فوبيا البشر
الخميس / 05 / محرم / 1438 هـ الخميس 06 أكتوبر 2016 19:24
أحلام محمد علاقي
اكتشفت ما بين ليلة وضحاها بأنني مصابة بفوبيا البشر.. وتعريف هذه الفوبيا وأسبابها أخذا مني وقتا طويلا، وخبرة أطول.
وأذكر هنا نصيحة وجهتها لي إحدى الكوافيرات ذات مرة -والحلاقون والكوافيرات عليهم صيت مشهور بأنهم يحبون الكلام الكثير، وربما يكون هذا تعميما ظالما- ولكن في قصتي هذه كان الكليشيه منطبقا فالكوافيرة -مدام زيزي- لم تكف عن الكلام لدرجة أزعجتني. وكنت يومها أنشد القليل من الهدوء، ولكنني اكتشفت بأنني ناكرة للجميل، فمدام زيزي وقرقرتها الكثيرة أوحت لي بأفكار عديدة. والأهم أنها علمتني شيئا مهما كان خافيا علي، فقد قالت لي بلهجتها المصرية الجميلة: «اوعي تصدقي الناس! اللي يضحك في وشك اليومين دول يبقى إما عمل لك عملة أو ناوي لك على نية! الضحكة مابقتش تفرح بقت توغوش (تقلق)» ويومها قلت لمدام زيزي أن تنظر للحياة بتفاؤل وليس كل الناس «وحوش». نظرت إلي نظرة ذات مغزى وقالت: «بكرة الأيام تعلمك وتفتكري كلامي وتقولي مدام زيزي قالت. وفعلا ليومنا هذا اذكرها الله يسهل لها.
فبعد تجارب كثيرة وجدت نفسي مصابة بهلع وتوتر شديد من النوع البشري.. فماذا حدث للناس أم كنت أنا عمياء؟ يكون الإنسان ماشيا في طريقه فيجد من يضع له «مطباً صناعياً» أو من يحفر له حفرة أو من يمد بقدمه أمامه ليوقعه أرضا أو من يرمي بطريقه بقشرة موزة مثل في أفلام توم آند جيري ويأخذ الطريق زحلقة وزحلطة فائقة السرعة إلى أن يضرب رأسه في أكبر جدار ليتعلم من تراقص عشرات النجوم حول رأسه.
ولذا لا ألوم المصابين بفوبيا البشر.. وربما في المستقبل القريب سنسكن ونعمل ونسافر في قواقع صناعية أو مقصورات بلاستيكية (كيوبيكلز) وهو الاتجاه المعاصر إن لاحظتم في شركات الطيران والوظائف والمساكن: الخصوصية والانغلاق والانعزال عما حولنا وعمن حولنا. سافرت ذات مرة على خطوط جوية مشهورة بفخامتها ونظرا لخلو الرحلة قدموا لي «اب جريد» وحولوا مقعدي للدرجة الأولى. ورغم فخامة المقصورة المبهرة إلا أنني شعرت بالعزلة والوحدة التامة ولم أشعر بإحساس التواجد في طائرة مع مسافرين وهكذا. وعندما قلت لصديقتي عن شعوري نظرت إلي نظرة واحدة وقالت: «صحيح إنك نكدة وفقرية! اتمتعي بالوحدة إيش بدك بالزحمة والتواصل الإنساني. هو أحد طايق يشوف ناس هذي الأيام! اعملي تواصل مع صحن السموكد سالمون اللي قدموا لك إياه أو مع الفواغرا أو الفيليه مينيون افضل لك».
يا للهول! أهذا مستقبل البشرية؟ أظن أننا في خطر إن لم نلحق بأنفسنا ونخفف من إبعاد وتهميش البشر في حياتنا، وهذا اتجاه أقل ما يقال عنه إنه مخيف. ولكن من منكم أصدقائي يعرف علاجا ناجحا لـ«الهيومن فوبيا»؟
وأذكر هنا نصيحة وجهتها لي إحدى الكوافيرات ذات مرة -والحلاقون والكوافيرات عليهم صيت مشهور بأنهم يحبون الكلام الكثير، وربما يكون هذا تعميما ظالما- ولكن في قصتي هذه كان الكليشيه منطبقا فالكوافيرة -مدام زيزي- لم تكف عن الكلام لدرجة أزعجتني. وكنت يومها أنشد القليل من الهدوء، ولكنني اكتشفت بأنني ناكرة للجميل، فمدام زيزي وقرقرتها الكثيرة أوحت لي بأفكار عديدة. والأهم أنها علمتني شيئا مهما كان خافيا علي، فقد قالت لي بلهجتها المصرية الجميلة: «اوعي تصدقي الناس! اللي يضحك في وشك اليومين دول يبقى إما عمل لك عملة أو ناوي لك على نية! الضحكة مابقتش تفرح بقت توغوش (تقلق)» ويومها قلت لمدام زيزي أن تنظر للحياة بتفاؤل وليس كل الناس «وحوش». نظرت إلي نظرة ذات مغزى وقالت: «بكرة الأيام تعلمك وتفتكري كلامي وتقولي مدام زيزي قالت. وفعلا ليومنا هذا اذكرها الله يسهل لها.
فبعد تجارب كثيرة وجدت نفسي مصابة بهلع وتوتر شديد من النوع البشري.. فماذا حدث للناس أم كنت أنا عمياء؟ يكون الإنسان ماشيا في طريقه فيجد من يضع له «مطباً صناعياً» أو من يحفر له حفرة أو من يمد بقدمه أمامه ليوقعه أرضا أو من يرمي بطريقه بقشرة موزة مثل في أفلام توم آند جيري ويأخذ الطريق زحلقة وزحلطة فائقة السرعة إلى أن يضرب رأسه في أكبر جدار ليتعلم من تراقص عشرات النجوم حول رأسه.
ولذا لا ألوم المصابين بفوبيا البشر.. وربما في المستقبل القريب سنسكن ونعمل ونسافر في قواقع صناعية أو مقصورات بلاستيكية (كيوبيكلز) وهو الاتجاه المعاصر إن لاحظتم في شركات الطيران والوظائف والمساكن: الخصوصية والانغلاق والانعزال عما حولنا وعمن حولنا. سافرت ذات مرة على خطوط جوية مشهورة بفخامتها ونظرا لخلو الرحلة قدموا لي «اب جريد» وحولوا مقعدي للدرجة الأولى. ورغم فخامة المقصورة المبهرة إلا أنني شعرت بالعزلة والوحدة التامة ولم أشعر بإحساس التواجد في طائرة مع مسافرين وهكذا. وعندما قلت لصديقتي عن شعوري نظرت إلي نظرة واحدة وقالت: «صحيح إنك نكدة وفقرية! اتمتعي بالوحدة إيش بدك بالزحمة والتواصل الإنساني. هو أحد طايق يشوف ناس هذي الأيام! اعملي تواصل مع صحن السموكد سالمون اللي قدموا لك إياه أو مع الفواغرا أو الفيليه مينيون افضل لك».
يا للهول! أهذا مستقبل البشرية؟ أظن أننا في خطر إن لم نلحق بأنفسنا ونخفف من إبعاد وتهميش البشر في حياتنا، وهذا اتجاه أقل ما يقال عنه إنه مخيف. ولكن من منكم أصدقائي يعرف علاجا ناجحا لـ«الهيومن فوبيا»؟