كتاب ومقالات

مستشفى فقيه.. والجودة

مع الفجر

عبدالله عمر خياط

.. لي مع الدكتور سليمان عبد القادر فقيه - تغمده الله برحمته - تاريخ طويل بدايته كانت بمكة المكرمة عام 1378هـ عندما كنت أعمل بمكتب جريدة «البلاد السعودية» وكان رحمه الله مديراً لمستشفى «أجياد»، ويوم انتقلتُ إلى جدة للعمل في «عكاظ» كان هو مدير الشؤون الصحية بجدة، وله الفضل - سواء في مكة أو جدة - في الكثير من الأخبار والموضوعات الهامة والتي كان يرى أنها تستحق التناول بالثناء أو الانتقاد.

ويشهد الله أنه ما أن تفرغ للعمل بعيادته الخاصة حتى استولى على اهتمامه موضوع إنشاء المستشفى، وقد استعان بالله وبالمعونة التي تمنحها الدولة - رعاها الله - لمن يقوم بمشروع يخدم الوطن ومواطنيه، فأنشأ المستشفى الذي أسماه (مستشفى فقيه).

ولما طلب الدكتور سليمان من صاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة - رحمهما الله - التفضل بافتتاح المستشفى طلب سموه من وزارة الصحة إعطاءه تقريراً باستكمال جميع الإمكانات والأطباء الاستشاريين.. فشكلت لجنة من مدير الشؤون الصحية بمكة المكرمة، ومدير الشؤون الصحية بجدة ترأسها وكيل الوزارة.

ولما اطمأن سموه على جودة المستشفى تفضل سمو الأمير فواز بافتتاح المستشفى خلال عام 1398هـ/1978م. وفي عام 1408هـ/1986م تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - تغمده الله برحمته - بافتتاح كامل المستشفى وذلك بعدما أصبح المستشفى كبيراً وبأحدث الإمكانات الطبية. وفي يوم الأربعاء 12/1/1420هـ قام صاحب السمو الملكي سمو ولي العهد (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبدالله بن عبدالعزيز - تغمده الله برحمته - بافتتاح المستشفى لثالث مرة بعد التوسعة الأكبر ليوفر الخدمات الصحية للمواطنين من جميع أنحاء المملكة لكونه من أوائل المستشفيات الخاصة.

والله يشهد - ثانية - أن الدكتور سليمان فقيه أبلىَ بلاء حسنا في السير بالمستشفى إلى الأمام، وبعد أن توفاه الله تولى نجله أخي الدكتور مازن إدارة المستشفى والعمل بالتوسع أكثر وأكثر وتوفير مزيد من الأجهزة الطبية الصحية.. وأفضل الكفاءات من الاستشاريين والأطباء.

سقت هذا الكلام بعدما طالعت ما نشرته «عكاظ» بعدد يوم الأربعاء 25/1/1438هـ وقد جاء فيه:

«استطاع مستشفى الدكتور سليمان فقيه أن يحجز له مكاناً ضمن الفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز للجودة، التي تمنح للمنشآت التي تحقق أعلى معايير الجودة».

وتقول «عكاظ»: «حصول مستشفى الدكتور سليمان فقيه على هذه الجائزة يُعد تقييماً نموذجياً وعالياً، خصوصاً أنه تقييم خارج محكم، ووفق أسس ومعايير علمية بحتة، إذ يعطي تقييماً حقيقياً وصادقاً لمستوى أداء وفعالية المستشفى ويخلق حالة من التنافس الفعال والضروري لدفع المستشفيات إلى مزيد من التحديث والتميز والتطوير».

ومن جانبه أعرب رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور مازن فقيه عن اعتزازه وافتخاره بتحقيق هذه الجائزة. واعتبر الدكتور مازن دور تلك الجوائز في دعم تطبيقات الجودة تحفيزيا وتفاعليا وتعليميا، إذ تساعد مثل هذه المبادرات في زيادة الوعي بأهمية التميز والتحديث والتطوير.

وباسم من أعرف من المواطنين مع جميع مناطق المملكة أحيي أخي الدكتور مازن وأهنئه بالفوز مع تمنياتي بمزيد من التوفيق والتقدم.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة فاطر: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}