رياضة

المؤرخ الساعاتي لـ «عكاظ»: لايهمونكم.. ترى لجنتهم من اتحاد اليد ؟!

أكد أن نتائج «التوثيق وضعت» سلفاً بأيدي مجهولين ليس لهم معرفة بتاريخ الأندية

مع الملك خالد (يرحمه الله) (أرشيف الضيف)

عبدالله المرزوق (الرياض)

لاتزال الإثارة التي صاحبت تأجيل المؤتمر الخاص بإعلان لجنة التوثيق الرياضي لنتائج أعمالها حاضرة، ولايزال الرأي العام الرياضي في شد وجذب ما بين مؤيد للتأجيل وآخر رافض هذه اللجنة بسبب ما دار حولها من لغط خصوصا أعضاءها. «عكاظ» اتجهت لصاحب أول كتاب رياضي تم إصداره في العام 1382هـ وإصدارات أخرى رياضية عديدة كان آخرها الموسوعة الرياضية الشهيرة التي جمعها في 8 مجلدات بلغ إجمالي صفحاتها 7000 صفحة كتب فيها كل ما أمكن له أن يكتب عن رياضتنا بعد أن عاصرها لاعبا وحكما وإداريا منتسبا للعديد من الأندية، بالإضافة لعمله كإعلامي

وكاتب رياضي واجتماعي، الأمر الذي جعله واحدا من رواد الرياضة السعودية، لاسيما أنه دون في مؤلفاته كل شاردة وواردة عن غالبية الأندية في المملكة التي زارها ودون ما عاصر وشاهد، ويكفي أن نقول إنه عميد مؤرخي الحركة الرياضية في المملكة كلقب ارتبط بالدكتور أمين ساعاتي، لنقلب معه معاناة الوسط الرياضي من توثيق تاريخه. إذ أطلعنا عبر حديثه المطول على كيفية أن ننتهي من هذا الجدل بالإضافة لآرائه التي قالها عن اللجنة الحالية محل الخلاف.

•في البداية أين هو الدكتور أمين من التوثيق الرياضي؟ ولماذا لم يضم للجنة الحالية؟

•• بصراحة إبعادي عن اللجنة كان مقصودا ومدروسا، فاللجنة لديها أهداف محددة ووجودي معهم لا يتفق مع هذه الأهداف لكوني دائما ما أسعى لأن أوظف قوانين وعلوم التاريخ ومن ثم أصنع نظرياتي لنصل إلى نتائج معينة وفق أسس علمية وأكاديمية، ولهذا رأيتهم أناسا يريدون وجهة نظري لكن بالعامية (لا تجينا خليك بعيد عنا، لا تجي بس نبغى وجهة نظرك التاريخية في أي مشكلة تصادفنا) ويطلبون مني حلها بمراسلتي، لكن كانوا حريصين على عدم الإشارة إليّ بأي شيء، وأنا بصراحة بالتخمين فهمت بعض الأسباب لكن لا أريد التطرق لها.

•هل تقصد أنهم يريدون ما لديك من معلومات وحقوق ونسبها لهم؟

•• لا أستطيع قول ذلك لكن أصلا اللجنة لم تسر على الخطوط التي رسمناها فقد انحرفوا لأشياء أخرى، فلديهم معلومات يسعون لتثبيتها فقط..

نتائجهم جاهزة

•ماذا تقصد بأهداف محددة، وما هي الأشياء التي يسعون لتثبيتها؟

•• لديهم نتائج جاهزة يريدون من خلالها تثبيت بعض الأحداث واستبعاد أخرى، ولذلك هم لا يريدون شخصا مثلي يقول لهم هذه حقائق حدثت في الواقع كيف تسبعدونها ويطالب بكتابتها.

•هل تقصد أن النتائج التي كانت ستعلن جاهزة من قبل؟

•• تقريبا النتائج وضعوها وقاموا بالبحث عن مبررات تدعم هذه النتائج، وهناك أهداف في أذهانهم بإلغاء بعض الأحداث وتأكيد أخرى، ويريدون أن يشكلوا لجنة ويفرضوا علينا هذا الخط ومن ثم الحكم هل ستسير على المزاج العام، وهذا الانتقاء في الاختيارات غريب جدا، فقد اختاروهم وأعطوهم الخطوط العريضة لكن لو رجعوا للتاريخ بخطوطه المستقيمة والواضحة دون أن يكون هناك هوى أو غرض فلن تعترضهم أي مشكلة.

مؤرخو كرة يد

•كأنك تقصد أن اللجنة الحالية ليس لها علاقة بالتاريخ الرياضي؟

•• لك أن تتخيل أن يأتوا بشخص متخصص بكرة اليد ويطالبونه بكتابة تاريخ كرة القدم، وبقية الأعضاء ليسوا مؤرخين وهنا محل استغراب، لماذا لجنة تعنى بالتاريخ لا تضم مؤرخين رغم أن لدينا أسماء كثيرة لها باع كمؤرخين؟

• إذن ماذا تصف هذه اللجنة؟

•• لجنة مفبركة شكلت لكي تعمل شيئا معينا لا علاقة له بالتاريخ، كان من المفترض أن يتم اختيار فريق عمل يمزج بين العديد من المجالات من مؤرخين وخبراء قانون ومتخصصين في التاريخ وفي الإدارة الرياضية وأعضاء من الأندية، واضعين لهم برنامجا محددا واجتماعات مجدولة، لكن مع هذه اللجنة لا يوجد تاريخ وليس لها علاقة بالتاريخ أبدا. هم يتكلمون فقط عن مسابقة واحدة كرسوا كل جهودهم عليها هي الدوري العام ولم يذهبوا لمسابقاتنا الكثيرة ووضعوا مسميات غريبة كتعريف الدوري الرسمي وغير الرسمي.

•ذكرت لدينا أسماء كثيرة لها باع في التأريخ هل تسمي لنا أسماء؟

•• هناك العديد وبإمكانك أن تحسبني أحدهم وكذلك عبدالله الجارلله المالكي ومحمد القدادي والدكتور يوسف السيد والدكتور صالح باعيسى وكثيرون بالإضافة لشباب صاعدين ويملكون وثائق تاريخية مثل فهد ومنصور وخالد أبناء عائلة الدوس.

• خطوات توثيق التاريخ الرياضي مرت بعدة مراحل جميعها لم يكتب لها النجاح، ألم يتصل بك أحد من هؤلاء ليستعين بما لديك؟

•• عبدالرزاق أبو داود اتصل بي لكن على أية حال صار ما صار للجنته التي حلت وتلاشت، وعلى فكرة، التاريخ الرياضي عمل ضخم جدا لا يمكن أن يوثق بهذه الطريقة، فهناك فرق بين كتابة تاريخ الحركة الرياضية والذي يشمل كل الألعاب والإدارات والأندية الرياضي وبين تاريخ الدوري العام الذي سعى إليه جميعهم بالرغم من وضوح هذا الدوري وبقية المسابقات فهي موثقة في الصحف من بدايتها في العام 1377هـ وحتى الآن.

•أفهم منك أن التوثيق يفترض أن لا يقتصر على المباريات والبطولات فقط؟

•• بالتأكيد لا، هذه مجرد معلومات فقط وهذه المعلومات هي الخلطة الأولى لكتابة التاريخ ومن ثم تحليلها ومن ثم استخراج النتائج، التاريخ يا عزيزي معلومات ثم تحليل ثم استنتاج، أضف إلى ذلك أن التاريخ يذهب لأبعد من ذلك فالأحداث والشخصيات يجب أن تكتب وكذلك الإعلامي الرياضي يجب أن يؤرخ؛ لأن دوره كان كبيرا في مسيرة الرياضة وتطورها، هل تعلم أن تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم كان بداية إعلامية بدأت بمطالبة وزارة الداخلية بضرورة تأسيسه وبناء على هذه الأطروحات الإعلامية شكلت لجنة لتأسيسه ليكن بعدها المعني بالتنظيم الرياضي. التاريخ طويل وعريض حتى سلوكيات اللاعبين السابقين ومقارنتها بالحاليين ومدى انعكاس هذه السلوكيات على مستوى الكرة، نحن تأخرنا بسبب أن كثيرا من أسباب التراجع لم يكشفها ولم يسلط الضوء عليها التاريخ.

•هل تؤيد أن مرحلة الرصد والتوثيق الرياضي يجب أن تحاط بسرية كما فعلت اللجنة الحالية؟

•• أنا ضد فكرة السرية، هم من البداية لو اتخذوا قرارا صحيحا وضموا لهم الخليط الذي أنا ذكرت وأشركوا الأندية معهم لكان عملهم صحيحا، بالإضافة لخبرات إعلامية وخبرات من لاعبين قدامى وآخرين سابقين عملوا في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبعض المنتمين الواعين من الأندية لحققوا النجاح المرجو، هؤلاء يجب أن يكونوا ضمن فريق العمل لكونك بحاجة إليهم جميعا، ومن ثم تشكل لهم ورش عمل وبشكل علمي مدروس وممنهج، ليس كما فعل الحاليون مع الأسف.

وضعهم حرج

•هذا يعني أنك لا تتوقع نجاح هذه اللجنة وترى عدم جدوى استمرارها؟

•• قرار استمرارها تتخذه الجهات المسؤولة، لكن اللجنة الآن وضعها حرج جدا فقد فقدت الثقة قبل إعلان نتائجها أصلا ومن جميع الأندية وهذه نقطة خطيرة أن ترفض أعمالك قبل أن تعلن وتفقد ثقة الأندية والرأي العام، وأنا سأدعو المؤرخين الرياضيين إلى اجتماع ليردوا على هذه اللجنة، يجب أن نعرف أن هناك فرقا بين التاريخ الرسمي والتاريخ العلمي، مثلا هناك فرق كبير حينما تكتب وزارة الإعلام تاريخ المملكة وحينما يكتب أحد الباحثين تاريخ المملكة، فالوزارة ستكتب تاريخ المملكة من خلال منهج العلاقات العامة، أما الباحثون والدارسون فسيكتبون تاريخ المملكة من خلال المنهج التاريخي العملي الرصين وهذا هو الفرق بين ما تقوله الجهة الرسمية المتمثلة في لجنة التوثيق وبين ما يقوله المؤرخون الذين يتميزون بالشفافية والنزاهة؛ ولهذا في البحوث الجامعية لا تعتبر كتب وزارات الإعلام من المراجع المعتمدة.

• أتذكر تركي الخليوي قدم لك الشكر سابقا في مداخلاته التلفزيونية وأنت اليوم تنتقد أعمال لجنته أليس هذا غريبا ؟

•• أنا أحترم تركي في شخصه وبالعكس كان بيننا تواصل بالهاتف أكثر من مرة، فعلا كان رجلا لطيفا لكن هذا شيء وموضوع التاريخ شيء آخر وفي النهاية نحن رياضيون وأبناء بلد واحد نحترم بعضنا كأشخاص.

الأندية هي المرجعية

•وخلاصة القول؟

•• من حق كل ناد أن يرصد بطولاته التي حققها دون أن ينتظر من جهات أخرى تؤلف وتعتمد بطولاته. وعلى النادي أن ينشر ذلك في كل منشوراته دون أن يعبأ بجهة ما أن تبحث وتعبث ببطولاته التي حققها بالجهد والعرق.

من المهم أن تتجاهل الأندية لجنة التوثيق، والنادي هو المرجعية لتوثيق بطولاته، هكذا الأندية في العالم المتقدم، الأندية في أوروبا وأمريكا لا تنتظر من أي جهة توثيق بطولاتها وبالذات حينما يكون هناك إنكار صريح وواضح لصحيح البطولات. وعلى الأندية المظلومة أن ترفع للمحاكم قضايا ضد من يغتصب بطولاتها. وهذا حق من حقوقها. وأذكر لك أمثلة كثيرة.. الآن كل ناد يعلن عن تاريخ تأسيسه، ولم تستطع أي جهة رسمية أو غير رسمية أن تقول إن هذا التاريخ صحيح أو غير صحيح؛ لأن القرار حق من حقوق النادي فقط لا غير. أتحدث بهذا الحديث لأن لجنة التوثيق افتقدت أهم شروط قبول أحكامها حينما استهترت بمبادئ وقيم الحياد والشفافية في سعيها نحو الوصول إلى البطولات الحقيقية للأندية السعودية العملاقة. وكان يجب أن يدرك كافة أعضاء اللجنة بأن تحقيق البطولات لم يكن من قبيل النزهة، بل تتحقق البطولات بالدموع والعرق والجهود الجبارة التي لا تقبل التلاعب والإهمال من قبل لجنة لم تع حجم المجهودات الضخمة التي تبذلها الأندية لتصل إلى منصات التتويج. ولذلك كان الرد الطبيعي من الأندية السعودية العريقة أن تبادر وتعلن عن حقوقها المشروعة بعيدا عن تلاعب اللجنة المفبركة. وهكذا قامت الأندية بما يجب أن تقوم به وأعلنت عن حقوقها في بطولات حققتها بالعرق والدموع دون أن تنتظر من لجنة التوثيق مكرمة أو صدقة. الأندية هي صاحبة الحق في أن تقول كلمتها بعيدا عن مزايدات اللجنة المفبركة والتي لم تضم للأسف ولا مؤرخا سعوديا واحدا. وبذلك سقطت الثقة في اللجنة وكافة أعضائها الذين لم يكونوا أهلا لتحديد الأندية صاحبة البطولات. إن الشفافية والنزاهة والحيدة هي أهم أدوات الوصول إلى البطولات الحقيقية بعيدا عن التزييف الرياضي. وعاشت الأندية السعودية المرموقة ببطولاتها وأمجادها بعيدا عن التلاعب والمزايدات.