أخبار

«المرأة» تعطل إضافة «التبرع بالأعضاء» في رخصة القيادة

مناقشة المقترح شهدت جدلا بين المؤيدين والمعارضين

التبرع بالأعضاء في رخصة القيادة

فارس القحطاني (الرياض)

أثار المقترح المقدم من أعضاء مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن السويلم والدكتور طارق فدعق والدكتور عيسى الغيث، والذي يدعو إلى إضافة مادة جديدة إلى الباب الرابع لنظام المرور، بحيث تتضمن رخصة القيادة رغبة السائق في التبرع بأعضائه من عدمه في حال وفاته، خلافاً كبيرا بين أعضاء المجلس لدى مناقشته في جلسة أمس (الإثنين)، بعد أن تلا رئيس اللجنة الأمنية اللواء عبدالله السعدون رد اللجنة على المقترح والتي ترى عدم الموافقة على دراسته. وقال الدكتور فهد العنزي إنه يعارض المقترح ويؤيد توصية اللجنة، معتبرا التبرع عملا إنسانيا، فيما المقترح اقتصر على نقطتين؛ وهي حصر التبرع على قائدي المركبات أو من لديه رخصة قيادة، مع العلم أن قائد المركبة قد يكون لديه أشخاص في المركبة عند وقوع الحادث، بالإضافة إلى أن المرأة لا تمنح رخصة قيادة في المملكة، الأمر الذي يحرم النساء من المشاركة في مثل هذا الأمر الإنساني، وطالب العنزي بأن تكون هناك وثيقة محترمة يوضع فيها بشكل واضح إرادة الشخص في التبرع بأعضائه من عدمه. كما عارض المقترح عضو المجلس علي الوزرة، الذي تساءل عن نسبة قائدي المركبات، الذين يتعرضون للوفاة خلال القيادة، وطالب بعدم الموافقة على المقترح. وتقدم الأعضاء المؤيدون للمقترح الدكتور عبدالرحمن السويلم وهو أحد مقدميه، وأكد أن في المملكة 18 ألف حالة فشل كلوي، يضاف إليها 2000 حالة سنوياً، وقال: «نحن بحاجة إلى 2600 عملية زراعة كلى في السنة». وأيده الدكتور محمد الخنيزي، موضحا أنه يلامس الجانب الإنساني في كل مواطن سعودي، خصوصاً وأن أعلى نسبة وفيات تكون بسبب حوادث السير، كما أيدته الدكتور لبنى الأنصاري، مشيرة إلى أن مثل هذا الأمر يجب أن يشمل الهوية الوطنية ويوضح فيها رغبة المواطن بالتبرع بالأعضاء من عدمها، مضيفة «لا يوجد ما يمنع بأن تتضمن رخصة القيادة مثل هذا المؤشر». وقال المهندس مفرح الزهراني إن الادعاءات التي تحاول إسقاط هذا المقترح ليس لديها سوى التعذر بالنساء لأنهن لا يملكن رخصة قيادة، ولكن صدر قرار من مجلس الوزراء يؤيد مثل هذا المقترح ويكون ضمن بطاقة الهوية الوطنية ورخصة القيادة، مطالباً بأن يحال الموضوع إلى لجنة خاصة لدراسته وأن يكون المقترح بعنوان إضافة مادة جديدة لنظام المرور، وليس تعديل النظام. من جانبه، قال عضو المجلس الدكتور عبدالله المنيف: هناك سؤال أهم، وهو لماذا لم يفعل القرار الوزاري الصادر بهذا الخصوص؟. وفي نهاية المداخلات طالب رئيس اللجنة الأمنية اللواء عبدالله السعدون بإعادة دراسة المقترح على ضوء ما طرح من آراء ومقترحات من الأعضاء والعودة للمجلس في جلسة قادمة.

.. ومركز التبرع يعترض على «سائق» في الرخصة

أكد مدير عام المركز السعودي للتبرع بالأعضاء الدكتور فيصل شاهين، أن المقترح الذي نوقش في مجلس الشورى أمس (الاثنين)، وهو «أن تتضمن رخصة القيادة رغبة السائق في التبرع بأعضائه من عدمه في حال وفاته»، له جوانب إنسانية كبيرة، إلا أنه لا يجب أن يرتبط التبرع باسم السائق، لأن التوصية تتضمن كلمة «سائق»، مشيرا إلى اعتراض المركز ينحصر على كلمة «سائق» فقط، مع التشجيع على استخراج رخصة قيادة يكتب فيها متبرع بالأعضاء، كما هو معمول به على مستوى العالم. وبين شاهين أن عدد قوائم الانتظار في المركز 3500 مريض فشل كلوي، و500 مريض كبد، و300 مريض قلب، و200 مريض رئة، وهو ما يحتاج إلى تفعيل التبرع بالأعضاء.

فدعق: تزايد المنتظرين يدعم مقترحنا

أكد عضو مجلس الشورى الدكتور طارق فدعق أهمية مقترح تضمين رخصة القيادة الرغبة في التبرع بالأعضاء من عدمها، خصوصا في ظل الزيادة المستمرة لعدد منتظري الزراعة وعلى رأسهم مرضى الفشل الكلوي.

وقال فدعق وهو أحد مقدمي المقترح ومن أقدم المتبرعين بالأعضاء في المملكة قبل أكثرمن 40 عاما «نأمل موافقة المجلس على المقترح كونه لا يخالف الشرع، ونحن في المملكة من الدول الرائدة في مجال التبرع بالأعضاء من الأحياء».