أخبار

جامعة تغص بـ«الشبكات العائلية»: 4 من أبناء المدير أكاديميون!

عكاظ تفكك خلايا «توظيف الأقارب»

210552551155866

عبدالرحمن باوزير (جدة)

تواصل «عكاظ» تفكيك خلايا «توظيف الأقارب» في الجامعات الحكومية، مع اعتقاد سائد في أوساط المجتمع السعودي بأن مسؤولين استخدموا نفوذهم في توظيف أقاربهم، أو زادوا من حظوظهم في الحصول على وظيفة أكاديمية، ما يجعل تذمر «خريجي الجامعات» من المتفوقين أمرا منطقيا كما يقول أحد الأكاديميين الذي ساعدته الصدفة في تعيينه قبل ثمانية أعوام كما يعتقد.

ورغم القوائم المسربة في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن «عكاظ» تعتمد في تقصيها على المعلومات الدقيقة التي بحثت عنها ووثقتها بالمستندات والكشوفات الرسمية. وفي رحلة بحث استغرقت أسابيع، أظهرت بيانات رسمية من إحدى الجامعات السعودية وجود ثمانية أشخاص على الأقل من أقارب المدير يشغلون وظائف أكاديمية في جامعته.

ويشغل ابنان من أبناء مدير الجامعة وظيفة «معيد» في كلية الأعمال، فيما تعمل إحدى بناته في كلية العلوم التطبيقية، وأما ابنه الرابع فقد ظفر بـ«وظيفة معيد» في كلية الحاسب.

وطالت قائمة «الأسماء المحسوبة على أقارب المدير» ثلاث سيدات يظهر أنهن بنات لأحد أشقائه، وتعمل الأولى محاضرة في عمادة شؤون المكتبات، فيما تشغل الأخرى وظيفة محاضرة في أحد المعاهد التربوية، وعينت الأصغر سنا معيدة في كلية العلوم، وظفر أحد أبناء إخوته بوظيفة معيد في كلية الحاسب الآلي أخيرا.

ولم تقتصر الوظائف على أسرة المدير وأقاربه التي لم يظهر للصحيفة ما يثبت عدم استحقاقهم لها، حتى أن أحد المسؤولين الكبار في الجامعة والذي يعمل وكيلا لها وجد اسم ابنته «فنية» في كلية الطب. كما يعمل شقيق أحد الأساتذة المتولين لعدة مهمات، رئيس قسم في إحدى العمادات.

ومن المفارقات في كلية الهندسة بالجامعة العريقة، احتضانها فردين من أسرة واحدة، فالأب يعمل عميدا للكلية، فيما يعمل ابنه أستاذا مساعدا تحت إدارة والده، وحظيت ابنة عميد كلية الإدارة بفرصة أن تكون معيدة في الكلية التي يرأسها والدها.

واستطاعت ابنتا عميد سابق لكلية الهندسة في ذات الجامعة تسجيل حضورهما بقوة في الجامعة، إذ تعمل إحداهما أستاذة في كلية الاقتصاد، فيما تشغل الأخرى وظيفة محاضرة في كلية طب الأسنان بعد أن دخلت الجامعة معيدة.

ويشغل ابن مدير الجامعة السابق منصب أستاذ مساعد في كلية الطب، بيد أن سيرته العلمية قوية، إذ تخرج من جامعة هارفرد، وتعمل ابنة أحد الأساتذة في كلية الآداب، أستاذة في كلية الطب.

وبالبحث عن الشبكات العائلية داخل الجماعات، لن يجد الباحث صعوبة في ربط صلاة القرابة، خصوصا أن الأسماء تأتي رباعية غالبا، وتثير الشبكات العائلية تذمر آلاف الخريجين الذين لم يجدوا فرصا وظيفية في الحقل الأكاديمي.

و«عكاظ» لم تشر خلال تفكيكها الشبكات العائلية في الجامعة (تحتفظ الصحيفة باسمها) للمؤهلات الأكاديمية لأقارب الأكاديميين العاملين فيها، بيد أنها تطرح سؤالا عريضا عن مدى عدالة المنافسة بين المتقدمين على تلك الوظائف، وهل روعيت صلاة القرابة للفائزين بها؟.