مثقفون يتساءلون من يعلق جرس «التكاتف المعرفي»؟
بينما يعقد وزراء الثقافة في مجلس التعاون الخليجي أول اجتماعاتهم
الاثنين / 09 / محرم / 1438 هـ الاثنين 10 أكتوبر 2016 20:07
أروى المهنا (الرياض)
بينما يعقد وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ضمن فعاليات الاجتماع الثاني والعشرين في العاصمة الرياض اليوم (الثلاثاء)، يعلق عدد من المثقفين الأمل على اجتماع اللجنة المرتقب.
الكاتب حمد القاضي أكد أن الثقافة أحد مكونات الوحدة الوطنية بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال «بوصفي خليجيا فإنني أعول الكثير على هذا الاجتماع المبارك والاهتمام بالشأن الثقافي ليقدم رسالته السامية في خدمة قضايا الأمة الخليجية، وبما أن الثقافة عامل مهم في الترابط بين أبناء منطقة الخليج وخطابها مؤثر في المجتمع فإن لزاما أن تخرج عدة اتفاقيات خليجية لمواكبة ما نواجهه حاليا من أزمات سياسية، مطالبا بضرورة زيادة التبادل الثقافي بين دول الخليج، وبالتالي إظهار عطاء منجز الإنسان الثقافي بوصفه منفتحا على ثقافة الآخر».
الشاعر أحمد الملا يقول: «أتمنى أن يولي الاجتماع الهموم الثقافية الخليجية في المواكبة والرد على كل من يسيء إلى دول المنطقة والاهتمام بكل ما له علاقة بالثقافة وخاصة الفنون بوصفها لغة عالمية بين الشعوب».
يشير الكاتب وحيد الغامدي إلى أن المثقفين في المملكة والخليج يتطلعون إلى واقع ثقافي يسعى إلى ردم الفجوة الزمنية الهائلة بين واقع عنيف التغييرات وبين معطيات الوعي الثقافي الذي درج على نمطية معينة في إدارته للثقافة واﻷدب في الشأن الثقافي بالذات لا تخدم تلك البيروقراطية العتيقة في إدارة مختلف المناشط الثقافية واﻹعلامية المتنوعة.
ويضيف الغامدي «أعتقد أنها بحاجة لمواكبة الزمن أكثر من أي وقت مضى وأجزم أن لدى الوزراء الوعي الكافي بكون الثقافة مكونا تنمويا رئيسيا للأمة قد يتفوق أهمية على بعض المجالات إلا أنهم ربما بحاجة إلى خلق سياسات إدارية تسعى إلى السباق مع الزمن بكفاءة عالية كما ينبغي على تلك السياسات مواكبة سقف الإعلام الجديد لردم الفجوة بين ما هو شعبي وما هو رسمي»، مؤملاً «من أجل خلق بيئة صحية من الوعي المسؤول والبناء، يطمح المثقف واﻷديب والفنان والمبدع أن يشعر بأنه ضمن إطار البيئة الحاضنة والمشجعة، فدور النشر المهاجرة مثلا بحاجة أكثر إلى مرونة رسمية من أجل توطينها، وينطبق ذلك أيضا على الفن خصوصا في المملكة حيث إن خلق بيئة من اﻹبداع الناضج ضرورة إنسانية ووجودية وتنموية كبرى لا مجال لسرد إثباتاتها هنا».
ويرى الغامدي إلى أنه يمكن بكل سهولة ملاحظة أثر ذلك اﻹبداع في المجتمعات التي تتنفس تلك المناشط دون الحاجة لعباءة البيروقراطية التي تسير دفة ذلك اﻹبداع المحلق المثقف، اﻷديب، المؤلف، الفنان، ويؤكد أننا بحاجة ماسة للشعور بتلك الحضانة المؤسسية خصوصا إذا كانت رسمية، إذ إنه وبتحقيق ذلك من شأنه أن يتيح له التفرغ للتركيز في منتجه اﻹبداعي أكثر من استهلاك الجهد والتفكير في العوائق والعقبات والمحاذير، حتى قبل أن يبدأ بمشروعه يقول «أتفاءل بما سيخلص إليه اجتماع وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي ولدي شعور بأنه سيكون هناك تقدم ملحوظ في نتائج التوصيات».
فيما يقول القاص والكاتب عبدالرحمن السلطان «للأسف لا يزال العمل الثقافي الخليجي المشترك أقل من المأمول كثيراً أو على الأقل دون مستوى التعاون الخليجي الحالي في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم وغيرها، على الرغم من أن المشترك الثقافي بين دول وشعوب الخليجي يكاد يكون المشترك الأهم، لذا نعيد تعليق الأمل على اجتماع وزراء الثقافة الخليجي للخروج بمبادرات حيّة ومبتكرة تساعد على مزيد من التعاون والإبداع المشترك ونتمنى أن يكون هناك جائزة خليجية عليا سنوية في كافة فروع الأدب وفنونه، نريد معهداً أو مركزاً ثقافياً خليجياً يكون مقره في إحدى دول الخليج وينشط فيها جميعاً بفعاليات وبرامج لا تتوقف».
ويأمل السلطان بأن تستهدف البرامج جميع شرائح المجتمع وبكافة مجالات الأدب والفن وبالذات فيما يتعلق بالمسرح والسينما والفولكلور والقصة والشعر.
ويتطلع محمد بن زعير من اجتماع وزراء الثقافة الخليجيين أن يكون هناك دعم حقيقي للمؤلفين الشباب ليقوى المشهد الثقافي بدول الخليج عامة يقول «تقترح أعضاء الجمعية الثقافية الخاصة التي أشرف عليها أن يكون هناك فكرة تأسيس دار نشر خليجية تتبع لوزارات الثقافة الخليجية وأن تكون مُحكّمة، وتعنى بالشباب، وتدعمهم لأن بعض دور النشر الخاصة غير واضحة المعايير في النشر والإصدار فضلا عن التكلفة العالية على الشباب» كما يأمل أن يؤسس التعاون الخليجي مهرجانا ثقافيا مشتركا يقام كل سنة في دولة خليجية «لافتاً إلى دعم فئات المجتمع الخاصة كالمكفوفين وذلك بنشر الكُتب الثقافية والعلمية والدينية الحديثة بطريقة برايل، لأن المراكز الخاصة بخدمتهم في بعض الدول لا تغطي إلا الشيء القليل من الجانب الثقافي لهم.
فيما يلفت الكاتب عبدالله مكني بأن كل مثقف بلا شك يتطلع إلى أمور عدة مع اختلاف طبيعة العمل والتوجه من خلال اجتماع وزراء الثقافة وبعيداً عن مفهوم المطلب أو الأُمنية يقول «هناك أمور جذرية علينا أن نتفهمها وهي أن جل الأعمال الثقافية للأسف قائمة بجهود ذاتية وفردية فقط تقوم وزارات الثقافة بالإشراف كمظلة رسمية دون الدعم والمساندة وحتى دون إعطاء تراخيص لمزاولة أنشطة ثقافية لبعض المثقفين من تشكيليين أو قاصين أو رواة أو شعراء وغيرهم».
..والمملكة: 6 ملايين للإستراتيجية الثقافية
علمت «عكاظ» أن وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين يعقدون اجتماعهم الــ 22 في الرياض اليوم (الثلاثاء)، سيقرون المقترح السعودي المتضمن اعتماد مبلغ ستة ملايين ريال، بمشاركة الدول الست يودع في موازنة الأمانة العامة، ويخصص لتمويل تحديث الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون. وستتمحور كلمة المملكة التي يلقيها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي حول تعزيز الهوية الخليجية، مدللا بالموقف الموحد لدول الخليج واستجابتهم السريعة لنداء سلمان (نداء الحق). وسيدعو الطريفي إلى شعار موحد تتبناه جميع الدول الخليجية وهو (تعزيز الهوية الوطنية) وتجديد الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون، التي تنتهي في العام 2018، بحيث تواكب ما يشهده العالم من حراك، متخذة من تعزيز الهوية الخليجية شعارا لها.
الكاتب حمد القاضي أكد أن الثقافة أحد مكونات الوحدة الوطنية بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال «بوصفي خليجيا فإنني أعول الكثير على هذا الاجتماع المبارك والاهتمام بالشأن الثقافي ليقدم رسالته السامية في خدمة قضايا الأمة الخليجية، وبما أن الثقافة عامل مهم في الترابط بين أبناء منطقة الخليج وخطابها مؤثر في المجتمع فإن لزاما أن تخرج عدة اتفاقيات خليجية لمواكبة ما نواجهه حاليا من أزمات سياسية، مطالبا بضرورة زيادة التبادل الثقافي بين دول الخليج، وبالتالي إظهار عطاء منجز الإنسان الثقافي بوصفه منفتحا على ثقافة الآخر».
الشاعر أحمد الملا يقول: «أتمنى أن يولي الاجتماع الهموم الثقافية الخليجية في المواكبة والرد على كل من يسيء إلى دول المنطقة والاهتمام بكل ما له علاقة بالثقافة وخاصة الفنون بوصفها لغة عالمية بين الشعوب».
يشير الكاتب وحيد الغامدي إلى أن المثقفين في المملكة والخليج يتطلعون إلى واقع ثقافي يسعى إلى ردم الفجوة الزمنية الهائلة بين واقع عنيف التغييرات وبين معطيات الوعي الثقافي الذي درج على نمطية معينة في إدارته للثقافة واﻷدب في الشأن الثقافي بالذات لا تخدم تلك البيروقراطية العتيقة في إدارة مختلف المناشط الثقافية واﻹعلامية المتنوعة.
ويضيف الغامدي «أعتقد أنها بحاجة لمواكبة الزمن أكثر من أي وقت مضى وأجزم أن لدى الوزراء الوعي الكافي بكون الثقافة مكونا تنمويا رئيسيا للأمة قد يتفوق أهمية على بعض المجالات إلا أنهم ربما بحاجة إلى خلق سياسات إدارية تسعى إلى السباق مع الزمن بكفاءة عالية كما ينبغي على تلك السياسات مواكبة سقف الإعلام الجديد لردم الفجوة بين ما هو شعبي وما هو رسمي»، مؤملاً «من أجل خلق بيئة صحية من الوعي المسؤول والبناء، يطمح المثقف واﻷديب والفنان والمبدع أن يشعر بأنه ضمن إطار البيئة الحاضنة والمشجعة، فدور النشر المهاجرة مثلا بحاجة أكثر إلى مرونة رسمية من أجل توطينها، وينطبق ذلك أيضا على الفن خصوصا في المملكة حيث إن خلق بيئة من اﻹبداع الناضج ضرورة إنسانية ووجودية وتنموية كبرى لا مجال لسرد إثباتاتها هنا».
ويرى الغامدي إلى أنه يمكن بكل سهولة ملاحظة أثر ذلك اﻹبداع في المجتمعات التي تتنفس تلك المناشط دون الحاجة لعباءة البيروقراطية التي تسير دفة ذلك اﻹبداع المحلق المثقف، اﻷديب، المؤلف، الفنان، ويؤكد أننا بحاجة ماسة للشعور بتلك الحضانة المؤسسية خصوصا إذا كانت رسمية، إذ إنه وبتحقيق ذلك من شأنه أن يتيح له التفرغ للتركيز في منتجه اﻹبداعي أكثر من استهلاك الجهد والتفكير في العوائق والعقبات والمحاذير، حتى قبل أن يبدأ بمشروعه يقول «أتفاءل بما سيخلص إليه اجتماع وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي ولدي شعور بأنه سيكون هناك تقدم ملحوظ في نتائج التوصيات».
فيما يقول القاص والكاتب عبدالرحمن السلطان «للأسف لا يزال العمل الثقافي الخليجي المشترك أقل من المأمول كثيراً أو على الأقل دون مستوى التعاون الخليجي الحالي في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم وغيرها، على الرغم من أن المشترك الثقافي بين دول وشعوب الخليجي يكاد يكون المشترك الأهم، لذا نعيد تعليق الأمل على اجتماع وزراء الثقافة الخليجي للخروج بمبادرات حيّة ومبتكرة تساعد على مزيد من التعاون والإبداع المشترك ونتمنى أن يكون هناك جائزة خليجية عليا سنوية في كافة فروع الأدب وفنونه، نريد معهداً أو مركزاً ثقافياً خليجياً يكون مقره في إحدى دول الخليج وينشط فيها جميعاً بفعاليات وبرامج لا تتوقف».
ويأمل السلطان بأن تستهدف البرامج جميع شرائح المجتمع وبكافة مجالات الأدب والفن وبالذات فيما يتعلق بالمسرح والسينما والفولكلور والقصة والشعر.
ويتطلع محمد بن زعير من اجتماع وزراء الثقافة الخليجيين أن يكون هناك دعم حقيقي للمؤلفين الشباب ليقوى المشهد الثقافي بدول الخليج عامة يقول «تقترح أعضاء الجمعية الثقافية الخاصة التي أشرف عليها أن يكون هناك فكرة تأسيس دار نشر خليجية تتبع لوزارات الثقافة الخليجية وأن تكون مُحكّمة، وتعنى بالشباب، وتدعمهم لأن بعض دور النشر الخاصة غير واضحة المعايير في النشر والإصدار فضلا عن التكلفة العالية على الشباب» كما يأمل أن يؤسس التعاون الخليجي مهرجانا ثقافيا مشتركا يقام كل سنة في دولة خليجية «لافتاً إلى دعم فئات المجتمع الخاصة كالمكفوفين وذلك بنشر الكُتب الثقافية والعلمية والدينية الحديثة بطريقة برايل، لأن المراكز الخاصة بخدمتهم في بعض الدول لا تغطي إلا الشيء القليل من الجانب الثقافي لهم.
فيما يلفت الكاتب عبدالله مكني بأن كل مثقف بلا شك يتطلع إلى أمور عدة مع اختلاف طبيعة العمل والتوجه من خلال اجتماع وزراء الثقافة وبعيداً عن مفهوم المطلب أو الأُمنية يقول «هناك أمور جذرية علينا أن نتفهمها وهي أن جل الأعمال الثقافية للأسف قائمة بجهود ذاتية وفردية فقط تقوم وزارات الثقافة بالإشراف كمظلة رسمية دون الدعم والمساندة وحتى دون إعطاء تراخيص لمزاولة أنشطة ثقافية لبعض المثقفين من تشكيليين أو قاصين أو رواة أو شعراء وغيرهم».
..والمملكة: 6 ملايين للإستراتيجية الثقافية
علمت «عكاظ» أن وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين يعقدون اجتماعهم الــ 22 في الرياض اليوم (الثلاثاء)، سيقرون المقترح السعودي المتضمن اعتماد مبلغ ستة ملايين ريال، بمشاركة الدول الست يودع في موازنة الأمانة العامة، ويخصص لتمويل تحديث الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون. وستتمحور كلمة المملكة التي يلقيها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي حول تعزيز الهوية الخليجية، مدللا بالموقف الموحد لدول الخليج واستجابتهم السريعة لنداء سلمان (نداء الحق). وسيدعو الطريفي إلى شعار موحد تتبناه جميع الدول الخليجية وهو (تعزيز الهوية الوطنية) وتجديد الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون، التي تنتهي في العام 2018، بحيث تواكب ما يشهده العالم من حراك، متخذة من تعزيز الهوية الخليجية شعارا لها.