خليفة داعش «Game over»..!
السبت / 05 / صفر / 1438 هـ السبت 05 نوفمبر 2016 18:55
هاني الظاهري
«فرفرة المذبوح» أفضل وصف يمكن إطلاقه على الكلمة المسجلة لخليفة تنظيم داعش الإرهابي «أبو بكر البغدادي» التي تم بثها عن طريق «مؤسسة الفرقان» الذراع الإعلامي للتنظيم في شبكات التواصل نهاية الأسبوع الماضي.. «فرفرة» تتزامن مع تقدم الجيش العراقي لتطهير مدينة الموصل من رجس هذا التنظيم الذي أفسد حياة سكانها طوال أكثر من عامين مضيا، فيما تستعد «مزبلة التاريخ» لاستقبال أسطورة دولة الخرافة أو «الخلافة» كما يحلو لمجانين داعش ومؤيديهم تسميتها.
يذكرنا التسجيل الصوتي للبغدادي الذي استغرق أكثر من نصف ساعة بتسجيلات الهالك أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عندما كان يختبئ في الكهوف والسراديب عقب الإطاحة بحكومة طالبان وتشرده مع أتباعه على الحدود الأفغانية الباكستانية.. نفس اللغة الانتحارية البائسة ونفس المبادئ التكفيرية، والأهم نفس مشاعر الإحباط وطلبات الإنقاذ المغلفة بالدعوة إلى الثبات.
من الواضح أن مرتزقة البغدادي خرجوا عن سيطرته بعد الخسائر الكبرى التي مني بها التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن المؤكد أيضاً أنهم بدأوا بالهرب بعيداً، وإلا لما احتاج إلى إطلاق النداءات الاستعطافية لهم برسالة صوتية مسجلة.. لقد انفرط عقد التنظيم الأسطوري ولم يتبق منه في الموصل سوى عدد من الانتحاريين اليائسين الذين بدأت تتقطع بينهم وبين قيادتهم وسائل الاتصال، وهذا ما أكدته التقارير القادمة من مركز المدينة إذ نقلت مصادر إخبارية عن أحد السكان أن عددا من مقاتلي التنظيم خرجوا إلى شوارع الموصل عقب كلمة البغدادي لأول مرة دون تغطية وجوههم وهم يقولون: «سنقاتل حتى الموت». في حين قال شاهد آخر من حي الحدباء في شمال الموصل، إن مركبات تابعة للتنظيم تجولت في المنطقة لدعوة المقاتلين إلى الثبات في مواقعهم، ومعنى «سنقاتل حتى الموت» أنه لم يعد هناك بديل افتراضي لهذا الموت «كالنصر» مثلاً، فالعملية أصبحت انتحارية تماما وبلغة اللعب «game over» للدولة وأحلام الخلافة والبقاء والتمدد.
المضحك أن «إبراهيم عواد» أو خليفة داعش المنهار ترك كل شيء وهو تحت سكين النحر وتحدث عن الشأن الداخلي السعودي بذات الخطاب «الصحوي» الذي نعرفه من بعض الدعاة المضطربين في بلادنا والمصابين بفوبيا التغريب والعلمنة وما إلى ذلك من هرطقات.. خطاب قديم ومتوفى دماغياً لجأ له هذا البائس كمحاولة أخيرة لتنشيط خلاياه الإرهابية المحتملة في المملكة وفق نظرية «علي وعلى أعدائي»، متناسياً أن تلك الخلايا تم ضربها ضربات متتالية على يد الأمن السعودي طوال العامين الماضيين وإرسال معظم أفرادها إلى الجحيم ليكونوا بانتظار خليفتهم هناك.
بعد الموصل ستتحرر الرقة لينتهي آخر فصل من فصول هذا الظلام الدموي في المنطقة، لكن الفكرة لن تموت إلا بتنوير شعوبها، فهذه فقط هي الضمانة الوحيدة لعدم انبعاث داعش أخرى.
يذكرنا التسجيل الصوتي للبغدادي الذي استغرق أكثر من نصف ساعة بتسجيلات الهالك أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عندما كان يختبئ في الكهوف والسراديب عقب الإطاحة بحكومة طالبان وتشرده مع أتباعه على الحدود الأفغانية الباكستانية.. نفس اللغة الانتحارية البائسة ونفس المبادئ التكفيرية، والأهم نفس مشاعر الإحباط وطلبات الإنقاذ المغلفة بالدعوة إلى الثبات.
من الواضح أن مرتزقة البغدادي خرجوا عن سيطرته بعد الخسائر الكبرى التي مني بها التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن المؤكد أيضاً أنهم بدأوا بالهرب بعيداً، وإلا لما احتاج إلى إطلاق النداءات الاستعطافية لهم برسالة صوتية مسجلة.. لقد انفرط عقد التنظيم الأسطوري ولم يتبق منه في الموصل سوى عدد من الانتحاريين اليائسين الذين بدأت تتقطع بينهم وبين قيادتهم وسائل الاتصال، وهذا ما أكدته التقارير القادمة من مركز المدينة إذ نقلت مصادر إخبارية عن أحد السكان أن عددا من مقاتلي التنظيم خرجوا إلى شوارع الموصل عقب كلمة البغدادي لأول مرة دون تغطية وجوههم وهم يقولون: «سنقاتل حتى الموت». في حين قال شاهد آخر من حي الحدباء في شمال الموصل، إن مركبات تابعة للتنظيم تجولت في المنطقة لدعوة المقاتلين إلى الثبات في مواقعهم، ومعنى «سنقاتل حتى الموت» أنه لم يعد هناك بديل افتراضي لهذا الموت «كالنصر» مثلاً، فالعملية أصبحت انتحارية تماما وبلغة اللعب «game over» للدولة وأحلام الخلافة والبقاء والتمدد.
المضحك أن «إبراهيم عواد» أو خليفة داعش المنهار ترك كل شيء وهو تحت سكين النحر وتحدث عن الشأن الداخلي السعودي بذات الخطاب «الصحوي» الذي نعرفه من بعض الدعاة المضطربين في بلادنا والمصابين بفوبيا التغريب والعلمنة وما إلى ذلك من هرطقات.. خطاب قديم ومتوفى دماغياً لجأ له هذا البائس كمحاولة أخيرة لتنشيط خلاياه الإرهابية المحتملة في المملكة وفق نظرية «علي وعلى أعدائي»، متناسياً أن تلك الخلايا تم ضربها ضربات متتالية على يد الأمن السعودي طوال العامين الماضيين وإرسال معظم أفرادها إلى الجحيم ليكونوا بانتظار خليفتهم هناك.
بعد الموصل ستتحرر الرقة لينتهي آخر فصل من فصول هذا الظلام الدموي في المنطقة، لكن الفكرة لن تموت إلا بتنوير شعوبها، فهذه فقط هي الضمانة الوحيدة لعدم انبعاث داعش أخرى.