سياحة عسير إلى أين؟
الجمعة / 13 / محرم / 1438 هـ الجمعة 14 أكتوبر 2016 21:56
سعود العسبلي
كانت مدينة أبها، تحديدا في الثمانينات، قرية صغيرة ذات بئر وسوق محلية موسمية بسيطة وأناس جميلين بسطاء.
دارت الأيام وتغيرت الأحوال وافتتح بها مطار كانت «الداكوتا» تقل كبار المسؤولين إليه، ثم افتتح بها أول حزام دائري بالمملكة، وتوالت الإنجازات وافتتح أول تلفريك، بل وأصبحت أبها تحديدا وجهة سياحية يرتادها السواح حتى من الشرق؛ ولا غرابة في هذا فمناخها يولد طقسا صيفيا رائعا.
فكم هو آسر طقسها وكم هي خلابة أطلالها، ولكن ما إن تبدأ بالتفكير في إيجاد مسكن «موقت»، تنسى كل آسر وخلاب! فحينما تسوقك قدميك إلى غرفة قد بلغت من الكبر عتيا فإنك ستتفاجأ بأن أجرتها اليومية تعادل أجرة مثيلتها في فندق ذي خمس نجوم! وبعد ذلك فإنك ستضطر للانتقال لـ«قصر» آخر، وبينما أنت تبحر بمجداف أحلامك في بحار الفنادق الراقية، تصعق بشارع مختنق ومكتظ بمئات السيارات، وستظل مخنوقا كخنقة الشارع خصوصا شارع الفن الذي اختزل جميع السياحات وكان هو غاية الطموح.
وعندما تتنزه في جبال السودة أو شيبانة أو مرير فلن تجد إلا شجرة وحجرا، وإن جن عليك الليل، فبادر بالانصراف فبلدياتنا نسيت أن الليل يحل على المتنزهات.
صاحبي السائح، كنت قبل قليل تحلم، عد لحلمك إذن، فلن تجد فعاليات تأسر قلبك ولا مهرجانات تخطف لبك.
واحذر أن تجوع أو تظمأ، فإن مررت بهاتين الحالتين الإنسانيتين بعد الساعة الـ11 ليلا فلن ينتشلك من حاجاتك اللا مسؤولة إلا إحدى شركات الألبان الشهيرة.
كن صحراويا يا رجل فإن النعم لا تدوم.
وعندما تعود لديارك فاسأل الجهات المختصة: هل ستضع معايير للقصر القديم الذي كنت تبحث فيه عن سكن؟! واسألهم هل ستنشئ أبراجا، أو لا تقل أبراجا، قل فنادق أو مطاعم تخدم السائح كما غيرنا يفعل.
.
واسأل واسأل واسأل.
.
لكن لا تسألهم عن حلمك الجميل فلن يجدوا له تفسيرا.
سعود العسبلي
al-asbali-vip@hotmail.com
دارت الأيام وتغيرت الأحوال وافتتح بها مطار كانت «الداكوتا» تقل كبار المسؤولين إليه، ثم افتتح بها أول حزام دائري بالمملكة، وتوالت الإنجازات وافتتح أول تلفريك، بل وأصبحت أبها تحديدا وجهة سياحية يرتادها السواح حتى من الشرق؛ ولا غرابة في هذا فمناخها يولد طقسا صيفيا رائعا.
فكم هو آسر طقسها وكم هي خلابة أطلالها، ولكن ما إن تبدأ بالتفكير في إيجاد مسكن «موقت»، تنسى كل آسر وخلاب! فحينما تسوقك قدميك إلى غرفة قد بلغت من الكبر عتيا فإنك ستتفاجأ بأن أجرتها اليومية تعادل أجرة مثيلتها في فندق ذي خمس نجوم! وبعد ذلك فإنك ستضطر للانتقال لـ«قصر» آخر، وبينما أنت تبحر بمجداف أحلامك في بحار الفنادق الراقية، تصعق بشارع مختنق ومكتظ بمئات السيارات، وستظل مخنوقا كخنقة الشارع خصوصا شارع الفن الذي اختزل جميع السياحات وكان هو غاية الطموح.
وعندما تتنزه في جبال السودة أو شيبانة أو مرير فلن تجد إلا شجرة وحجرا، وإن جن عليك الليل، فبادر بالانصراف فبلدياتنا نسيت أن الليل يحل على المتنزهات.
صاحبي السائح، كنت قبل قليل تحلم، عد لحلمك إذن، فلن تجد فعاليات تأسر قلبك ولا مهرجانات تخطف لبك.
واحذر أن تجوع أو تظمأ، فإن مررت بهاتين الحالتين الإنسانيتين بعد الساعة الـ11 ليلا فلن ينتشلك من حاجاتك اللا مسؤولة إلا إحدى شركات الألبان الشهيرة.
كن صحراويا يا رجل فإن النعم لا تدوم.
وعندما تعود لديارك فاسأل الجهات المختصة: هل ستضع معايير للقصر القديم الذي كنت تبحث فيه عن سكن؟! واسألهم هل ستنشئ أبراجا، أو لا تقل أبراجا، قل فنادق أو مطاعم تخدم السائح كما غيرنا يفعل.
.
واسأل واسأل واسأل.
.
لكن لا تسألهم عن حلمك الجميل فلن يجدوا له تفسيرا.
سعود العسبلي
al-asbali-vip@hotmail.com