أخبار

الموصل.. أم المعارك.. صراع على الممر الإستراتيجي لـ«المتوسط»

تتنازع على تحريرها واشنطن وأنقرة وطهران والبشمركة

قوات من البيشمركة تتقدم في شرق الموصل لمهاجمة مسلحي داعش أمس (رويترز)

«عكاظ» (بغداد)

هل يقود تحرير الموصل من قبضة «داعش» إلى تطورات مفاجئة على المحاور العراقية والتركية والسورية والأردنية.

؟ سؤال يطرح مع اندلاع المعركة التي يتنازع على المشاركة فيها القوات التركية وحرس نينوى وقوات البشمركة من جهة وميليشيات الحشد الشعبي الموالي لإيران والقوات العراقية من جهة أخرى، وهو نزاع ربما يقود إلى احتمالات غير متوقعة إن استمرت حالات التهديد والتهديد المضاد.

الموصل ذات العمق الإستراتيجي لجميع الأطراف وهي النقطة الأثمن بالنسبة لإيران لأنها بوابتها إلى سورية وكذلك الحال لتركيا ومع ذلك فإن مخاوف معركة الموصل تصل إلى الأردن الدولة المجاورة للعراق وسورية فعمان متخوفة من هروب عناصر «داعش» الموجودين في الموصل باتجاه الرقة في دير الزور نحو البادية الشرقية الأمر الذي يجعلهم بمحاذاة الحدود الأردنية.

معركة الموصل التي يحشد فيها «داعش» ستة آلاف عنصر مقابل 30 ألف جندي، وعنصر ستكون صعبة ودامية بسبب الأنفاق المذهلة التي أعدها «داعش» للمعركة إضافة إلى عمليات التفخيخ التي طالت كل أرجاء الموصل وهو الأمر الذي سيخلف حالة عدم استقرار محافظة نينوى وشمال العراق.

والسؤال ما الذي دفع تركيا للتدخل بقوة في معركة الموصل؟ لا شك أن هذه المعركة لها أبعاد إستراتيجية نظرا إلى الأهمية الجغرافية للموصل والتدخل الإيراني جاء لعوامل عدة منها منع إيران من استغلال الفراغ ما بعد حرب الموصل ولتحقيق التوازن في المنطقة إضافة إلى أن أنقرة ترغب في تحقيق التوازن مع حزب العمال الكردستاني في سنجار، فضلا عن سعي تركيا لإيقاف الممر الإستراتيجي لإيران عبر سورية وصولا إلى البحر المتوسط.

التدخل التركي في الموصل لن يكون مقتصرا على القوات البرية بل ستشارك تركيا من خلال الضربات الجوية رغبة منها في الاحتفاظ بنفوذها بالموصل التي يقيم فيها نسبة كبيرة من التركمان.

ويرى المراقبون أن معركة الموصل ستكون من أصعب المعارك لأن المفاجأة التكتيكية انتهت من قبل التحالف إذ إن هناك تحضيرا لداعش للمعركة منذ سنتين إضافة إلى أنه لا يمكن الحشد من تحريك الجنود والآليات الحربية داخل الموصل بالخفاء ودون رؤيتها.

ويشير المراقبون إلى بناء داعش لشبكة تحصينات دفاعية مربوطة ببعضها البعض، كما حضّرت الانتحاريين والانغماسيين الذين سينفذون هجومات خاطفة على بعض المناطق الحساسة، وتلغيمها وتفخيخها للمباني قبل بدء الهجوم على الموصل وحرق الخندق البترولي حول الموصل لحرمان الطائرات من رؤية الأهداف التي سيكون تأثيره على ضربات هذه الطائرات.

ويرون أن الحرب ستكون شبه تقليدية لحين دخول مجموعة الاقتحام داخل الموصل، وعندها سيتغير مجرى الحرب إلى حرب شوارع ومن مبنى إلى مبنى، وهذا يعني ضعف تأثير القدرات التكنولوجية للتحالف، إضافة إلى أن التحالف سيعمل جاهدا لقطع اتصالات القيادة والسيطرة وخصوصا محطات الاتصال.

بكل الأحوال الجميع يؤكد أن معركة الموصل ستكون أم المعارك وستؤدي لاندلاع صِدام معقد طائفي وقومي «كردي عربي سني شيعي» ما بعد طرد داعش فالحشد الشعبي هو جيش شبه إيراني رديف للجيش العراقي، وإيران ترغب بتثبيت نفوذها عبر استخدام العامل الطائفي التركماني الشيعي في مدينة تلعفر.

وتوقع الخبراء أنه في حال دخلت قوات الحشد الشعبي إلى الموصل أن تعتدي على المهاجرين الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص، في ظل انعدام الموارد الطبية والإغاثية، مما سيعني حدوث كارثة إنسانية جديدة إضافة إلى تدمير الموصل كما حصل بالرمادي سابقا.

ويرون أن عملية التحشيد لمعركة الموصل مكتملة، وستلعب طائرات الأباتشي الأمريكية دورا كبيرا في الدعم الناري لقوات التحالف وفي الوقت ذاته سيكون جمع الاستخبارات للتحالف صعبا خلال عملية الاقتحام داخل الموصل ومن المحتمل أن يوجد بعض القوات الأمريكية القريبة من عملية الهجوم لعملية الإرشاد والتعديل على الخطط الموضوعة.