كتاب ومقالات

من سيتصدى لـ «جاستا» ؟!

خالد السليمان

قال أحدهم إن على الكتاب السعوديين أن يستلوا أقلامهم للدفاع عن بلادهم في مواجهة قانون رعاية الإرهاب «جاستا»، لكن الحقيقة أن ما يتطلبه الأمر بالمقام الأول لمواجهته، هو مداولات السياسيين ومرافعات المحامين لا مقالات الصحفيين!

الشق السياسي لمواجهة القانون يتولاه الدبلوماسيون، والشق القانوني لمواجهة القضايا التي سينتجها القانون يتولاه المحامون، أما تدبيج المقالات المجلجلة وإلقاء الخطب المزلزلة، فقد جربناه أكثر من ٧٠ عاما في جميع قضايانا العربية واكتشفنا أنه أشبه بالصراخ في واد سحيق لا يتردد فيه سوى صدى صوتنا!

ما يحتاجه المتلقي السعودي اليوم هو كتابات موضوعية من كتاب مطلعين تطرح أسباب القصور التي قادت لصدور هذا القانون والطريقة التي يمكن بها مواجهته لحماية المصالح السعودية، أما تحويل الأقلام والحناجر إلى منصات لقصف الإدارة الأمريكية بالشتائم أو عقد محاكمات التاريخ الأمريكي في ارتكاب جرائم الحرب على الورق فهو ليس سوى إرضاء للذات وتعويض عن قصورها طيلة سنوات في تصحيح الصورة السلبية التي قادت إلى هذا الوضع!

المقالات العاطفية والتصريحات المدوية والخطب النارية لن يتجاوز مداها وتأثيرها حدودنا الجغرافية، كما أن التحريض على اتخاذ المواقف الرسمية الحادة يبدو عبثيا وضرره أكثر من نفعه، فساحة المعركة هناك في أمريكا ومن خلال منظومة العمل السياسي والقانوني والإعلامي، وهي منظومة مليئة بالثغرات لا تمنحك مساحة العمل وحسب، بل وأدواته أيضا!