أخبار

«عكاظ» تفتح صندوق ألغاز الاختفاء الغامـــض للمبتعـث «الغنام» في نيو أورلينز

اختفى عند مفترق طرق بعد إجازة قصيرة ولـــــم يعد لمقر دراسته في تكساس منذ 2015

المبتعث المفقود محمد الغنام

تحقيق: خالد عباس طاشكندي

قبل عام ونصف العام، وتحديداً مساء يوم 28 مارس 2015، كان المبتعث السعودي محمد الغنام (25 عاماً) يقف أمام إحدى محطات الحافلات في مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا الأمريكية في انتظار رحلته المتجهة نحو مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس التي يدرس بإحدى جامعاتها ويقيم فيها مع شقيقته وزوجها، وذلك بعد أن قضى إجازة قصيرة ليومين في مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا برفقة عمه فاضل الغنام الذي استبقه وغادر بمركبته الخاصة إلى مقر دراسته بولاية أركانساس الأمريكية قبل موعد رحلة ابن أخيه بعدة ساعات، مؤكداً حينها أنه تلقى منه أكثر من رسالة نصية عبر الواتساب بعد افتراقهما بعدة ساعات بهدف الاطمئنان عليه بعد وصوله إلى سكنه في ولاية أركانساس، وكانت تلك الرسائل هي الأخيرة التي أرسلها الشاب محمد الغنام قبل أن ينقطع الاتصال به تماماً ويختفي في غياهب المجهول دون أن يترك أثراً يقتفى عن مكان وجوده وإلى أين حل، وما هو المصير الذي أفضى إليه، في واحدة من أكثر حوادث الطلاب المبتعثين في الخارج غموضاً.



من هو محمد الغنام؟

ملابسات الاختفاء

في صباح يوم الثلاثاء 24 مارس 2015 استقل المبتعث محمد الغنام إحدى حافلات شركة «جريهاوند» للسفريات (Greyhound) متجها في رحلة برية إلى مدينة هيوستن بولاية تكساس للالتقاء بعمه فاضل الغنام الذي سافر إلى هناك بمركبته الخاصة قادماً من مقر دراسته بولاية أركانساس لإتمام بعض الأوراق الرسمية في القنصلية السعودية، وفقا لما ذكرته وثائق التحقيقات التي أجريت في القضية.وكان الاثنان قد اتفقا مسبقاً على السفر إلى مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا لقضاء إجازة قصيرة هناك.

وفي مساء ذلك اليوم، تناول محمد الغنام وعمه فاضل وجبة عشاء بأحد مطاعم الوجبات السريعة ثم انطلقا بالسيارة تجاه مدينة نيو أورلينز ووصلا هناك في حدود الساعة الخامسة فجراً من يوم 25 مارس، وذهبا مباشرة للبحث عن فندق في الحي الفرنسي، ولكن نظراً لارتفاع التكلفة قررا حجز ثلاثة أيام بأحد فنادق ضاحية «ماتيري» بالقرب من الخطوط السريعة، ولا يبعد كثيراً عن الأماكن السياحية في المدينة.

الليلة الأخيرة

وفي تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الجمعة الموافق 27 مارس 2015، قرر فاضل الغنام المغادرة بمركبته الخاصة والعودة إلى مقر دراسته في ولاية أركنساس، على أن يعود ابن أخيه محمد في اليوم التالي بالحافلة إلى مقر سكنه في تكساس.

وقبل أن يهم بالمغادرة، طلب محمد الغنام من عمه أن يستقله بالمركبة إلى شارع «بوربون» وهو أحد أبرز المناطق السياحية في المدينة، وهناك افترقا، حيث غادر فاضل الغنام باتجاه ولاية أركانساس.

وبعد منتصف الليل، أرسل فاضل الغنام رسالة نصية عبر «الواتساب» طالبا من ابن اخيه الاتصال عليه، ولكن لم يصله أي رد، وفي الخامسة فجراً كتب رسالة نصية أخرى أبلغ فيها ابن أخيه بوصوله إلى سكنه في مدينة كونواي بولاية أركانساس، ثم جاءه الرد من محمد الغنام في الساعة 11:28 من صباح السبت 28 مارس 2015، برسالة كتب فيها: «عظيم..سعيد لسماع ذلك» واتبعها برسالة أخرى «أتمنى أن ترتاح جيدا»، وكانت هذه آخر رسالة تواصل فيها المبتعث محمد الغنام مع عمه فاضل ثم أغلق الهاتف، وانقطع بعدها دون أي أثر.



وكان المتوقع أن المبتعث الغنام سيغادر الفندق في الـ11 صباحاً من يوم السبت 28 مارس 2015 ليذهب إلى محطة الحافلات ومن هناك يغادر على إحدى رحلاتها إلى مقر سكنه في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، وذلك بحسب ما ذكره مسبقاً لعمه فاضل وأيضا لشقيقته وزوجها في سان أنطونيو.

ولكن علمت «عكاظ» من مصادر خاصة، أن المبتعث محمد الغنام قرر الخروج من الفندق في الثانية فجراً إلى جهة غير معلومة دون أن يبلغ أحداً من ذويه، كما أنه لم يستقل أي حافلة متجهة إلى مدينة سان أنطونيو، بحسب ما ذكر في التقارير الخاصة بالتحقيقات.

بيروقراطية الجهات المعنية أخرت البحث

ووفقاً لما ذكرته أسرة المبتعث محمد الغنام فإن أنظمة ولايتي تكساس ولويزيانا عرقلت إجراءات البحث عن المفقود بطلبات وإجراءات تعد بيروقراطية للغاية وأخرى يمكن اعتبارها تعسفية، فكل ولاية كانت تطلب من الأخرى بعض الأوراق المستحيلة وإجراءات يصعب على أسرة المبتعث المفقود توفيرها على وجه السرعة كالتوكيل أو التمثيل القانوني لاستكمال إجراءات البلاغ عن متغيب، ولذلك لم تبد شركات النقل والهاتف المحمول والبنك أي تجاوب مع أسرة المفقود حول تقديم معلومات كان من الممكن أن تقود لمكانه أو سبب اختفائه.

وما زاد الأمر صعوبة هو أن المدينة التي شهدت واقعة الاختفاء (نيو أورلينز) رفضت إصدار أي مذكرة أو بلاغ عن اختفاء محمد الغنام خلال الثلاثة أسابيع الأولى من الواقعة، معللة الأسباب بأن المفقود شخص بالغ ولم تر أي نوع من الخطورة على حياته.

وحتى بعد أن تواصلت السفارة السعودية وأسرة الطالب المختفي مع وزارة الخارجية الأمريكية، كانت هناك مماطلة وتأخير غير مبررين في التفاعل مع الحالة.

البحث في السجلات البنكية وكاميرات المراقبة

إسقاط الغنام من كشوفات الجامعة

بعد مرور فصلين دراسيين على تغيب المبتعث المفقود محمد الغنام، قامت جامعة تكساس بإسقاط الغنام من سجلاتها الجامعية، فيما لا يعتقد أساتذته أن تكون نتائجه الدراسية سبباً في اختفائه، بحسب ما نقلته بعض وسائل الإعلام الأمريكية.

شغفه بالتصوير

من النقاط المهمة التي لفتت الانتباه خلال متابعة حادثة اختفاء المبتعث محمد الغنام، هي شغفه الكبير بالتصوير، حيث اعتبر الغنام نفسه محترفاً في مجال التصوير الفوتوغرافي بحسب ما ذكره في سيرته الذاتية المدرجة على موقع «لنكد إن» الخاص بالسير الذاتية، وكتب في مقدمة سيرته: «أنا مصور لدي كامل المعدات لتغطية كل ما تريدونه في المناسبات والحفلات وحتى الصور الشخصية، أنا أحب هذا العمل لذلك إذا كنت تريد أن تكون ذكرياتك في يديك فبإمكانك الاتصال على الرقم المدون بالأسفل».

كما لفتت العديد من الصور الاحترافية التي نشرها المبتعث الغنام قبل حادثة اختفائه، سواء على حساباته الشخصية في موقع «انستغرام» و«فيسبوك» أو ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي وهو يمارس هوايته في التصوير الاحترافي، الانتباه إلى أنه كان يحمل خلال تنقله كاميرا احترافية باهظة الثمن، وهذا الأمر دفع «عكاظ» إلى توجيه سؤال إلى شقيقته وزوجها يحيى التمار بعد عدة أيام من حادثة الاختفاء، حول ما إذا كان الغنام يحمل معه تلك الكاميرا أثناء رحلته الأخيرة إلى نيو أورلينز، فأجابا حينها بأن الكاميرا غير موجودة بالمنزل، أي أنه من المحتمل أنه أخذها معه في رحلته الأخيرة، وهذا النوع من الكاميرات يصل سعرها إلى أكثر من خمسة آلاف دولار، وهو ما أثار الشكوك بأن المبتعث الغنام ربما كان مستهدفاً بدوافع السرقة لحمله مثل هذه الكاميرا باهظة الثمن.

اختفاء الكاميرا !

بالرغم من تأكيدات شقيقة المبتعث محمد الغنام وزوجها يحيى التمار بعدم وجود الكاميرا الاحترافية في مقر سكنه في تكساس، وهو ما أعطى انطباعا أنه حملها معه في رحلته الأخيرة، إلا أن عمه فاضل الغنام أكد لـ«عكاظ» أنه لم يشاهد تلك الكاميرا أثناء تواجده معه، موضحاً أن جميع الصور التي التقطت خلال رحلة نيو أورلينز تم التقاطها عبر كاميرا الموبايل فقط.

ومن جهته، أشار علي الغنام الشقيق الأكبر للمبتعث المفقود إلى أنه بحث عن الكاميرا وسأل أصدقاء شقيقه حول ما إذا كان أحدهم قد استعار الكاميرا، ولكنه لم يجد أي إجابة عن مكان وجودها.

الحياة في نيو أورلينز

أكد أنه لم يلحظ أي تغيرات على ابن أخيه فاضل الغنام لـ «عكاظ» : رسالته الأخيرة كانت مريبة



طرحت «عكاظ» تساؤلات عدة على فاضل الغنام، عم المبتعث المفقود، عن ابن أخيه وملابسات حادثة الاختفاء، وأسباب مغادرته مدينة نيو أورلينز مساء اليوم الثاني رغم أنهما حجزا الفندق لثلاثة أيام، وما إذا لاحظ أن هناك أمورا غير طبيعية لها علاقة بالحادثة. وأجاب الغنام، مبيناً أنه منذ البداية لم يكن مخططاً للسفر إلى مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا، موضحاً أن ابن أخيه أقنعه لاحقاً بالسفر معه إلى نيو أورلينز لقضاء إجازة قصيرة خلال عطلة ربيع العام الماضي 2015 (Spring Break)، وذلك عندما التقى به في مدينة هيوستن التي سافر إليها بمركبته الخاصة قادماً من مقر إقامته بولاية أركانساس لإنهاء بعض الأوراق الرسمية في القنصلية السعودية.

وأضاف، أن تلك الرحلة كانت الزيارة الأولى له لمدينة نيو أورلينز، في حين زارها ابن أخيه أكثر من مرة ولديه معرفة جيدة بأماكنها السياحية وشوارعها الرئيسية.

وحول أسباب مغادرته المفاجئة لمدينة نيو أورلينز مساء اليوم الثاني رغم أن حجز الفندق الذي أقاما به كان لثلاثة أيام، أجاب الغنام، أنه شعر بعدم ارتياح من طبيعة المدينة الصاخبة، وأن شدة ازدحامها لم يناسبه تماماً، ولذلك اتفق مع ابن أخيه في اليوم الثاني على أنه سيغادر مساء إلى مقر دراسته في ولاية أركانساس، بينما يغادر ابن أخيه صباح اليوم التالي إلى مقر دراسته في سان أنطونيو عبر الحافلة، إذ أبلغه مسبقاً بأنه قطع تذكرة السفر.

وأكد الغنام أنه لم يلحظ أي تغيرات على ابن أخيه، مشيرا إلى أنه تحدث معه خلال الرحلة عن أمور عديدة مثل الدراسة وخططه المستقبلية والكثير من الأمور الشخصية، واصفاً محمد الغنام بأنه شاب اجتماعي ولديه الكثير من الأصدقاء.

وأشار إلى أنه لم يشعر بأي مخاوف حول مستوى الأمان في المدينة أو أي مخاطر محيطة بالأماكن التي زاروها.

وقال الغنام، بعد مغادرتي في ذلك المساء، لم يحدث بيننا أي اتصال هاتفي، واكتفيت بإرسال رسالة عبر الواتساب فجراً لأطمئنه بأنني وصلت مدينتي لكنه لم يرد وقتها وتوقعت أنه نائم، وصباحاً رد برسالتين، ولكن كانت رسالته الأخيرة التي كتب فيها «أتمنى أنك ترتاح جيداً» غريبة بعض الشيء، إذ إن لغة الرسالة لا تتوافق مع أسلوب ابن أخي، لقد انتابني شعور مريب وكأنما هناك شيء يخفيه أو محاولة تصنع أن كل شيء على ما يرام، وبعد أن انقطع الاتصال به تماماً وتأكد تغيبه واختفاؤه، تضاعف حينها شعوري بأنه ربما لم يكن هو من كتب الرسالة الأخيرة.

قال إن القضية «نامت».. والشرطة الأمريكية لم تتواصل معه منذ عام شقيق المفقود: بطء الإجراءات قتل القضية..ولم أقابل السفير

تحدث علي الغنام، الشقيق الأكبر للمبتعث المفقود محمد الغنام، عن العديد من التفاصيل حول قضية اختفاء شقيقه، ومعاناة أسرته في متابعة القضية وإجراءات البحث التي تضاعفت تعقيداتها في البداية نتيجة لتقصير بعض موظفي القنصلية السعودية في هيوستن في التعامل مع بلاغ الاختفاء بجدية، ما تسبب في ضياع الكثير من الوقت وتأخير البدء العملي في عملية البحث عن شقيقه لأكثر من ثلاثة أسابيع.

وبين لـ «عكاظ» أنه عندما اتصل في بادئ الأمر على القنصلية السعودية في مدينة هيوستن للإبلاغ عن الحالة، أجابه الموظف الذي تلقى البلاغ بأنهم سيعاودون الاتصال عليه في أقرب وقت، ولم يعاود أحد الاتصال لعدة أيام، مشيراً إلى أن الموظف الذي تلقى البلاغ لم يتعامل مع الحالة باهتمام كاف أو كما يجب ولم يراع الظروف النفسية لأسرته، مؤكداً أن لديه تسجيلات بالمحادثات توضح مماطلة موظفي القنصلية في التعاون والتفاعل وعدم التجاوب مع الظرف الطارئ، مضيفاً أنه أبلغ الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن في ذات التوقيت واكتفوا بإبلاغه بأن الموضوع أحيل إلى الجهات المتخصصة من دون إفادته بأي تفاصيل. وقال الغنام إنه حصل من أحد المعارف على رقم الهاتف الخلوي الخاص بالأستاذ عادل الجبير وكان حينها السفير في واشنطن، ما ساهم في تسريع الإجراءات بشكل عاجل بمجرد الاتصال عليه، مضيفاً أنه وعده بتغطية تكاليف سفره إلى العاصمة واشنطن لمتابعة القضية مع الشؤون القانونية في السفارة، إلا أن تعيين الجبير وزيراً للخارجية في ذلك الوقت أجل الكثير من الأمور.

وأكد أن تأخر إجراءات تعيين الممثل القانوني أثرت سلباً على مجريات القضية، وترتب عليها سلبيات أخرى، إذ إن المحققين عندما ذهبوا لمشاهدة ما رصدته كاميرا الفندق الذي أقام به شقيقه قبل أن يختفي بعد وقت وجيز من مغادرته، وجدوا أن إدارة الفندق قامت بمسح تسجيلات كاميرات المراقبة بحجة أنها تفعل ذلك دورياً كل أسبوعين إذا لم يصلها أي بلاغ رسمي يستدعي عدم مسحها، وبالتالي لم يستطيعوا الوصول لأي معلومات قد تقود لكشف ملابسات اختفائه، مبيناً أن المحققين فشلوا أيضاً في الوصول لمعلومات الحساب البنكي لشقيقه لمعرفة آخر العمليات التي قام بها وذلك بسبب تعقيدات متعلقة بسياسات الخصوصية للعملاء. وحول أبرز احتمالات أسباب اختفاء شقيقه، أوضح الغنام أن الشرطة رجحت احتمالاً غريباً وهو أن شقيقه ربما قرر التخفي من تلقاء نفسه نتيجة لضغوطات الدراسة أو ظروف نفسية تعرض لها ودفعته لاتخاذ قرار الاختفاء والابتعاد عن الآخرين دون الإفصاح عن مكان وجوده، لكنه أكد استبعاده لمثل هذا الاحتمال تماماً لمعرفته بطبيعة أخيه وشخصيته البعيدة عن مثل هذه التصرفات، مرجحاً احتمال تعرضه لجريمة جنائية.

وعن آخر المستجدات في القضية، أفاد الغنام بأن السفارة في واشنطن وافقت أخيرا على التعاقد مع محقق خاص بالقرب من مقر إقامته في مدينة ميامي بولاية فلوريدا لتخفيف عناء وتكاليف السفر إلى نيو أورلينز لمتابعة نتائج التحقيقات.

كما تحدث عن تواصل الشرطة الأمريكية معه، قائلاً إنه التقى خلال الأشهر الأولى من الحادثة برئيس شرطة مدينة نيو أورلينز ووعده بأنه سيفعل كل ما بوسعه لمعرفة مصير شقيقه محمد وتواصل معه أيضاً بعدة رسائل نصية ليطمئنه على استمرار سير التحقيقات، ثم توقف عن التواصل فجأة، واصفاً القضية بأنها «نامت» ولم يعد يتلقى أي اتصالات من قبل الشرطة منذ أكثر من عام، وأنه تحمل تكاليف السفر إلى واشنطن لأكثر من 10 مرات خلال هذا العام لمتابعة ملف القضية مع محامي السفارة السعودية وممثلها للشؤون القانونية فهد الرواف.

وختم حديثه، بأنه حاول كثيرا طلب ملاقاة سفير المملكة في واشنطن لتحريك ملف القضية والضغط على الجهات الأمنية لاستخراج المزيد من المعلومات المعلقة التي قد تساهم في فك شفرات لغز الاختفاء الغامض، إلا أن أنه لا يزال في انتظار تحديد الموعد، مناشداً المسؤولين دعم هذه القضية بتسهيل جميع الإجراءات اللازمة والمعنوية لمعرفة مصير شقيقه.

محامي السفارة بواشنطن لـ «عكاظ»: جهـود البحث عن الغنام مازالت مستمرة

تواصلت «عكاظ» هاتفياً مع مسؤول الشؤون القانونية في السفارة السعودية بواشنطن المستشار القانوني فهد الرواف، وفي البداية امتنع عن الإفصاح عن أي معلومات تخص قضية اختفاء المبتعث محمد الغنام، مبرراً موقفه بأن القضية لا تزال قائمة ومنظورة لدى الجهات المعنية، إلا أنه عاود الاتصال عبر البريد الإلكتروني، موضحاً تفاصيل مهمة حول الجهود التي قدمتها السفارة في واشنطن والقنصلية في هيوستن منذ اختفاء المبتعث محمد الغنام في شهر مارس 2015. وبحسب ما جاء في التوضيح المرسل عبر البريد الإلكتروني، قامت القنصلية السعودية في هيوستن بتعيين محقـق خاص للبحث والتحري عن المبتعث المفقود في ولايـة تكسـاس التي اختفى فيهـا، ولـم يتم العثـور علي أي أدلـة حول مكـان اختفائـه، فيما قامـت السفارة في واشـنطن بعد ذلـك بتكليف فريـق يتكون من محام وثـلاثة محققين للبحث والتحـري عن المفقـود، وتـمت مراجعـة السجلات والبيانات البنكية والهاتفية كافة، وإجـراء العديد من المقابلات واللقاءات مــع كافـة الأشخاص الذيـن كـانت لهم عـلاقة بالمذكـور قبـل اختفائـه. كمــا تواصل فريق البحـث والتحري مـع السـلطات الأمريكية المختصة لمعرفة أي دلائـل تشـير إلى مكان اختفائــه، وتـمت مراجعـة العـديد من المستشفيات، وأقسـام الشرط، والعـديد من الأماكـن والمواقـع التي قـد يكـون المذكور قـد زارهـا أو تـردد عليهـا في كل من ولايـة تكساس، وولايـة لـويزيانا. وحتى اليوم لـم يتـم العثـور على المواطن المفقـود، والجهـود مـازالـت مستمرة ومتواصلـة مـع الجهات الأمريكية للبحث والتحري عن مكان اختفائـه.