلاماً فهو استخدام بعض ضعاف النفوس من المزارعين لمياه الصرف الصحي لري المزروعات. والحديث عن أضرار المواد الغذائية المحفوظة داخل علب معدن أو بلاستيك وما بها من مواد حافظة أضرارها كثيرة ليس بجديد.
فإذا انتقلنا إلى ما نـشربه من مياه ( إن وجدت ) فهي لا تخلو من مشاكل التلوث بشكل أو بآخر ناهيك عن ما يـُضاف إليها من مواد مطهرة كالكلور وغير ذلك.
وأخيراً نصل إلى الهواء، آه على هواء ربي، نذهب للبراري والبعيد والبعيد من شاطئ البحر حتى نحصل على هواء نقي – لإن ما حولنا من هواء مـُحمل بغازات مختلفة وعوادم السيارات، دخان المصانع والمعامل والورش.. إلخ، مما جعله ليس كاتماً للأنفاس وحسب بل مسبباً لأمراض خطيرة وقانا الله شرها والمسلمين.
ولإدراكي بعجزنا عن حماية أنفسنا مما يحيط بنا من غذاء وهواء وماء تخيلت نفسي وغيري من الناس أحمل في ذراعي كيس جلوكوز يمدني بالغذاء والماء الذي احتاجه لاستمرار الحياة وأضع حولي خيمة بلاستيكية معبأة بالأكسجين النقي، حتى أتنفس هواء صحياً نظيفاً.
وإن كانت عارضات الأزياء سبقنني في فكرة استخدام الجلوكوز أو أن مايكل جاكسون سبق في إحاطة نفسه بخيمة الأكسجين فإني أسجل لنفسي براءة اختراع الجمع بينهما!