إعلام

خان لـ «عكاظ»: «همس البحر» لرفع الوعي الصحي

«لمياء» من العناية المركزة إلى الإعلام

لمياء خان

علي مكّي (جدة)

أكدت منسقة الشؤون الإعلامية في قسم العلاقات العامة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الأستاذة لمياء خان أن المستشفى سينظم يوماً خاصاً بالتوعية بسرطان الثدي اليوم الأحد وذلك عبر توزيع المطويات التثقيفية والتوعوية بوجود طاقم طبي من أطباء وتمريض وفنيين. وتعد لمياء (مدير تحرير مجلة همس البحر الطبية الثقافية) من الكفاءات السعودية النشطة في مجال علاقات المجتمع والإعلام وتملك خبرات مضيئة في التصميم والتنسيق والإخراج أيضاً.. «عكاظ» التقتها فكان هذا الحوار:

• من الأدب الإنجليزي إلى إدارة الأعمال إلى الشؤون الإعلامية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.. ما الذي يربط بين هذه التنوعات؟ وما هي أجمل المراحل فيها؟

••الحياة سلسلة مترابطة أساسها العلم والمعرفة واستكشاف الجديد.. أحببت الأدب العربي أولاً وغصت في دهاليزه وعندما أحسست بالامتلاء وإن كان وقتياً اتجهت إلى الأدب الإنجليزي وهذا كان مجال دراستي الجامعية في مرحلة البكالوريوس. عملت بعدها في مجال التدريس الذي استهواني بعبقه ورائحته، حتى قرأت عن طريق الصحف أن هناك وظائف شاغرة في تخصصي جدة حباً في التغيير واكتساب معارف جديدة، تقدمت فنجحت وكان بدايتي الحقيقية في هذا الكيان الكبير.

بدأت بالعمل كمترجمة بين الفريق الطبي والمرضى في المستشفى في قسمي العناية المركزة والطوارىء لمدة أربع سنوات اكتسبت فيها خبرات مختلفة.. ومن ثم توجهت لقسم العلاقات العامة والشؤون الإعلامية حيث كانت لدي هواية ورغبة تجاه هذا القسم وأنشطته (التصوير، التصميم والإخراج، تنسيق الحفلات...) وبالفعل وضعت نفسي على أول طريق تحقيق الذات ودعمته بدورات تدريبية لتطوير قدراتي، ومنها كانت بداية تفكيري لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال ولله الحمد حصلت عليها بامتياز في نهاية عام 2011.

أما عن أجمل المراحل فصعب التحديد.. فلكل مرحلة ميزاتها وتأثيرها علي من الناحية المهنية والاجتماعية.

قصة الحياة

• أنت مديرة تحرير مجلة «همس البحر» وهي مجلة يصدرها المستشفى تعرف بأنها طبية ثقافية اجتماعية.. لماذا همس البحر؟ أليس اسماً رومانسياً فيما المسألة الطبية هي مسألة علمية بحثية؟



•هذا السؤال يتلجلج في عقول الكثير من قراء المجلة حتى أتت الإجابة المنطقية من سعادة الدكتور طارق بن عبد الله لنجاوي المدير العام لتخصصي جدة والمشرف على المجلة الذي برر هذه التسمية بقوله «إن اللغة كائن حي يستجيب لظروف البيئة ويتفاعل معها، فهناك علاقة ارتباط وثيقة بين المريض والبحر بحراك أمواجه وارتطامها بشواطئه وكأنها تأتي على عجل لتأخذ منه كل أمراضه وعذابه وشقائه النفسي في حركة رتيبة دائبة يشعر معها المريض أنه يرمي بأثقال نفسه وما ران عليها إلى البحر، إضافة إلى اتساع الأفق أمامه وامتداده وتلاقي حمرته مع لون البحر في زرقته، في لوحة فريدة رسمها الخالق سبحانه لجمال الطبيعة الساحرة فترتاح النفس وتستعيد طبيعتها وإيمانها بالخالق عز وجل، قد يرى البعض في هذه العلاقة قصة ترمز للحياة فالشمس تشق رحم السماء ثم تمضي لمستقر لها حتى ترمي بقرصها المستدير إلى أعماق البحر لتغسل عن نفسها عناء تعب يوم طويل، فتؤكد للناظر أن مثله مثل الشمس وهي ترمي بمعاناتها وآلامها في هذا العمق اللا متناهي. إن المتأمل في البحر تتموج صفحته برفق وحنان مشبعا بتلك الرائحة البحرية المميزة ينتابه إحساس أن هذا الموج يربت على ظهره يخفف عنه آلامه وعذابه فيملأ صدره بهوائه فتصفو نفسه وتتجدد تقته بخالقه. فالعلاقة بين الانسان والبحر أزلية قديمة فهو مستودع أسراره ومكنون ما في أعماقه والكل يعرف أن علاج أي مريض يعتمد بشكل أساسي على الناحية النفسية. فكان الاسم همس البحر في صلة ترابط من تداعي المعاني والأفكار بين الانسان والبحر منذ قديم الزمان».

• هل جعلتم المجلة ثقافية اجتماعية أيضاً كنوع من العلاج بالكلمات؟

••مما لاشك فيه أن للكلمة وقعا طيبا على النفس البشرية خصوصا تلك التي تنشد الراحة وتستكين للعلاج وقعها أكثر وأمضى خصوصا إذا كانت صادرة مغلفة بالأمل مسيجة برحمة الله تشد من عزيمة المريض وترفع من روحه المعنوية وتقوي مناعته بالأمل والرحمة والرجاء.

• شاهدتُ أعداداً من المجلة ولم يتم التركيز على استضافة المرضى في زواياها؟ أو يكتبون فيها مثلاً؟ لماذا لا تنشرون لهم مشاهداتهم وتجاربهم العلاجية ورؤاهم النقدية والإيجابية معاً؟

••هذه المجلة هي أحد إسهامات مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في التوعية الطبية الناجحة والإسهام بدور فعال ومؤثر في رفع درجة الوعي الطبي لدى القارئ من أجل مجتمع صحي بعيد عن المرض، لم نحاول جعلها خاصة بمرضى التخصصي فقط وإنما هي عامة وحق متاح لأفراد المجتمع وتذكيرهم بضرورة المحافظة على الصحة والنظافة والبيئة والإسهام بدور كبير في أهمية العلاج والمداومة عليه.

ومع ذلك تمت مقابلة مع الدكتور عبدالله فلاتة استشاري المسالك البولية المعروف رحمه الله حيث كان منوماً في المستشفى في أحد الأعداد وتم نشر قصص مرضى متشافين من السرطان في أعداد أخرى.

مهارات جديدة

• في سيرتك الذاتية، لاحظت أنك في عملك في المستشفى تقومين بعدد من الأدوار.. من الكتابة إلى التنسيق والتصوير والإشراف والتصحيح والتجهيز والمراجعة...الخ من أين لك الوقت لكل هذا؟ وهل تعتقدين أنك قد تنجحين في كل هذه الأدوار؟

••أحاول ولله الحمد أن أنشد الكمال في عملي طبقاً لقول معلم الإنسانية الخير (إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه)، إضافة إلى أن حبك للشيء واستمتاعك أثناء أدائه والمبادرة لتعلم مهارات جديدة يجعلك تتفانى فيه حباً وتذوب فيه عشقاً. وأنا أحببت عملي خصوصا أن في التخصصي بيئة عمل خلاقة تجبرك على أن تبدع وتجتهد وتحاول المواءمة بين الواقع القائم ووضعك الذي أنت فيه، والحمدلله ليس هناك أي ضغوط عمل بل ألاقي كل الدعم والتشجيع والعون سواء من والدتي الحبيبة أطال الله عمرها في المنزل ومن رؤسائي في العمل.

• ماذا قدمتم في تخصصي جدة للمجتمع في مجال التوعية والعمل الوقائي؟

••الكثير ولله الحمد.. أيام توعوية، مطويات تثقيفية مؤتمرات علمية معارض ومشاركات تثقيفية بالتعاون مع العديد من مؤسسات الدولة والجامعات والمدارس إضافة إلى مجلة همس البحر.