صوت المواطن

بيوتنا مراكز تدريب للعمالة الوافدة!

ياسين البهيش

ياسين البهيش

أثناء مرافقتى لبناتي سنوات الابتعاث في أمريكا ثم في بريطانيا، رأيت وعشت ممارسة السكان هناك لتفاصيل حياتهم، أرى أنها نموذجية، فهم ملتزمون بأنظمة محددة في جميع شؤونهم، وأهم ما رأيت هو نظام ممارسة الأشغال والمهن والحرف والصيانة بأنواعها، سواء في التشييد والبناء أو الأعمال المصاحبة لها كالنجارة والحدادة والسباكة والتمديد الكهربائي وأعمال البنية التحتية..إلخ، إذ يمنع مزاولة العامل لأي حرفة إلا بعد اجتيازه اختبار تأهيل في مراكز متخصصة وتنتشر هناك، وبعد اجتيازه المرحلة يمنح رخصة مزاولة المهنة التي أتقنها، والمخالف سواء العامل أو صاحب العمل يتم تغريمهما معا، وبذلك يضمنون جودة العمل، مع ما يوفره كل ذلك، بدءا من التدرب في مراكز التأهيل والحصول على الرخصة، من مردود مالي كبير لخزينة الدولة، أي مكسب الحسنيين، العامل يستفيد، والدولة، مع ضمان تنفيذ العمل، وليس كما يحدث لدينا، من عشوائية، وكل وافد يزاول النشاط الذي يريد دون أن يتقنه، ما يسبب كثيرا من المشكلات لا يمكن حصرها في مقال موجز.

وما لفت نظري في أمريكا وبريطانيا التزام الجميع بأنظمة المرور بدقة، فلا يقطعون الإشارات، ويتوقفون عند التقاطعات في الشوارع الداخلية الخالية من الإشارة، والالتزام بالمسار الصحيح والسرعة المحددة على كل مسار، وغيرها من الأنظمة، مع حرص الفنيين في جهاز المرور على ضبط وتوقيت الإشارات الضوئية التوقيت السليم حسب الكثافة المرورية وحسب ساعات الذروة، ومن أهم الأنظمة المرورية التي يتم تنفيذها بالتنسيق مع بلدية المدن هو: نقل السيارات المصطفة في الشوارع في أماكن الوقوف من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر في أيام محددة لكل شارع وتواريخ محددة مكتوبة وموضحة على الشواخص (البوسترات)، ومن لا يلتزم سيجد قسيمة المخالفة ملصقة أو مثبتة على زجاج سيارته ولا تقل عن 100 دولار، لذلك يحرص الجميع على نقل سياراتهم إلى الجهة الأخرى، مما يفسح المجال لآليات النظافة الخرطومية (الشفط) لتنظيف الشوارع نظافة تامة، فلا تجد أي قطعة نفايات ولا غبار، ولا ترى عامل نظافة يتحرك ببطء ويقضي يومه دون القدرة على الانتهاء من التنظيف الكامل..! ولا نجد هناك سيارة تالفة (سكراب) ملقاة في أماكن التوقف، معطلة أماكن الوقوف عن المستفيدين، مع تشويه منظر الشوارع، وتحولها إلى مأوى للحيوانات الضالة أو مخازن للممنوعات، مع الإشارة إلى عدم ترك البلدية لأي حيوان ضال، فلديهم مرفق خاص للقبض عليها وإيداعها في ملاجئ وتعقيمها كي لا تتكاثر، بدلا من تعرضها للدهس كما هو حاصل لدينا، وأتمنى على مجلس شورانا والمختصين الإلمام بها وتطبيقها في بلادنا.