أخبار

اليقظة الأمنية تحبط «كارثة محتملة»

عبدالرحمن باوزير (جدة) محمد الأكلبي (جدة)

عاش السعوديون في ذهول عقب إعلان وزارة الداخلية إحباط مخطط إرهابي يرمي إلى تفجير ملعب الملك عبدالله الدولي (الجوهرة) في المباراة الجماهيرية التي جمعت المنتخبين السعودي والإماراتي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، وبات السؤال الحاضر بقوة في مجالس السعوديين «ماذا لو نجح الدواعش في تفجير الملعب؟».

ووفقاً للمعلومات التي أدلى بها العميد بسام العطية في مؤتمر صحفي لوزارة الداخلية في العاصمة الرياض أمس الأول، فإن حجم المتفجرات يتجاوز الـ400 كيلو غرام، بعد أن حملتها سيارة «متوسطة الحجم»، بهدف تفجيرها في مواقف الملعب، وتبدو النتائج كارثية في حال نجاح الدواعش في تنفيذ عمليتهم الإرهابية، فالحضور الجماهيري تجاوز الـ60 ألف متفرج.

وبالرجوع إلى الأحداث الإرهابية التي ضربت مدنا سعودية، فإن 400 كيلو غرام كفيلة بإحداث قوة انفجار أكبر من تلك التي استهدفت مجمع المحيا جنوب غرب العاصمة الرياض في نوفمبر 2003، واستطاعت تلك الكمية إحداث كمية دمار طالت المجمع الواقع على مساحة 86 ألف متر مربع.

استهداف التنظيم الإرهابي المتهاوي هذه الأيام، لملعب الجوهرة يشي إلى محاولة إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا، وضرب سمعة الرياضة السعودية دولياً، إضافة إلى إحراج المملكة بحسب ما يراه مراقبون، بيد أن استهداف التجمعات الجماهيرية لم يكن المرة الأولى لـ«الدواعش»، إذ عمدوا من اليوم الأول على استهداف تجمعات المصلين في مساجد مختلفة في مناطق المملكة.

وبحسب تقديرات رسمية، فإن استهداف ملعب الجوهرة لو كتب له النجاح لحصد التفجير أرواح عشرات الآلاف من الضحايا؛ كون اختيار وقت التنفيذ انحصر في خيارين -كما يوضح العميد بسام- جاء الخيار الأول منتصف المباراة، إذ سيوقع ضحايا كثر ويدمر جزءا من البنية التحتية، فيما جاء الخيار الآخر في موعد خروج الجماهير عقب انتهاء المباراة، حتى يزيد أعداد الضحايا.

يعتقد السعوديون أن اليقظة الأمنية ساهمت في إحباط كثير من الكوارث المحتملة نتيجة تفكيك أعمال وخلايا إرهابية، إذ لم يمض أكثر من شهر على منع السلطات الأمنية من حدوث كارثة جسيمة كانت تستهدف الطلاب المتدربين بمدينة التدريب بالأمن العام، حتى قطعت يد الأمن دابر التنظيم من إحداث كارثة ستكون الأكبر في تاريخ الأعمال الإرهابية في البلاد.

.. وتصطاد «المارقين»

كعادة الصقر يحلق بعيداً عن القاع، حتى ولو حاول المتربصون أن يمنعوه من بلوغ هدفه، فحلقت صقور السعودية التي ما إن تلمح الفريسة حتى تنقض عليها بمخالبها الجارحة، قبل أن تتحرك من مكانها، لتستمر الخطط الدراماتيكية لفرائس حاولت أن تنضم إلى سرب الصقور وتفرد أطماعها المتطرفة على حساب السعودية في دوامة الفشل وظلت صقور المملكة دائماً متسيدة الموقف وصائدة المارقين.

يتغنى أحد الشعراء بالصقر وكأنه يتخيل الصقور السعوديين «جنود الوطن» وهم يداهمون كل خلايا التخريب فينطق شعراً «الحر الأشقر أبرق الريش صياد.. يودع ملابيد الحبارى بدادي».

وترتسم صورة بطولية على جدار التاريخ ويبقى الصقر السعودي بالمرصاد لكل محاولات الإرهابيين لزعزعة أمن واستقرار الوطن بلحمة أبنائه وترابطهم الذين كان لسان حال كل مواطن منهم يردد كلمات عبدالرزاق بليلة بألحان «صوت الأرض».. «روحي وما ملكت يداي فداهُ.. وطني الحبيب وهل أحب سواهُ».