كتاب ومقالات

حتى لا ينقرض التاريخ الهجري !

خالد السليمان

لو تحولت القطاعات الحكومية لصرف مرتبات موظفيها بالتاريخ الميلادي فإن أهم صلة تربط المجتمع بالتاريخ الهجري قد تنقطع!

فاليوم يكاد مجتمعنا يكون المجتمع الوحيد في العالم الإسلامي الذي يرتبط بالتاريخ الهجري، والسبب في ذلك هو أن أهم موعد في حياة أفراده الذين يعملون لدى الحكومة هو بداية ونهاية كل شهر هجري، وإذا فقدنا هذه الصلة فإن التاريخ الهجري سيكون كما هو في معظم المجتمعات العربية والإسلامية مجرد ذكرى سنوية عابرة عند حلول شهر رمضان والوقوف بعرفة!

وبالتالي فإن أي وفر مالي سيتحقق على المدى الطويل من التحول إلى التاريخ الميلادي في صرف مرتبات موظفي الحكومة سيكون ثمنه باهظا وجدانيا وثقافيا!

وأنا أكتب من واقع تجربة ذاتيه كوني ممن نشأوا ودرسوا وعاشوا خارج المملكة وأقبض مرتبي حاليا حسب التاريخ الميلادي، وأجد صعوبة بالغة في الارتباط بالتاريخ الهجري الذي كثيرا ما لجأت للتقويم أو للصحف لمعرفته، وبالتالي أجد التحول إلى التاريخ الميلادي في صرف المرتبات الحكومية يعني أن الجيل القادم سيولد منفصلا عمليا وعاطفيا وثقافيا عن الارتباط بالتاريخ الهجري!

قد أكون عاطفيا في منطلق كتابة هذا المقال، لكن العاطفة ارتبطت دائما بالوجدان الثقافي والحضاري والثقافي للشعوب، والتاريخ الهجري هو تقويم الدولة حسب ما نصت عليه المادة الثانية من النظام الأساسي للحكم، هو أحد عناصر الهوية الثقافية والوجدانية والحضارية لمجتمعنا السعودي!