مرتاض لـ«عكاظ»: «النبطي» و«الملحون» يزاوجان بين نخوة بني هلال والأمازيغ
قال إن الشعر العامي يُدرّس في الجامعات الجزائرية
الخميس / 26 / محرم / 1438 هـ الخميس 27 أكتوبر 2016 20:41
عبدالله عبيان (جدة)
أوضح الناقد الجزائري الدكتور عبدالملك مرتاض لـ«عكاظ» الظروف التي أسهمت في نشأة الشعر العامي، وقارن مرتاض بين الشعر العامي في الخليج ونظيره الملحون في دول المغرب العربي، لافتا إلى تأثير هجرة بني هلال على الشعر الجزائري.
وقال مرتاض: إن العرب شعب من الشعراء، وهي المقولة التي أرسلتها المستشرقة الألمانية سقريد هونكي، فلا نحسب أن أمة أحبت الشعر ووظيفته في حياتها الاجتماعية والجمالية والعاطفية كالعرب، منذ أغبر العصور.
وأضاف، أنه حين اختلط العرب بالعجم، وتفرقوا في الآفاق يفتحون البلدان، ويدوخون الممالك، كان لا بد من أن يكون لذلك مقابل باهظ يدفعونه، وهو اختلاط لغتهم بلغات الأمم التي أصبحت امتدادا لهم، ففقدت فصاحتها. لكن السجية العربية ظلت حية في نفس العربي أنى توجه بغض الطرف عن فقدانه سليقته الفصيحة، فانتقل عامة الناس من قول الشعر الفصيح، حيث ذهبت عنهم الفصاحة -بحكم ما أسلفنا-، إلى قول الشعر غير الفصيح الذي اتخذ له مصطلحات مختلفة بين المشرق والمغرب، فإخواننا وأصدقاؤنا في الخليج يطلقون عليه «الشعر النبطي»، وتعقد له مسابقة ضخمة في دولة الإمارات كل سنتين، بعنوان: «شاعر المليون»، وتمنح للشاعر الأول في المسابقة جائزة مالية رفيعة تكاد تبلغ جائزة نوبل. في حين يطلق عليه المغاربيون «الشعر الملحون»، إما لأنه يلحن حيث كان يغنى ولا يزال، وإما من اللحن بمعنى الخروج عن القواعد الصارمة التي تضبط نظام اللغة العربية. ويطلق عليه في الجزائر: «الشعر الشعبي»، وهو مادة لا تزال تدرس بالجامعات الجزائرية. وقال «نحن نعتقد أنه إذا كان يوجد فرق جزئي في الإطلاق، بين الشعر النبطي الخليجي، وبين الشعر الملحون في بقية الأقطار العربية، وخصوصا أقطار المغرب العربي: فإنه، على نقيض ذلك، لا يوجد فرق كبير في شكل هذا الشعر بين الخليج وبلاد المغرب العربي».
وأشار مرتاض إلى أن قبيلة بني هلال حين نزحت من نجد في القرن الخامس إلى الجنوب الشرقي الجزائري خصوصا، جاءت معها بكل التقاليد والطقوس العربية، فأضيف إلى ما كان في الجزائر من طقوس أصلية فوقع التزاوج والإثراء بين نخوة الأمازيغ، ونخوة العربان. ومما يذكر، أن الناحية الجنوبية الشرقية من الجزائر لا تزال هي أكثر النواحي شعراء وشواعر أيضا، إلى يومنا هذا.
وقال مرتاض: إن العرب شعب من الشعراء، وهي المقولة التي أرسلتها المستشرقة الألمانية سقريد هونكي، فلا نحسب أن أمة أحبت الشعر ووظيفته في حياتها الاجتماعية والجمالية والعاطفية كالعرب، منذ أغبر العصور.
وأضاف، أنه حين اختلط العرب بالعجم، وتفرقوا في الآفاق يفتحون البلدان، ويدوخون الممالك، كان لا بد من أن يكون لذلك مقابل باهظ يدفعونه، وهو اختلاط لغتهم بلغات الأمم التي أصبحت امتدادا لهم، ففقدت فصاحتها. لكن السجية العربية ظلت حية في نفس العربي أنى توجه بغض الطرف عن فقدانه سليقته الفصيحة، فانتقل عامة الناس من قول الشعر الفصيح، حيث ذهبت عنهم الفصاحة -بحكم ما أسلفنا-، إلى قول الشعر غير الفصيح الذي اتخذ له مصطلحات مختلفة بين المشرق والمغرب، فإخواننا وأصدقاؤنا في الخليج يطلقون عليه «الشعر النبطي»، وتعقد له مسابقة ضخمة في دولة الإمارات كل سنتين، بعنوان: «شاعر المليون»، وتمنح للشاعر الأول في المسابقة جائزة مالية رفيعة تكاد تبلغ جائزة نوبل. في حين يطلق عليه المغاربيون «الشعر الملحون»، إما لأنه يلحن حيث كان يغنى ولا يزال، وإما من اللحن بمعنى الخروج عن القواعد الصارمة التي تضبط نظام اللغة العربية. ويطلق عليه في الجزائر: «الشعر الشعبي»، وهو مادة لا تزال تدرس بالجامعات الجزائرية. وقال «نحن نعتقد أنه إذا كان يوجد فرق جزئي في الإطلاق، بين الشعر النبطي الخليجي، وبين الشعر الملحون في بقية الأقطار العربية، وخصوصا أقطار المغرب العربي: فإنه، على نقيض ذلك، لا يوجد فرق كبير في شكل هذا الشعر بين الخليج وبلاد المغرب العربي».
وأشار مرتاض إلى أن قبيلة بني هلال حين نزحت من نجد في القرن الخامس إلى الجنوب الشرقي الجزائري خصوصا، جاءت معها بكل التقاليد والطقوس العربية، فأضيف إلى ما كان في الجزائر من طقوس أصلية فوقع التزاوج والإثراء بين نخوة الأمازيغ، ونخوة العربان. ومما يذكر، أن الناحية الجنوبية الشرقية من الجزائر لا تزال هي أكثر النواحي شعراء وشواعر أيضا، إلى يومنا هذا.