الظفيري لـ«عكاظ»: لم أضع قبيلتي في مأزق «التصويت»
وصف الحميدي الثقفي بـ«الشاعر المبدع» و«المغرد السيئ»
الخميس / 26 / محرم / 1438 هـ الخميس 27 أكتوبر 2016 20:45
حوار: عبدالله عبيان
لم يخف الشاعر مطر الروقي تذمره من المسابقات الشعرية، لافتا إلى أن التكسب المالي وعدم الاهتمام بالقيمة الفنية للشعر أفسدا تلك المسابقات، على الرغم من أنها فتحت نوافذ الضوء للكثير من المواهب الجميلة.
وقال الروقي في حوار مع «عكاظ» إن الشعر بمفهومه الإبداعي ومواهبه الحقيقية توقف عند جيل الثمانينات، مبينا أن الشعراء الحاليين وقعوا في فخ النظم ورصف المفردات البعيدة عن فنيات الشعر.
وعن شعر المحاورة، أوضح الروقي أن طبيعة عمله ودراساته العليا أبعدته عن هذا الفن الذي يعشقه، لافتا إلى الشعراء المتطفلين أفسدوا هذا اللون الأصيل، وقال إن إدخال الدف على المحاورة يعد تجربة للتطوير فيها نوع من المغامرة غير المحسوبة بدقة.
الروقي الذي تنهمر قصائده كالمطر عذوبة وسلاسة، تحدث عن جوانب كثيرة، مشيرا إلى أهمية الشعر في المناسبات الوطنية والحماسية، بدءا من حسان بن ثابت، وصولا إلى خلف بن هذال.. وإلى نص الحوار:
• كيف ترى الشعر وساحته هذه الأيام؟ وهل تجد في ما ينشر من قصائد ما يشبع ذائقتك؟
•• بصراحة لا.. لا الشعر كما هو ولا ساحته كما هي؛ إذ تفرق دم الشعر في وسائل التواصل الاجتماعي وتمرد على ساحته التقليدية تلك، والشاعر الآن يولد وفي جيبه ساحته وقصيدته. أما القصائد فلم أعد أشعر بتلك الدهشة نحوها، بل إني عدت أبحث عن الشعر في أماكنه القديمة.
• هل اتجاهك لكتابة المقال الصحفي اليومي في جريدة الشرق، يمثل اعترافا ضمنيا بأن ساحة الشعر لم تعد مغرية؟
•• كتابتي للمقال لا تمثل أي اعتراف أبدا؛ فأنا كنت أكتب للهروب من الاعترافات، وليس لكتابتي علاقة بالشعر وساحته، كنت أكتب لأن جزءا مني يحب كتابة المقال بالقدر الذي يحب جزء آخر كتابة القصيدة، فتوهمت أني قادر على كتابة مقال له ملامح القصيدة وفشلت، فهل يكفي هذا الاعتراف؟
• هل تعني أنك فشلت في كتابة المقال ولن تعود لكتابة العمود الصحفي مستقبلا؟
•• لا أظن أني قادر على تلبية الدعوة لعمود يحسب علي عدد الكلمات، ولا يقدر أو يفهم لغة الصمت التي نلوذ بها كلما عجزنا عن الكلام.
• ولكن في حملة الانتقاد التي تعرض لها وزير الخدمة المدنية أخيرا، حضر صوت عايض الكاتب وغاب عايض الشاعر.. ما تفسير ذلك؟ هل ترى بأن الشعر لا يصلح لمناقشة مثل هذه القضايا؟
•• طبعاً، يجب أن يُحترم الشعر ولا يدخل هذه الميادين إلا ساخراً منها فقط.، وشعر السخرية فن يجيده القلة وقد يكون نادراً جداً الآن، وأنا بشكل عام ضد أن يكتب الشاعر قصيدته في كل شيء. فالشعر يجب أن يختار ولا تختار له. وبصدق أحزن كثيراً على أبيات عُلّقت على هاشتاق نصب لها فقط، لأن شاعرها لم يعرف وقتها كيف يصيغ جملة واستسهل عليها كتابة بيت من الشعر.
• يكرس شعراء حفر الباطن لما يسمونه «المدرسة الحفراوية».. ما هي ملامح تلك المدرسة؟
•• هذا الاسم أطلقه الإعلام وبدأت شرارته عن طريق الشاعر حمد السعيد في «شاعر المليون». وبعيدا عن اتفاقي أو اختلافي مع المسمى، دعني أقول لك أبرز ملامح تلك «المدرسة» إن صح التعبير؛ أنها تنحاز للشعر الحقيقي، فمدينة حفر الباطن البعيدة عن الإعلام خرجت فجأة وشد شعراؤها أنظار المهتمين والنقاد وذلك لأنهم قدموا تجربة فيها هم إنساني عميق وسامٍ، كادت ملامحه تموت بسبب الإعلام الشعبي الفضائي الذي كرس كل جهده لصالح مدرسة واحدة من الشعر، ما جعل ظهور شعراء الحفر ملفتاً ومختلفاً، فقد كان لهم داخل القصيدة بيت ورؤى يقدمونها تجاه نظرتهم للحياة البسيطة العميقة بكل ما فيها من تفاصيل.
• ولكن هناك شعراء لم يعترفوا بها ومنهم بدر اللامي.. ما تعليقك؟
•• بدر منها وفيها سواء اعترف بذلك أم لا.
• «شاعر المليون» يعتمد بنسبة كبيرة على تصويت الجمهور، وهذا ما أوقع كثيرا من الشعراء في مأزق العزف على أوتار القبيلة.. لكنك ابتعدت عن القبيلة ونجحت في المسابقة.. ما هي الخلطة السرية التي قادتك للنجاح؟
•• لم يكن هناك أي خلطة سرية في الموضوع، بل كانت خلطة مكشوفة تماماً، لكن لمن يجرؤ فقط. ومن المعيب في رأيي أن يضع الشاعر قبيلته وأحياناً أخرى وطنه في مأزق مثل هذا. والموضوع لا يتعدى أكثر من كونه «مسابقة شعرية»، وعلى الشاعر أن يقدم قصيدته ويترك الحكم للجنة ثم الجمهور، ومن المحزن في الموضوع أن هناك شعراء سوقوا أن البرنامج يطلب منهم ذلك، وأنا وبكل صدق لم ألمس لا من بعيد ولا من قريب ما زعموه عن البرنامج.
• تقول إن «المشهد السياسي لوحة كبيرة جداً، مشاهدتها عن قرب تجعلك لا ترى سوى تفاصيل جزء من اللوحة»، وهذا يتفق مع قول ابن عربي «شدة القرب حجاب»، من أي زاوية تنظر إلى أحداث المنطقة ومعتركاتها العسكرية؟
•• لا أستطيع كإنسان إلا أن أحزن على حالنا وحال منطقتنا التي يموت فيها الإنسان لأحداث لم يصنعها ولم يشارك في صناعتها، ويكون الموت ثمنا لموقف لم يتخذه. ومهما كان لي من الوعي أو الإدراك الجيد لقراءة المشهد السياسي إلا أن آدميتي تجعلني أقف ضد كل هذا الدمار والخراب والموت في كل أنحاء العالم.
• تجاهلت دور مجلس الشورى وقلت إنه مجلس صوري، إذ تقول في مقطع شعري ساخر:
«مجلس الشورى حبيبي.. فاقدينك.. يا خي طمّنا عليك.. ابتسم/ازعل/تحرّك» إلى أن تقول: «سو حاجة تنحسب منّك عليك.. فاقدينك.. مجلس (الصورة) حبيبي».
ماذا تريد من مجلس الشورى وما أوجه القصور التي يعاني منها المجلس؟
•• بالعكس أنا أتعاطف مع أعضاء المجلس، ويكفي أن مكافآتهم تم تقليصها.
• تنحاز إلى فهد عافت في وسائل التواصل الاجتماعي ولكنك بالمقابل «تشاكس» الحميدي الثقفي.. ما السر وراء ذلك؟
•• لا يوجد سر، وليس لدي أسرار. الحميدي شاعر مبدع ومغرد سيئ، هذا كل ما في الأمر. أما فهد عافت، فهو بطبيعته لا يشاكس في تويتر، كما أنه اختفى في محيط السناب شات، وفهد نجح في وسائل التواصل أكثر من غيره وهذا يعود لخبرته الصحفية، فهو قريب من كل ما يحب رياضة وشعرا وفنا.
وقال الروقي في حوار مع «عكاظ» إن الشعر بمفهومه الإبداعي ومواهبه الحقيقية توقف عند جيل الثمانينات، مبينا أن الشعراء الحاليين وقعوا في فخ النظم ورصف المفردات البعيدة عن فنيات الشعر.
وعن شعر المحاورة، أوضح الروقي أن طبيعة عمله ودراساته العليا أبعدته عن هذا الفن الذي يعشقه، لافتا إلى الشعراء المتطفلين أفسدوا هذا اللون الأصيل، وقال إن إدخال الدف على المحاورة يعد تجربة للتطوير فيها نوع من المغامرة غير المحسوبة بدقة.
الروقي الذي تنهمر قصائده كالمطر عذوبة وسلاسة، تحدث عن جوانب كثيرة، مشيرا إلى أهمية الشعر في المناسبات الوطنية والحماسية، بدءا من حسان بن ثابت، وصولا إلى خلف بن هذال.. وإلى نص الحوار:
• كيف ترى الشعر وساحته هذه الأيام؟ وهل تجد في ما ينشر من قصائد ما يشبع ذائقتك؟
•• بصراحة لا.. لا الشعر كما هو ولا ساحته كما هي؛ إذ تفرق دم الشعر في وسائل التواصل الاجتماعي وتمرد على ساحته التقليدية تلك، والشاعر الآن يولد وفي جيبه ساحته وقصيدته. أما القصائد فلم أعد أشعر بتلك الدهشة نحوها، بل إني عدت أبحث عن الشعر في أماكنه القديمة.
• هل اتجاهك لكتابة المقال الصحفي اليومي في جريدة الشرق، يمثل اعترافا ضمنيا بأن ساحة الشعر لم تعد مغرية؟
•• كتابتي للمقال لا تمثل أي اعتراف أبدا؛ فأنا كنت أكتب للهروب من الاعترافات، وليس لكتابتي علاقة بالشعر وساحته، كنت أكتب لأن جزءا مني يحب كتابة المقال بالقدر الذي يحب جزء آخر كتابة القصيدة، فتوهمت أني قادر على كتابة مقال له ملامح القصيدة وفشلت، فهل يكفي هذا الاعتراف؟
• هل تعني أنك فشلت في كتابة المقال ولن تعود لكتابة العمود الصحفي مستقبلا؟
•• لا أظن أني قادر على تلبية الدعوة لعمود يحسب علي عدد الكلمات، ولا يقدر أو يفهم لغة الصمت التي نلوذ بها كلما عجزنا عن الكلام.
• ولكن في حملة الانتقاد التي تعرض لها وزير الخدمة المدنية أخيرا، حضر صوت عايض الكاتب وغاب عايض الشاعر.. ما تفسير ذلك؟ هل ترى بأن الشعر لا يصلح لمناقشة مثل هذه القضايا؟
•• طبعاً، يجب أن يُحترم الشعر ولا يدخل هذه الميادين إلا ساخراً منها فقط.، وشعر السخرية فن يجيده القلة وقد يكون نادراً جداً الآن، وأنا بشكل عام ضد أن يكتب الشاعر قصيدته في كل شيء. فالشعر يجب أن يختار ولا تختار له. وبصدق أحزن كثيراً على أبيات عُلّقت على هاشتاق نصب لها فقط، لأن شاعرها لم يعرف وقتها كيف يصيغ جملة واستسهل عليها كتابة بيت من الشعر.
• يكرس شعراء حفر الباطن لما يسمونه «المدرسة الحفراوية».. ما هي ملامح تلك المدرسة؟
•• هذا الاسم أطلقه الإعلام وبدأت شرارته عن طريق الشاعر حمد السعيد في «شاعر المليون». وبعيدا عن اتفاقي أو اختلافي مع المسمى، دعني أقول لك أبرز ملامح تلك «المدرسة» إن صح التعبير؛ أنها تنحاز للشعر الحقيقي، فمدينة حفر الباطن البعيدة عن الإعلام خرجت فجأة وشد شعراؤها أنظار المهتمين والنقاد وذلك لأنهم قدموا تجربة فيها هم إنساني عميق وسامٍ، كادت ملامحه تموت بسبب الإعلام الشعبي الفضائي الذي كرس كل جهده لصالح مدرسة واحدة من الشعر، ما جعل ظهور شعراء الحفر ملفتاً ومختلفاً، فقد كان لهم داخل القصيدة بيت ورؤى يقدمونها تجاه نظرتهم للحياة البسيطة العميقة بكل ما فيها من تفاصيل.
• ولكن هناك شعراء لم يعترفوا بها ومنهم بدر اللامي.. ما تعليقك؟
•• بدر منها وفيها سواء اعترف بذلك أم لا.
• «شاعر المليون» يعتمد بنسبة كبيرة على تصويت الجمهور، وهذا ما أوقع كثيرا من الشعراء في مأزق العزف على أوتار القبيلة.. لكنك ابتعدت عن القبيلة ونجحت في المسابقة.. ما هي الخلطة السرية التي قادتك للنجاح؟
•• لم يكن هناك أي خلطة سرية في الموضوع، بل كانت خلطة مكشوفة تماماً، لكن لمن يجرؤ فقط. ومن المعيب في رأيي أن يضع الشاعر قبيلته وأحياناً أخرى وطنه في مأزق مثل هذا. والموضوع لا يتعدى أكثر من كونه «مسابقة شعرية»، وعلى الشاعر أن يقدم قصيدته ويترك الحكم للجنة ثم الجمهور، ومن المحزن في الموضوع أن هناك شعراء سوقوا أن البرنامج يطلب منهم ذلك، وأنا وبكل صدق لم ألمس لا من بعيد ولا من قريب ما زعموه عن البرنامج.
• تقول إن «المشهد السياسي لوحة كبيرة جداً، مشاهدتها عن قرب تجعلك لا ترى سوى تفاصيل جزء من اللوحة»، وهذا يتفق مع قول ابن عربي «شدة القرب حجاب»، من أي زاوية تنظر إلى أحداث المنطقة ومعتركاتها العسكرية؟
•• لا أستطيع كإنسان إلا أن أحزن على حالنا وحال منطقتنا التي يموت فيها الإنسان لأحداث لم يصنعها ولم يشارك في صناعتها، ويكون الموت ثمنا لموقف لم يتخذه. ومهما كان لي من الوعي أو الإدراك الجيد لقراءة المشهد السياسي إلا أن آدميتي تجعلني أقف ضد كل هذا الدمار والخراب والموت في كل أنحاء العالم.
• تجاهلت دور مجلس الشورى وقلت إنه مجلس صوري، إذ تقول في مقطع شعري ساخر:
«مجلس الشورى حبيبي.. فاقدينك.. يا خي طمّنا عليك.. ابتسم/ازعل/تحرّك» إلى أن تقول: «سو حاجة تنحسب منّك عليك.. فاقدينك.. مجلس (الصورة) حبيبي».
ماذا تريد من مجلس الشورى وما أوجه القصور التي يعاني منها المجلس؟
•• بالعكس أنا أتعاطف مع أعضاء المجلس، ويكفي أن مكافآتهم تم تقليصها.
• تنحاز إلى فهد عافت في وسائل التواصل الاجتماعي ولكنك بالمقابل «تشاكس» الحميدي الثقفي.. ما السر وراء ذلك؟
•• لا يوجد سر، وليس لدي أسرار. الحميدي شاعر مبدع ومغرد سيئ، هذا كل ما في الأمر. أما فهد عافت، فهو بطبيعته لا يشاكس في تويتر، كما أنه اختفى في محيط السناب شات، وفهد نجح في وسائل التواصل أكثر من غيره وهذا يعود لخبرته الصحفية، فهو قريب من كل ما يحب رياضة وشعرا وفنا.