بَلْبَلَة الأفكار!
أفياء
الأحد / 29 / محرم / 1438 هـ الاحد 30 أكتوبر 2016 19:14
عزيزة المانع
على إثر بث حلقة الوزراء الثلاثة الشهيرة التي قدمت في برنامح الثامنة على قناة إم بي سي، وما أحدثته من إثارة وضجة وتعليقات وهاشتاقات ونكات وتشنيعات وفضائح، انطلقت بعض المقارنات بين ما يقدم في قنواتنا المحلية وما يقدم في قنوات التلفزيون الخارجية، واتخذت تلك الحلقة مثالا حيا على نجاح القنوات الخارجية، وانهالت التساؤلات المحبطة عن أسباب ركود قنوات إعلامنا المحلية، وعدم قدرتها على أن تكون حيوية تتفاعل بحرارة مع ما يطرأ في الساحة المحلية من أحداث؟
بعض تلك التساؤلات أخذت تنسب الركود القائم في القنوات المحلية إلى عدم توفر الكفاءات الوطنية القادرة على إحداث التغيير. لكن نسبة الركود إلى ضعف الكفاءة المهنية لدى العاملين في القنوات المحلية، هو تعليل ينقضه الواقع، فكثير من الذين يعملون في قنوات التلفزيون الخارجية هم من الكفاءات الوطنية، فكيف يمكن أن يكون هذا هو السبب؟
هناك من ينسب علة الركود إلى ضيق مساحة الحرية التي يتحرك داخلها الإعلام المحلي، أو شدة المحافظة بما لا يسمح باستخدام الإثارة كما تفعل القنوات الخارجية، والإثارة عامل مهم في جذب المتلقي، فالإعلام الكاذب وغير المتقيد بالأخلاق العليا، هو مع الأسف يجذب الناس، أكثر مما يجذبهم الإعلام المحافظ أو الملتزم بالقيم الأخلاقية.
وقد يكون هذا القول صحيحا، فالإثارة في الإعلام عامل رئيسي في جذب الناس، لكنها غالبا لا تتحقق سوى بانتهاك كثير من القيم الأخلاقية، كالصدق والنزاهة والجدية، وحين يجعل الإعلام من الإثارة محورا رئيسيا فيما يطرحه، يفقد احترام المتلقين (رغم انجذابهم إليه ومتابعتهم له)، ومتى فقد الاحترام فقد أيضا التأثير عليهم، فتضحي العبارة الشهيرة التي تصف الإعلام بالسلطة الرابعة، خالية من المعنى لا محل لها من الإعراب، كما يقول النحويون، فالسلطة ما لم تكن محترمة ذات تأثير قوي على الناس، تفقد صفتها.
ولأن معظم ما يقدمه الإعلام الخارجي من مواد، تغلب عليه صفة الإثارة وتهييج الناس وتحريك لغطهم، فإن هذا يدفعنا إلى التساؤل عن مدى الأثر الذي يتركه ذلك الإعلام على حياة الناس؟ فوجود الإثارة في الإعلام ليس مجرد عامل جذب للمتلقي فحسب، وإنما هي في بعض الأحيان تكون ذات أثر بالغ في التأثير على حياة الناس، هي غالبا إما أن تدفع بهم إلى تقليد ما يقدم لهم من مواد مثيرة، فيحصرون حياتهم في السعي إلى نقلها إلى واقع حياتهم، وربما سبب لهم ذلك الشعور بالتعاسة، عندما يجدون أنفسهم عاجزين عن تحقيق ما يرغبون فيه، وإما أن تسبب لهم القلق والتوتر وربما أيضا خلق الاضطراب في حياتهم.
بعض تلك التساؤلات أخذت تنسب الركود القائم في القنوات المحلية إلى عدم توفر الكفاءات الوطنية القادرة على إحداث التغيير. لكن نسبة الركود إلى ضعف الكفاءة المهنية لدى العاملين في القنوات المحلية، هو تعليل ينقضه الواقع، فكثير من الذين يعملون في قنوات التلفزيون الخارجية هم من الكفاءات الوطنية، فكيف يمكن أن يكون هذا هو السبب؟
هناك من ينسب علة الركود إلى ضيق مساحة الحرية التي يتحرك داخلها الإعلام المحلي، أو شدة المحافظة بما لا يسمح باستخدام الإثارة كما تفعل القنوات الخارجية، والإثارة عامل مهم في جذب المتلقي، فالإعلام الكاذب وغير المتقيد بالأخلاق العليا، هو مع الأسف يجذب الناس، أكثر مما يجذبهم الإعلام المحافظ أو الملتزم بالقيم الأخلاقية.
وقد يكون هذا القول صحيحا، فالإثارة في الإعلام عامل رئيسي في جذب الناس، لكنها غالبا لا تتحقق سوى بانتهاك كثير من القيم الأخلاقية، كالصدق والنزاهة والجدية، وحين يجعل الإعلام من الإثارة محورا رئيسيا فيما يطرحه، يفقد احترام المتلقين (رغم انجذابهم إليه ومتابعتهم له)، ومتى فقد الاحترام فقد أيضا التأثير عليهم، فتضحي العبارة الشهيرة التي تصف الإعلام بالسلطة الرابعة، خالية من المعنى لا محل لها من الإعراب، كما يقول النحويون، فالسلطة ما لم تكن محترمة ذات تأثير قوي على الناس، تفقد صفتها.
ولأن معظم ما يقدمه الإعلام الخارجي من مواد، تغلب عليه صفة الإثارة وتهييج الناس وتحريك لغطهم، فإن هذا يدفعنا إلى التساؤل عن مدى الأثر الذي يتركه ذلك الإعلام على حياة الناس؟ فوجود الإثارة في الإعلام ليس مجرد عامل جذب للمتلقي فحسب، وإنما هي في بعض الأحيان تكون ذات أثر بالغ في التأثير على حياة الناس، هي غالبا إما أن تدفع بهم إلى تقليد ما يقدم لهم من مواد مثيرة، فيحصرون حياتهم في السعي إلى نقلها إلى واقع حياتهم، وربما سبب لهم ذلك الشعور بالتعاسة، عندما يجدون أنفسهم عاجزين عن تحقيق ما يرغبون فيه، وإما أن تسبب لهم القلق والتوتر وربما أيضا خلق الاضطراب في حياتهم.