سيد أو سيدة البيت الأبيض.. لا فرق
تلميح وتصريح
الأحد / 06 / صفر / 1438 هـ الاحد 06 نوفمبر 2016 22:27
حمود أبو طالب
غدا يبدأ العد التنازلي بحساب الساعات للانتخابات الرئاسية في الدولة الكبيرة المثيرة، أمريكا العظمى، التي لم تعد عظمتها بالضرورة كونها القطب العالمي الأوحد في تشكيل العالم وإدارته بقوتها العسكرية والاستخباراتية الاستثنائية، وإنما بعظمتها المستمرة في إدارة شؤون شعبها بعزله عن المحيط السياسي الخارجي المليء بالضجيج، وفصل إستراتيجيتها في السياسات الخارجية عن تلك المعنية بتسيير حياة الفرد الأمريكي.
العالم كله، رغما عنه، سيتسمر أمام شاشات التلفزة ليراقب اللحظات الأخيرة في أكثر انتخابات أمريكا إثارة، أول امرأة تنافس على المكتب البيضاوي والرئاسة العليا لأكبر قوة عسكرية، مقابل شخص مثير في كل شيء، متهم بالعنصرية والجهل السياسي، دون الانتباه إلى أن رأس المال والإمبراطوريات الاقتصادية الأمريكية تدس أنفها عميقا في الانتخابات، وأنه رغم المثالية الظاهرة في سير الانتخابات إلا أنها ليست خالية من الضغوط ولوبيات التأثير المرتبطة بالمصالح وتوجهات وبرامج «الإدارة» الأمريكية طويلة المدى. ورغم ذلك ليس ثمة قلق من صعود سيدة للمرة الأولى إلى سدة الرئاسة أو شخص بمواصفات دونالد ترامب، لأنه رغم صلاحيات الرئيس الدستورية، هناك في النهاية إدارة لا تترك البلد لمزاج شخصي من شأنه الإضرار به.
مشكلة الكثير من دول العالم، والعالم العربي على وجه الخصوص، أنه يعوّل كثيرا على نمط سياسات الحزب الفائز وشخصية مرشحه قبل الرئاسة في حل المشاكل لدينا أو حلحلتها بناء على هذا التصور والتقييم البعيد عن الواقع، غير مدركين أن أي رئيس أمريكي هو رئيس أمريكا في البداية والنهاية، ومسؤول عن شؤون ومصالح أمريكا لا غيرها من الدول، وكل ما يمارسه من سياسات خارجية يتم وفق رؤية فريق صانعي السياسة وليس حسب رؤيته الشخصية ومزاجه الخاص، فإذا كانت المصلحة تقتضي إشعال مزيد من النيران في العالم وإحراق دول وتفتيت أوطان فسيتم ذلك، وإذا اقتضت المرحلة الأمريكية التهدئة فسيتم اختيار مسار آخر، وكل شيء مدروس بعناية. ورغم أن السياسة الأمريكية أصبحت في المرحلة الأخيرة تميل إلى الوضوح وما يقرب من المكاشفة إلا أننا لا نريد أن نفهم، أو لا نريد أن نصدق، كي نحمي ما تبقى من بلداننا ومقدراتنا واستطاعتنا على الاستمرار بأقل الأضرار. شعوب عاطفية من القاع إلى القمة، ترهن حاضرها ومستقبلها لخيالات عاطفية، ومثاليات واهمة، دون ممارسة سياسات براغماتية مدروسة تحترز لأسوأ الاحتمالات الممكنة، وتضع أساليب التعامل المنطقية مع كل السناريوهات المحتملة.
سوف يأتي من يأتي، لكن أمريكا ستظل أمريكا بسياسة الفريق والإدارة، بينما كثير من دول العالم مصرة على السير برأي الحاكم الفرد الأسطوري الخرافي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
العالم كله، رغما عنه، سيتسمر أمام شاشات التلفزة ليراقب اللحظات الأخيرة في أكثر انتخابات أمريكا إثارة، أول امرأة تنافس على المكتب البيضاوي والرئاسة العليا لأكبر قوة عسكرية، مقابل شخص مثير في كل شيء، متهم بالعنصرية والجهل السياسي، دون الانتباه إلى أن رأس المال والإمبراطوريات الاقتصادية الأمريكية تدس أنفها عميقا في الانتخابات، وأنه رغم المثالية الظاهرة في سير الانتخابات إلا أنها ليست خالية من الضغوط ولوبيات التأثير المرتبطة بالمصالح وتوجهات وبرامج «الإدارة» الأمريكية طويلة المدى. ورغم ذلك ليس ثمة قلق من صعود سيدة للمرة الأولى إلى سدة الرئاسة أو شخص بمواصفات دونالد ترامب، لأنه رغم صلاحيات الرئيس الدستورية، هناك في النهاية إدارة لا تترك البلد لمزاج شخصي من شأنه الإضرار به.
مشكلة الكثير من دول العالم، والعالم العربي على وجه الخصوص، أنه يعوّل كثيرا على نمط سياسات الحزب الفائز وشخصية مرشحه قبل الرئاسة في حل المشاكل لدينا أو حلحلتها بناء على هذا التصور والتقييم البعيد عن الواقع، غير مدركين أن أي رئيس أمريكي هو رئيس أمريكا في البداية والنهاية، ومسؤول عن شؤون ومصالح أمريكا لا غيرها من الدول، وكل ما يمارسه من سياسات خارجية يتم وفق رؤية فريق صانعي السياسة وليس حسب رؤيته الشخصية ومزاجه الخاص، فإذا كانت المصلحة تقتضي إشعال مزيد من النيران في العالم وإحراق دول وتفتيت أوطان فسيتم ذلك، وإذا اقتضت المرحلة الأمريكية التهدئة فسيتم اختيار مسار آخر، وكل شيء مدروس بعناية. ورغم أن السياسة الأمريكية أصبحت في المرحلة الأخيرة تميل إلى الوضوح وما يقرب من المكاشفة إلا أننا لا نريد أن نفهم، أو لا نريد أن نصدق، كي نحمي ما تبقى من بلداننا ومقدراتنا واستطاعتنا على الاستمرار بأقل الأضرار. شعوب عاطفية من القاع إلى القمة، ترهن حاضرها ومستقبلها لخيالات عاطفية، ومثاليات واهمة، دون ممارسة سياسات براغماتية مدروسة تحترز لأسوأ الاحتمالات الممكنة، وتضع أساليب التعامل المنطقية مع كل السناريوهات المحتملة.
سوف يأتي من يأتي، لكن أمريكا ستظل أمريكا بسياسة الفريق والإدارة، بينما كثير من دول العالم مصرة على السير برأي الحاكم الفرد الأسطوري الخرافي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.