الوجه الآخر لعروس البحر
ولكم الرأي
السبت / 05 / صفر / 1438 هـ السبت 05 نوفمبر 2016 21:39
سعيد السريحي
لجدة وجهان، وجه ظاهر ووجه باطن، وجهها الظاهر هو ذاك الذي تتباهى به، والذي تعلن عنه عماراتها التي تتطاول في البنيان وميادينها التي تتزين بالمجسمات وبحرها الذي تتكسر على شواطئه الأمواج، أما باطنها فبحيرة من مياه الصرف الصحي وبقايا مستنقعات المطر تفوح نتانة كلما طفت على وجه الأرض، وتحتضن من الجراثيم والميكروبات ما لا ينجي منها أهالي جدة غير لطف الله، وتهدد أساسات منازلها بالتآكل وكيابل الكهرباء بالتماس والهواء بالتلوث وكل شبر من الأرض بالنجاسة.
ونمو باطن جدة الكريه جدا مرتبط بنمو ظاهر جدة في علاقة طردية تؤكد أنه كلما تم تشييد بيت زاد حجم بحيرة الصرف التي تنام عليها جدة، وكلما تم افتتاح مجمع تجاري تنامت جراثيم البحيرة وكلما اتسعت المساحة بين المنازل وجدت المستنقعات لها متنفسا فطفت على وجه الأرض حتى يراها الجميع فيقلب أهالي جدة أبصارهم فيها حزنا، وتغض الأمانة النظر عنها حيرة أو تسارع إلى ردمها مثلها مثل «الشغالة الغشاشة» تخبئ ما تكنسه من البيت تحت المفارش والمقاعد.
يحدث ذلك كله بينما المؤسسات الحكومية المسؤولة عن جدة تتقاذف المسؤولية بينها عما يحدث لجدة: هيئة المساحة الجيولوجية تؤكد أن دورها ينتهي عند إجراء الدراسات وتقديم الاقتراحات، وأمانة جدة تنفض يدها من المسؤولية مشيرة إلى أن معالجة المياه الجوفية من مسؤولية شركة المياه الجوفية، أما شركة المياه الجوفية فلا تتحرج أن تؤكد «أن شركتهم لا تعمل على معالجة ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في كامل أحياء جدة من تلقاء نفسها أو ضمن مشروع مخصص، إنما عبر ما تتلقاه من اللجنة الوزارية حسب التكليف الموجه لها بمواقع تحددها اللجنة، وتعمل الشركة على معالجتها، مشيرا إلى أن المياه الجوفية من اختصاص الشركة وهي المعنية بالمعالجة في المواقع التي يتم تكليفها بها فقط».
تتقاذف الجهات المسؤولة عن جدة المسؤولية في ظل عدم وجود أي «مشروع مشترك» بينها لمعالجة الوضع، بينما تبقى جدة عروس البحر المدينة ذات الوجهين: وجه ظاهر «طاهر» يتباهى به المسؤولون عنها، ووجه باطن «نجس» ينفض فيه المسؤولون أنفسهم مسؤوليتهم عنه.
ونمو باطن جدة الكريه جدا مرتبط بنمو ظاهر جدة في علاقة طردية تؤكد أنه كلما تم تشييد بيت زاد حجم بحيرة الصرف التي تنام عليها جدة، وكلما تم افتتاح مجمع تجاري تنامت جراثيم البحيرة وكلما اتسعت المساحة بين المنازل وجدت المستنقعات لها متنفسا فطفت على وجه الأرض حتى يراها الجميع فيقلب أهالي جدة أبصارهم فيها حزنا، وتغض الأمانة النظر عنها حيرة أو تسارع إلى ردمها مثلها مثل «الشغالة الغشاشة» تخبئ ما تكنسه من البيت تحت المفارش والمقاعد.
يحدث ذلك كله بينما المؤسسات الحكومية المسؤولة عن جدة تتقاذف المسؤولية بينها عما يحدث لجدة: هيئة المساحة الجيولوجية تؤكد أن دورها ينتهي عند إجراء الدراسات وتقديم الاقتراحات، وأمانة جدة تنفض يدها من المسؤولية مشيرة إلى أن معالجة المياه الجوفية من مسؤولية شركة المياه الجوفية، أما شركة المياه الجوفية فلا تتحرج أن تؤكد «أن شركتهم لا تعمل على معالجة ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في كامل أحياء جدة من تلقاء نفسها أو ضمن مشروع مخصص، إنما عبر ما تتلقاه من اللجنة الوزارية حسب التكليف الموجه لها بمواقع تحددها اللجنة، وتعمل الشركة على معالجتها، مشيرا إلى أن المياه الجوفية من اختصاص الشركة وهي المعنية بالمعالجة في المواقع التي يتم تكليفها بها فقط».
تتقاذف الجهات المسؤولة عن جدة المسؤولية في ظل عدم وجود أي «مشروع مشترك» بينها لمعالجة الوضع، بينما تبقى جدة عروس البحر المدينة ذات الوجهين: وجه ظاهر «طاهر» يتباهى به المسؤولون عنها، ووجه باطن «نجس» ينفض فيه المسؤولون أنفسهم مسؤوليتهم عنه.