عدنان.. صاحب الأفواه الستة.. معلق بكرتون «الخضار»
يوميات عامل
الثلاثاء / 01 / صفر / 1438 هـ الثلاثاء 01 نوفمبر 2016 22:10
حسام الشيخ (جدة)
يقتفي أثر أبيه، لعله يجد فيه مبتغاه، يتكئ على دكته الخشبية، أكلت الشمس حبيباتها، لكنها تحتفظ برائحة أقرب الناس إلى قلب ورث الكد والتعب، وخمسة إخوة أكبرهم في المرحلة الثانوية وأصغرهم في الابتدائية، وأم عانت الكثير، قبل أن ينهي المرض حياتها، وزوجة أب لا تتحرك سوى باتجاه الغرفة الثانية، تتحسس الصغار بعدما أتت الماء البيضاء على بصرها.
لم يخرج الشاب عدنان.ن.ح ذو الأربعة والعشرين ربيعا، خالي الوفاض، فقد ورث عن أبيه بضعة كراتين فارغة، كان يبيع فيها الخضار أمام بيته الشعبي، ليوفر لأسرته قوت يومه، قبل أن يضطر للزواج مرة ثانية، ليجلب للبيت الذي يخلو من «العفش» امرأة تسهر على تربية أطفاله الأربعة، فما كان منها إلا أنها أثقلت كاهله بطفلين جديدين.
بعد تنهيدة طويلة، يقول عدنان في مرارة: المرة الوحيدة التي ضحكت لي الدنيا، حين قبلت إحدى الشركات تعييني حارس أمن، على ضآلة الراتب، فرحت بالوظيفة، والتحقت بها بعدما واريت جثمان أبي بأشهر قليلة، فكانت طوق النجاة لي ولأسرتي الكبيرة، غير أنني بعد أشهر، أدركت أن الراتب مع الإضافي لا يتعدى 1600 ريال، ولا يكفي لمصروف البيت لأكثر من أسبوع، إذ أنني أدفع 600 ريال إيجارا شهريا للبيت الشعبي، وأحاول أن أوزع بقية الراتب على الالتزامات بلا جدوى.
فكرت مليا -والحديث مازال لعدنان- فلم أجد سوى أن أكمل مشورا أبي، أخرجت تلك الكراتين التي أحتفظ بها تحت السرير الوحيد الذي أهلكته الرطوبة، وقررت البدء فورا بشراء بعض الخضار من الحلقة، وبيعها أمام بيتي الشعبي، وعلى رغم أني أمارس البيع والشراء منذ 4 سنوات، لم تتح لي الفرصة لإكمال نصف ديني، فالتزاماتي تجاه أسرتي، لا تبقي ولا تذر، والمكاسب التي أجنيها لا تكاد تكفي. يصمت قليلا.. ثم يعاود متسائلا: كيف كان يعيش والدي طوال هذه السنوات معتمدا على هذه الأرباح البسيطة من بيع الخضار في تلك الكراتين البالية.
يحرك وجهه يمنة ويسرة.. ويردف: للأسف لا يكفيني عمل 20 ساعة في اليوم والليلة، وأتمنى أن أجد وظيفة براتب أكبر، لتعينني على مباشرة مسؤوليات لم أكن مخيرا في تحملها. ويبدو أن توقفي عن التعليم بعد الثانوية العامة، كان وراء عدم حصولي على وظيفة براتب جيد، ليت الزمن يعود لأكمل تعليمي الجامعي. وفجأة.. تلمع عيناه كمن وجد ضالته: قائلا: سأكمل مشوار كدي وكفاحي، وأملي أن أفتح محلا لبيع الخضراوات والفواكه في أحد الأحياء الأكثر حيوية، فمازلت مقتنعا بمقولة أبي: «إن تسعة أعشار الرزق في التجارة».
لم يخرج الشاب عدنان.ن.ح ذو الأربعة والعشرين ربيعا، خالي الوفاض، فقد ورث عن أبيه بضعة كراتين فارغة، كان يبيع فيها الخضار أمام بيته الشعبي، ليوفر لأسرته قوت يومه، قبل أن يضطر للزواج مرة ثانية، ليجلب للبيت الذي يخلو من «العفش» امرأة تسهر على تربية أطفاله الأربعة، فما كان منها إلا أنها أثقلت كاهله بطفلين جديدين.
بعد تنهيدة طويلة، يقول عدنان في مرارة: المرة الوحيدة التي ضحكت لي الدنيا، حين قبلت إحدى الشركات تعييني حارس أمن، على ضآلة الراتب، فرحت بالوظيفة، والتحقت بها بعدما واريت جثمان أبي بأشهر قليلة، فكانت طوق النجاة لي ولأسرتي الكبيرة، غير أنني بعد أشهر، أدركت أن الراتب مع الإضافي لا يتعدى 1600 ريال، ولا يكفي لمصروف البيت لأكثر من أسبوع، إذ أنني أدفع 600 ريال إيجارا شهريا للبيت الشعبي، وأحاول أن أوزع بقية الراتب على الالتزامات بلا جدوى.
فكرت مليا -والحديث مازال لعدنان- فلم أجد سوى أن أكمل مشورا أبي، أخرجت تلك الكراتين التي أحتفظ بها تحت السرير الوحيد الذي أهلكته الرطوبة، وقررت البدء فورا بشراء بعض الخضار من الحلقة، وبيعها أمام بيتي الشعبي، وعلى رغم أني أمارس البيع والشراء منذ 4 سنوات، لم تتح لي الفرصة لإكمال نصف ديني، فالتزاماتي تجاه أسرتي، لا تبقي ولا تذر، والمكاسب التي أجنيها لا تكاد تكفي. يصمت قليلا.. ثم يعاود متسائلا: كيف كان يعيش والدي طوال هذه السنوات معتمدا على هذه الأرباح البسيطة من بيع الخضار في تلك الكراتين البالية.
يحرك وجهه يمنة ويسرة.. ويردف: للأسف لا يكفيني عمل 20 ساعة في اليوم والليلة، وأتمنى أن أجد وظيفة براتب أكبر، لتعينني على مباشرة مسؤوليات لم أكن مخيرا في تحملها. ويبدو أن توقفي عن التعليم بعد الثانوية العامة، كان وراء عدم حصولي على وظيفة براتب جيد، ليت الزمن يعود لأكمل تعليمي الجامعي. وفجأة.. تلمع عيناه كمن وجد ضالته: قائلا: سأكمل مشوار كدي وكفاحي، وأملي أن أفتح محلا لبيع الخضراوات والفواكه في أحد الأحياء الأكثر حيوية، فمازلت مقتنعا بمقولة أبي: «إن تسعة أعشار الرزق في التجارة».