أخبار

الموصل ما بعد «داعش»

رأي عكاظ

لم يكن استيلاء تنظيم «داعش» على الموصل والنصف الشمالي للعراق في يونيو 2014 بالأمر الشاق كما هو الأمر في تحالف العالم لإخراجه، إذ إن هذا التنظيم الإرهابي استطاع بسهولة وبمؤامرة لم تستبن بعد خيوطها الاستيلاء على مدينة بحجم الموصل ذات الجذر التاريخي والموروث الحضاري في غفلة من الزمن.

وبمقدار ما كان هذا التنظيم إرهابيا وظلاميا وتسلطيا، تفلتت ونفرت منه بسرعة البيئة الحاضنة المفترضة التي سيطر عليها في تلك المناطق زاعما الدفاع عن مظلوميتها التي لا يختلف عليها أحد.

وها هو التنظيم الإرهابي المتلحف بلحاف الدين، يأتي موعد إخراجه من مسرح الأحداث في العراق، دون أن يلقى تعاطفا أو دفاعا عنه من أبناء السنة في العراق خصوصا من أهالي الموصل.

فـ«داعش» الذي استغل الظرف العراقي المضطرب، واستبداد نوري المالكي الطائفي للتمدد، كان نكبة تضاف إلى نكبات أبناء المكون السني في العراق، وكان فرصة للجهات الطائفية المقابلة في إنشاء حشد إجرامي طائفي لا يقل عنه إرهابا، أسرف في سفك دماء الأبرياء وعمل على تهجيرٍ وتغيير ديموغرافي لمناطق بعينها.

إن «داعش» في طريقه المحتوم إلى إخلاء ساحة العراق، وترك أبناء الموصل لمصيرهم.

سيرحل هذا التنظيم دون أن يجد من يتحسف عليه، فيما يظل من نكبوا به لا بواكي لهم.