أخبار

أسلحة الرياض الاقتصادية ستضر «العصب الحيوي» الأمريكي

«عكاظ» (عمان)

تنطوي مسرحية الابتزاز السياسي والاقتصادي التي يلعبها الكونغرس بكسره فيتو أوباما بشأن «جاستا» على مخاطر عدة من شأنها إلحاق الضرر الأكبر بالولايات المتحدة.

وأكد سياسيون أردنيون أن معركة «جاستا» ستلحق الأذى بالولايات المتحدة في مختلف المجالات ليس من قبل السعودية وحدها بل من المنظومة الخليجية أيضا التي ستتخذ الإجراءات ذاتها التي تتخذها الشقيقة الكبرى في المجلس، إضافة إلى حلفاء المملكة من الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي سيؤدي إلى إطلاق سهام عربية وإسلامية كثيرة ستعجز واشنطن عن ردها أو التعامل معها.

وقالوا إن الولايات المتحدة الخاسر الأكبر جراء هذا القانون الذي يفتح الباب أمام خصومات مع دول عدة من بينها حلفاء لأمريكا، كما أن العديد من المسؤولين الأمريكيين سيقعون تحت طائلة القانون.

المعارضة الدولية لقانون «جاستا» يجب أن تدفع الكونغرس للعودة إلى رشده السياسي وإيقاف مسرحية الابتزاز لأن نتائجها ستكون أكبر من أن تتحملها الولايات المتحدة المتورطة أصلا في قضايا دولية مع عشرات الدول التي ستحاكمها وفقا لقانونها.

القلق من «جاستا» هو الموقف الطبيعي سياسيا من منظور حماية السيادة وليس خوفا من تبعاته لأن اليد المتورطة في الدماء هي اليد الأمريكية وأحداث 11 سبتمبر التي اعتمد عليها الكونغرس لا يمكن إدانة المملكة بموجبها فجميع وثائق التحقيق الأمريكية والصفحات الـ 28 تؤكد براءتها، لكن الأهم أن الوثائق الموجودة بحوزة النائب العام الأمريكي تؤكد تورط إيران وتنظيم القاعدة.

وإذا ابتعدنا عن اللعبة السياسية وعملية الابتزاز التي يمارسها الكونغرس كما يقول ممثل الأردن السابق لدى الاتحاد الأوروبي أحمد مساعدة فإن الولايات المتحدة ستواجه أسوأ ما يمكن لها أن تواجهه.

ويؤكد وزير الخارجية الأردني السابق كامل أبو جابر، أن الدول الكبيرة والقوية مثل السعودية تمتلك أدوات وخيوطا كثيرة يمكن أن تتأمل بها مع الولايات المتحدة خصوصا في المجال الاقتصادي والذي يمكن أن يدمر العصب الحيوي لواشنطن التي ستتعرض للأذى الاقتصادي، فيما لو لجأت الرياض إلى السلاح الاقتصادي المتمثل في وقف الصفقات التجارية وإعادة النظر في الأصول والاستثمارات الأمريكية وبيع الأصول السعودية لدى أمريكا كسندات الدين السيادي، والودائع، واتفاقات التمويل، وبيع سندات الخزانة الأمريكية التي تملكها، وهي بحدود 720 مليار دولار.

ويرى الوزير السابق بسام حدادين أن سلاح النفط سيعود للظهور من جديد ويمكن أن تلجأ إليه المملكة في معركة الدفاع وهو ما يمكن أن يوجه ضربة قوية للدولار الأمريكي وستلحق خسائر فادحة بمصانع الأسلحة، الأمر الذي يضع الولايات المتحدة في أسوأ أوضاعها سياسيا وعسكريا واقتصاديا.