أخبار

«عكاظ» تكشف تفاصيل «الصفقة المشبوهة» بين طهران وأربيل

أراضي العرب للأكراد.. ودعم عسكري إيراني للبيشمركة

Newly displaced Iraqi's who fled from the city of Mosul, Iraq's last major Islamic State (IS) group stronghold, cry as they are reunited with their relatives who came two years ago to the refugee camp in the Khazer area, near near the Kurdish checkpoint of Aksi Kalak, some 40 kilometres east of Arbil following their arrival on October 26, 2016. The United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA) Stephane Dujarric told reporters that almost 9,000 people are internally displaced as a result of the Mosul military operation in Iraq. Lise Grande, the U.N. humanitarian coordinator for Iraq, said the military operations to retake Mosul could spark the largest humanitarian crisis in 2016 as the security situation in the area restrains aid agencies' ability to deliver help. / AFP / BULENT KILIC

«عكاظ» (بغداد)

ليلة الأحد الماضي لم تكن ليلة عادية في مهمة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني التخريبية في العراق، فقد وصل على رأس نخبة من ضباط الحرس إلى أربيل بشكل مفاجئ، وزار أهالي جنود البيشمركة الذين قتلوا في الحرب على «داعش» وقدم لهم الهدايا.

صباح الإثنين كان سليماني برفقة ضباطه يعقدون لقاءات أمنية حساسة للغاية مع القادة الأمنيين الأكراد في أربيل، هذه اللقاءات بحثت بعمق في الجغرافيا وخصوصا المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد، إضافة لوضع الأكراد في سهل نينوى وفقا لمعلومات بالغة الدقة سربتها لـ«عكاظ» مصادر أمنية عراقية.

الاجتماع السري تمخض عن اتفاقات عدة بين سليماني والقادة الأمنيين في أربيل، وهي اتفاقات تلغي الاتفاقات التي جرى بموجبها التحالف العربي السني الكردي لحماية الجغرافيا والتمدد الإيراني مع تأجيل بحث أمر المناطق المتنازع عليها إلى ما بعد تحرير الموصل.

وبموجب التفاهمات الجديدة بين طهران وأربيل تعهد سليماني للأكراد بإنهاء مسألة الأراضي المتنازع عليها مع العرب وتسليمها للأكراد كاملة بعد تحرير الموصل، على أن تكون هذه المناطق ذات أغلبية كردية وشيعية مع تواجد نسبة قليلة من العرب السنة، مقابل أن يتلقى إقليم كردستان الدعم السياسي والعسكري من إيران عبر الحكومة المركزية في بغداد.

ومن ضمن التفاهمات تشكيل غرفة عمليات مشتركة يتولاها سليماني مع ضباط النخبة في الحرس الثوري، وضباط البشمركة على أن ينسحب الأكراد من غرفة العمليات المشتركة الكردية العربية التركية. ووضع سليماني لواء «فاتحين طهران» أحد ألوية فيلق القدس في خدمة الاتفاق الكردي الإيراني على أن يكون الداعم الأساسي لقوات البشمركة في معركة الموصل. وعلى ضوء هذا الاتفاق تغيرت سياسات الأكراد سياسيا وعسكريا في الميدان تجاه تحالفهم مع العرب والأتراك دون أن يعلنوا انسحابهم من التحالف، فسارعت قوات البيشمركة إلى استغلال الهجوم الذي شنه «داعش» على كركوك، وبدأت بعمليات هدم طالت العشرات من منازل السكان العرب في محافظة كركوك.

وقال عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية ظافر العاني في بيان تسلمت «عكاظ» نسخة منه إن القوات الكردية هدمت نحو 60 منزلا للسكان العرب في حي واحد وسط كركوك.

وكشف تقرير أمني عراقي أن قوات البيشمركة استغلت الهجوم الذي قامت به «داعش» على كركوك للقيام بعملية تهجير واسعة للعرب في المحافظة، فيما أعلنت وزارة الهجرة العراقية رسميا أمس الأربعاء عن أكبر موجة نزوح للعرب من المحافظة بسبب المضايقات والضغوط التي يتعرضون لها. وقال التقرير الذي اطلعت «عكاظ» على محتوياته إن جميع التفاهمات والاجتماعات مع الأكراد لوقف نزوح الأهالي من المحافظة لم تصل لأية نتائج، الأمر الذي يشير إلى تفكك التحالف العربي الكردي بسبب معركة الموصل. وبذلك يكون سليماني قد أبعد الحشد الشعبي أعين الإعلام بأنه هو من يقوم بعمليات القتل والتهجير للعرب السنة في المناطق العراقية.