رياضة

سعد الشهري.. الحلم يستعيد عافيته

إبراهيم حلواني

عندما تتقاطر نتائج العمل المضني عرقاً ينضح مسؤوليةً..

وتحضر فرحة الإنجاز انتصاراً يبهج وطناً..

والأحلام التي كانت مهشمة في سنين مضت..

تبدأ باستعادة عافيتها.. والترقب يغدو مبهجاً..

فإن وراء ذلك –ولا شك- قائدا خطّ ملامح الطريق بحرفة وإتقان..

واكتملت في عقليته خيوط المنجز بدايةً.. ونهايةً أيضاً..

لم يرتكن إلى شموع الحظ والصدفة لتنير دربه..

بل أضاءه بمشعل الجد والمثابرة..

عين فاحصة وبصيرة ملهمة..

مكنته وفريقه من انتقاء أجمل باقات اللاعبين..

ثم كانت الرعاية منه كبستاني بارع يحتضن زهراته..

ويعلم أن بضعة قطرات من ندى التدريب والتوجيه..

ستزيد تلك الورود نضارةً.. وألقاً..

مسامع النجوم الصغار دأبت على الإنصات لصوته مجلجلاً:

«مهر الفرح غالٍ.. والنجاحات لا تُشترى بأيسر الأثمان..

الوطن يستحق منا الكثير.. وأنتم قادرون».

سعد الشهري.. مدرب الأخضر الشاب.. وعرّاب التأهل إلى كوريا 2017..

الاسم الأكثر ترددا اليوم –ربما- في مواقع التواصل السعودية..

كيف لا.. وهو من أفرح الملايين وبدّل قناعات المتابعين..

سعادته لم تكمن في تلك المكاسب التي حققها..

بل في طريق متعرجة نجح ومساعدوه في سلوكها بإبهار..

مدرب وطني قادم.. بإمكانيات عالمية..

ليس غريباً عليه أن يصل بكتيبته إلى كأس العالم..

فقد زارها قبلهم قائداً لشباب الأخضر في نيجيريا 99..

وما بين تلك الرحلة والمحطة القادمة..

لم تختلف التفاصيل كثيراً..

سعد يحفظ دهاليسها عن ظهر قلب..

والنتيجة.. منتخب شاب انتزع التأهل من أفواه أسود الرافدين..

والحجز إلى كوريا الجنوبية.. بات الآن مؤكداً..

هدفٌ عظيم تحقق من جملة أهداف رسم خارطتها..

ولكن يبدو أنه ما زال لرحيق البهجة بقية ليرتشفها..

مباراتان قد تتسيد فرقته على إثرها منتخبات القارة الصفراء..

المسافة قريبة.. والمسار تشوبه بعض الوعورة..

فهل تستعصي على قائد ماهر عبورها وتطويعها؟

فالجماهير عطشى.. ولعله حان وقت الارتواء..

كلنا معكم وأنتم لها يا سعد.