ثقافة وفن

وديع سعادة: أحترم إنسانيتي ومن ينعتني بالكفر ليس وكيلي في الإيمان

الشاعر اللبناني وديع سعادة

علي الرباعي (الباحة)

أبدى الشاعر اللبناني وديع سعادة دهشة كبيرة ممن يعايشون العصر بأجسادهم ويعيشون بعقولهم وتفكيرهم في عصور ماضية مظلمة تتخذ من المبدع مواقف حديّة دون مبرر. موضحاً لـ «عكاظ» أن البعض جعل من شعره قضية «طائفية وكفراً». في حين يكتفي أن ينظر إلى قدميه ويبتسم. مؤكداً أنه يحاول في كل يوم يستيقظ فيه أن يكون إنساناً وأن يحترم تلك الإنسانية كون من يكفر بالإنسان والإنسانية هو الكافر. مجدداً تأكيده على احترام الشعب الكويتي لأنه يفرق بين شعب جميل وبين أصوات تعادي الجمال. مزجيا شكره للمجلس الأعلى للثقافة الذي تبنى تكريمه في عام مضى.

وعن بعض الأصوات التي نادت بمنع كتبه في معرض الكويت السابق، قال «أنا لستُ محتجاً ولا عاتباً على أحد، وأقول للذين كفّروني في الكويت ويطالبون بمعاقبة من دعاني إليها، وللذين منعوا كتابة دراسة ماجستير عن شعري في مصر، لأنني مسيحي، وقبل ذلك حذفوا لفظ الجلالة «الله» من كل قصيدة في مختاراتي الشعرية التي أصدروها هناك. أقول لهم، وللذين قد يتبعون خطاهم في المستقبل لا فرق عندي أبداً ولا أهتم بهذا. كون الأمور لا تزيد في عيني ولا تنقص». وأضاف «لكن حين يتهمني أحدهم بأني كافر أقول له» يروح ينام «فهو ليس وكيلي في الإيمان ولا في الإلحاد، ومن العار أن يطالب عضو مجلس أمة بمعاقبة شاعر!»، ولفت سعادة، الذي يقيم في أستراليا، إلى أنه يستمتع بالاستيقاظ المبكر كل يوم. ويعيش أطيب الأوقات مع العائلة زوجة وأبناء، ويؤثر اللعب مع أحفاده، وينطلق كل صباح للعناية بحديقته الصغيرة سقياً وتنسيقا. مشيراً إلى أن أول ما يفكر به عند استيقاظه أن يكون إنساناً بكل ما تحمل الكلمة من معنى. بل يشدد على محاسبة النفس. إذ ربما يكون أخطأ في يوم سابق أو اقترف أي تطاول أو أذى بحق أي كائن حي أو حتى حشرة دون قصد.

ويرى سعادة أن الإبداع ليس الكتابة فقط بل هو العيش. وقال «من لم يعش الحياة شخصاً لن يكتبها ببراعة نصاً». وزاد «يا عيوني الإبداع حياة والحياة إبداع». وعن المنفى والمكان كشف أنه بات يؤمن أن لا مكان حقيقيا للإنسان. وبلهجة لبنانية فاتنة زاد «ما حدا بيقدر يقول أن هذا هو مكاني الحقيقي»، ويذهب إلى أنه لم يعد الوطن وطناً، ولا الغربة غربة، في ظل انتفاء المكان. وامتدح سعادة وسائل التواصل، وعدّ «الفيسبوك» من النعم الكبرى، إذ أوصله بأصدقائه وقرائه في كل أرجاء الأرض، ما يشعر معه بالامتنان، وأشاد سعادة بكل التجارب الشعرية الماضية والحاضرة والتي ستأتي، مبديا اعتزازه بتجارب شعراء سعوديين منهم أحمد الملا وآخرون لا تحضره أسماؤهم. وعندما سألته: متى تزورنا؟ أجاب: لا لن أزوركم. قلتُ: لماذا؟ فقال «لأسباب عدة».