أنباء سارة وسيئة عن إيران
الأحد / 29 / ذو القعدة / 1428 هـ الاحد 09 ديسمبر 2007 22:09
روبرت كاغان *
ثمة الكثير من الأخبار السارة في التقييم الاستخباراتي الأخير بشأن إيران، فهذا التقييم يبلغنا، أن طهران قد أوقفت برنامجها السري للأسلحة النووي منذ العام 2003، الأمر الذي يعني أن الرئيس بوش لم يعد لديه أي عذر، على الإطلاق، للذهاب إلى الحرب ضد إيران. كذلك نشعر بالارتياح لأن أجهزة الاستخبارات، أصبحت اليوم مستعدة وراغبة في مراجعة افتراضاتها واعتباراتها الخاصة، وفي تحدي الخطاب المفضل لدى البيت الأبيض، ويبدو أن الرئيس ومساعديه، يخشون جداً من افتضاح أمرهم من جديد بأنهم يسعون إلى «فبركة» معلومات استخباراتية تناسبهم.
غير أن هناك العديد من الأخبار المثيرة للقلق، لا يمكن غضّ الطرف عنها أو تجاهلها.
فالتقرير يقول أولاً إن ثمة ثقة كبيرة في أن إيران كانت تمتلك بالفعل برنامجاً سرياً للأسلحة النووية، وأنها أوقفته فقط، بعد أن ضُبطت بالجرم المشهود، وجرى تهديدها بعقوبات دولية، وحتى الآن لا يزال العلماء الإيرانيون يعملون من أجل اكتساب المهارة لإنتاج الوقود النووية، أي المرحلة الأكثر أهمية في مراحل انتاج السلاح النووي.
إن أي شخص يرغب في القول إن إيران هي المستفيدة الأولى من التشكيك عليه أن يقرأ التقارير التي وضعها المفتشون النوويون الدوليون على مدى السنوات الأربع الأخيرة حول المساعي الإيرانية خلال السنوات الـ18 الأخيرة للحصول على المواد والتكنولوجيا النووية، ولقد صرّح مسؤول مطلع على عمليات التفتيش الدولي، أن «التقييم الأمريكي» الجديد، قد يكون «كريما ومتساهلاً أكثر من اللازم مع إيران».
ومما يؤسف له، أن هذا التقرير، سوف يجعل، من الصعب جداً، بعد اليوم، الاحتفاظ بالضغط الدولي على طهران، لحملها على وقف برنامجها لإنتاج الوقود النووية، وعلى التعاون بشكل كامل مع المفتشين الدوليين وهو السبيل الوحيد للتأكد من عدم عودتها إلى مساعيها السرية للحصول على الأسلحة النووية. قبل شهرين تقريباً، حذر الرئيس بوش من أن طموحات ايران النووية قد تتسبب بنشوب حرب عالمية ثالثة، وقبل أيام قليلة، أصر الرئيس مجددا على أنه لم يعلم بتفاصيل «التقييم» الجديد إلا الأسبوع الماضي، كذلك، قال إن مستشاره لشؤون الاستخبارات أبلغه في اغسطس الماضي بأن محللين هم في مرحلة دراسة معلومات جديدة، ولذلك نتساءل اليوم عن السبب الذي لم يدفعه إلى طلب إجراء التدقيق في الأمر. ليس التقرير الجديد عبارة عن ذريعة لأي كان، لكي يتخلى عن حذره، تجاه طموحات إيران النووية، إنه يعني، في واقع الأمر، أن نوعاً من المزج بين ضغوط شديدة وعروض جذابة (إذا اعتبرها القادة الإيرانيون ذات مصداقية) تدفع بطهران إلى تمديد فترة وقفها الراهن لبرنامجها للأسلحة النووية. وإذا كان الرئيس بوش أعلن أنه لا يزال يعتقد بجدوى مقاربة العصا والجزرة، فإنه مازال عليه أن يقدم عرضاً جدياً لإجراء مفاوضات شاملة مع إيران، ومنحها مكافآت حقيقية، إذا كانت راغبة في التخلي عن برنامجها لإنتاج الوقود النووية، وفي التعاون الكامل مع المفتشين، وسيكون عليه، بالتالي، أن يوفد شخصاً، أعلى رتبة من السفير الأمريكي في بغداد، لتسليم هذه الرسالة، ولعل الشخص الأنسب للقيام بهذه المهمة، هي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. نحن لانعرف ما إذا كان الإيرانيون يمكن أن يجدوا أي عرض جيد أو ما إذا كانوا يريدون ذلك أصلاً، ولكن هذا هو أقل ما يستطيع الرئيس بوش فعله، لكي يحاول إنقاذ مصداقيته تجاه الشعب الأمريكي، وتجاح خلفاء أمريكا.
* كاتب أمريكي
ترجمة: جوزيف حرب
غير أن هناك العديد من الأخبار المثيرة للقلق، لا يمكن غضّ الطرف عنها أو تجاهلها.
فالتقرير يقول أولاً إن ثمة ثقة كبيرة في أن إيران كانت تمتلك بالفعل برنامجاً سرياً للأسلحة النووية، وأنها أوقفته فقط، بعد أن ضُبطت بالجرم المشهود، وجرى تهديدها بعقوبات دولية، وحتى الآن لا يزال العلماء الإيرانيون يعملون من أجل اكتساب المهارة لإنتاج الوقود النووية، أي المرحلة الأكثر أهمية في مراحل انتاج السلاح النووي.
إن أي شخص يرغب في القول إن إيران هي المستفيدة الأولى من التشكيك عليه أن يقرأ التقارير التي وضعها المفتشون النوويون الدوليون على مدى السنوات الأربع الأخيرة حول المساعي الإيرانية خلال السنوات الـ18 الأخيرة للحصول على المواد والتكنولوجيا النووية، ولقد صرّح مسؤول مطلع على عمليات التفتيش الدولي، أن «التقييم الأمريكي» الجديد، قد يكون «كريما ومتساهلاً أكثر من اللازم مع إيران».
ومما يؤسف له، أن هذا التقرير، سوف يجعل، من الصعب جداً، بعد اليوم، الاحتفاظ بالضغط الدولي على طهران، لحملها على وقف برنامجها لإنتاج الوقود النووية، وعلى التعاون بشكل كامل مع المفتشين الدوليين وهو السبيل الوحيد للتأكد من عدم عودتها إلى مساعيها السرية للحصول على الأسلحة النووية. قبل شهرين تقريباً، حذر الرئيس بوش من أن طموحات ايران النووية قد تتسبب بنشوب حرب عالمية ثالثة، وقبل أيام قليلة، أصر الرئيس مجددا على أنه لم يعلم بتفاصيل «التقييم» الجديد إلا الأسبوع الماضي، كذلك، قال إن مستشاره لشؤون الاستخبارات أبلغه في اغسطس الماضي بأن محللين هم في مرحلة دراسة معلومات جديدة، ولذلك نتساءل اليوم عن السبب الذي لم يدفعه إلى طلب إجراء التدقيق في الأمر. ليس التقرير الجديد عبارة عن ذريعة لأي كان، لكي يتخلى عن حذره، تجاه طموحات إيران النووية، إنه يعني، في واقع الأمر، أن نوعاً من المزج بين ضغوط شديدة وعروض جذابة (إذا اعتبرها القادة الإيرانيون ذات مصداقية) تدفع بطهران إلى تمديد فترة وقفها الراهن لبرنامجها للأسلحة النووية. وإذا كان الرئيس بوش أعلن أنه لا يزال يعتقد بجدوى مقاربة العصا والجزرة، فإنه مازال عليه أن يقدم عرضاً جدياً لإجراء مفاوضات شاملة مع إيران، ومنحها مكافآت حقيقية، إذا كانت راغبة في التخلي عن برنامجها لإنتاج الوقود النووية، وفي التعاون الكامل مع المفتشين، وسيكون عليه، بالتالي، أن يوفد شخصاً، أعلى رتبة من السفير الأمريكي في بغداد، لتسليم هذه الرسالة، ولعل الشخص الأنسب للقيام بهذه المهمة، هي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. نحن لانعرف ما إذا كان الإيرانيون يمكن أن يجدوا أي عرض جيد أو ما إذا كانوا يريدون ذلك أصلاً، ولكن هذا هو أقل ما يستطيع الرئيس بوش فعله، لكي يحاول إنقاذ مصداقيته تجاه الشعب الأمريكي، وتجاح خلفاء أمريكا.
* كاتب أمريكي
ترجمة: جوزيف حرب