أخبار

​مسؤولون أمريكيون: إيران تصعد إمداد الحوثيين بالسلاح عن طريق عُمان

رويترز (واشنطن)

قال مسؤولون أمريكيون وغربيون وإيرانيون إن إيران صعدت عمليات نقل السلاح للمتمردين الحوثيين وذلك في تطور يهدد بإطالة أمد الحرب واستفحالها.

ومن الممكن أن تؤدي زيادة وتيرة شحنات الأسلحة في الأشهر الأخيرة التي قال المسؤولون إنها تشمل صواريخ وأسلحة صغيرة إلى تفاقم المشكلة الأمنية بالنسبة للولايات المتحدة التي وجهت ضربات في الأسبوع الماضي لأهداف حوثية بصواريخ "كروز" ردا على هجمات صاروخية فاشلة على مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية.

وذكر المسؤولون أن جانبا كبيرا من عمليات التهريب تم عن طريق الحدود العمانية المتاخمة لليمن، بما في ذلك عبر طرق برية استغلالا للثغرات الحدودية بين البلدين.

ويمثل ذلك ورطة أخرى لواشنطن التي تعتبر السلطنة أحد أطراف التحاور الرئيسية وحليفا استراتيجيا في المنطقة التي تشهد صراعات متعددة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية إن واشنطن أبلغت عُمان بما لديها من مخاوف لكنه لم يحدد التوقيت الذي حدث فيه ذلك.

وأضاف: "أقلقنا التدفق الأخير للأسلحة من إيران إلى اليمن ونقلنا تلك المخاوف لمن يحتفظون بعلاقات مع الحوثيين بمن فيهم الحكومة العمانية".

وتنفي سلطنة عُمان وجود عمليات تهريب للسلاح عبر حدودها ولم يتسن الاتصال بالمسؤولين العمانيين للتعقيب على ذلك.

وفي حديث مع "عكاظ" نشر الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إنه "لا صحة لهذا الأمر ولا توجد أسلحة تمر عبر الحدود العمانية".

وأبدى بعض المسؤولين الغربيين تشككا في تلقي الحوثيين دعما على نطاق واسع من إيران.

وقال المسؤولون الأمريكيون والغربيون الذين تحدثوا لوكالة "رويترز" عن الاتجاه الأخير في عمليات نقل السلاح إن ذلك قائم على معلومات اطلعوا عليها.

وأضافوا إن وتيرة نقل السلاح عبر طرق التهريب البرية المعروفة تسارعت بشكل ملحوظ.

وقال دبلوماسي غربي مطلع: نحن على علم بالزيادة الأخيرة في وتيرة شحنات السلاح التي تقدمها إيران وتصل إلى الحوثيين عن طريق الحدود العمانية.

وأكد ثلاثة من المسؤولين الأمريكيين ذلك.

وقال أحدهم، وهو مطلع على تطورات الأوضاع في اليمن، إن الشهور القليلة الماضية شهدت زيادة ملحوظة في نشاط تهريب السلاح.

وأضاف: ما ينقلونه عن طريق عمان عبارة عن صواريخ مضادة للسفن ومتفجرات... وأموال وأفراد.

وقال مصدر أمني آخر من المنطقة إن الشحنات شملت أيضا صواريخ قصيرة المدى سطح-سطح وأسلحة صغيرة.

وأكد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى أنه حدثت "زيادة حادة في مساعدات إيران للحوثيين في اليمن" منذ مايو الماضي مشيرا إلى الأسلحة والتدريب والمال.

وكان حلفاء واشنطن في منطقة الخليج قد حذروا من أن نهج التقارب مع طهران الذي اتبعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال الاتفاق النووي التاريخي الذي وقع العام الماضي لن يفضي سوى إلى زيادة جرأة إيران في الصراعات الدائرة في سوريا ولبنان واليمن وغيرها.

أمريكا تتحرى منشأ الصواريخ

وبعد الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحوثيون هذا الشهر على سفينة تابعة للإمارات في ممر بحري استراتيجي بالبحر الأحمر وكذلك المحاولات التي وقعت لاستهداف سفينة حربية الأمريكية، قال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت مكونات الصواريخ بما فيها الرأس الحربي قد استخدمت فيها أجزاء إيرانية أو أنها قادمة من إيران.

وقال قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتل إنه يشتبه بوجود دور إيراني في تسليح الحوثيين وأشار إلى أن إيران من الموردين المحتملين لهذا النوع من تكنولوجيا الصواريخ المنصوبة على الشاطئ التي شوهدت في اليمن.

وذكر في ندوة في واشنطن: أعتقد أن إيران تلعب دورا في هذا الأمر. فمن المؤكد أن لها علاقة مع الحوثيين.

وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى لـ"رويترز" إن الدور الإيراني في مساعدة الحوثيين تزايد بدرجة كبيرة منذ مارس عام 2015 عندما تدخل التحالف العربي لإعادة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى سدة الحكم.

وأضاف إن هناك مخاوف من ألا تكون سلطنة عُمان تعاملت بالشدة الواجبة مع عمليات التهريب الإيرانية، وقال: في رأيي أن مستوى تهريب السلاح الإيراني لا يحظى على الأرجح بالاهتمام الذي يستحقه.

وقال مسؤول يمني كبير إن ثمة زيادة في عمليات تهريب السلاح إلى الحوثيين عن طريق عُمان لكنه لم يستطع القطع بما إذا كانت تلك الأسلحة إيرانية.

وقال رئيس أركان الجيش اليمني محمد المقدشي في مقابلة في الآونة الأخيرة مع التلفزيون اليمني الرسمي إنه يجب على سلطنة عُمان أن تكون أكثر تشددا فيما يتعلق بعمليات التهريب. وأضاف أنه يجري العمل على تشديد عملية حراسة النقاط الحدودية.

وقال مصدر عسكري يمني رفيع المستوى إن أحد مسارات التهريب يمر بمنطقة الشحن التي تعتبر أرضا حراما بين البلدين ومنفذا لدخول محافظة المهرة على امتداد الحدود اليمنية العمانية التي يبلغ طولها 288 كيلومترا.

ورغم أن هذه المنطقة من الناحية الرسمية تحت السيطرة الحكومية فهي طريق معروف لعمليات التهريب وتضعف فيها السلطة المركزية.

وبالإضافة إلى التهريب عبر مرافئ ثانوية على امتداد الشريط الساحلي اليمني قال المصدر إن وتيرة عمليات التهريب زادت "لأن إيران تشعر بأن الحوثيين في وضع صعب".

عُمان تنفي

وكان وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، نفى في لقاء موسع مع "عكاظ"، الخميس الماضي، المعلومات التي تحدثت عن تهريب السلاح الإيراني عبر عُمان إلى الانقلابيين.

وقال بن علوي: لا صحة لذلك، ولم يعبر عبر حدودنا سلاح. ونحن مستعدون إن حصلت أي شكوك أن نوضح. وقد وضحنا، ومستعدون للتوضيح للأشقاء في المملكة العربية السعودية.

وفي اجابته على سؤال حول عدم نفي عُمان لتلك الأنباء، قال بن علوي: ليس صحيحا، ولم يسألنا أحد من الأشقاء في المملكة العربية السعودية عن ذلك، حتى نعلم أن في أنفسهم شيئا. نحن لا علم لنا بصحته، ومنطقيا وأنت بصفتك صحفياً متميزا ستميز ذلك. المسافة بين سحار حيث نزلت الصواريخ ومأرب أكثر من أربعة آلاف كيلومتر، وهذه دعاية لم نرد عليها.. لأنها غير صحيحة.

كما نفت وزارة الخارجية العمانية، في بيان صحفي، اليوم (الخميس)، صحة الخبر الذي أوردته وكالة "رويترز"، حول تهريب أسلحة عبر أراضي السلطنة إلى اليمن.

وقال البيان: "إن السواحل اليمنية القريبة من السواحل العمانية لا تقع تحت نطاق أي سلطة حكومية في اليمن حيث أصبحت متاحة لتهريب السلاح".

وأكدت الخارجية العمانية، أن مثل هذه المسائل جرى مناقشتها مع عدد من دول التحالف وبريطانيا وأمريكا، وتم التأكد من عدم صحتها على الإطلاق.