اقتصاد

بن زقر: اتصال «متعب بن عبدالله» توجني بوسام «المؤسس»

قصة نجاح

صفية بن زقر

صالح شبرق (جدة)

ابتهجت الفنانة التشكيلية صفية بن زقر بتكريمها في الجنادرية لهذا العام، بعد تلقيها اتصالا هاتفيا من وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، إذ قالت: «سعدت اليوم وأنا أتوج بوسام الملك عبدالعزيز بعد أن قضيت نحو 50 عاما في مجال الرسم والفنون البصرية، خادمة لوطني، وإنني أثمن عبر «عكاظ» اتصال الأمير متعب بن عبدالله الذي زف لي هذه البشرى التي تعد تتويجا لمسيرتي الفنية، وتعد أغلى وساما وتكريما حصلت عليه، وأنا اليوم أحادثكم في «عكاظ» وتخنقني العبرة في التعبير عن هذه الفرحة العامرة، مقدمة شكري وتقديري لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، وولي ولي العهد، وإلى الأمير متعب لهذه اللفتة غير المستغربة التي تؤكد تلاحم الشعب بالقيادة».

تعد رائدة الفن التشكيلي السعودي صفية بن زقر، المولودة في عام 1940 في حارة الشام بقلب مدينة جدة القديمة، أول من أسس دارا للفن والتراث في جدة وصاحبة لوحة «الزبون» الشهيرة بـ«موناليزا الحجاز»، التي جسدت فيها الزي الذي كانت ترتديه المرأة المستوحى من التراث المدني، بزخارف إسلامية سواء في المقعد الخشبي أو في خلفيات اللوحة، وعرضت في عدة دول عالمية، منها الولايات المتحدة الأمريكية، إنجلترا، اليابان، السويد، إسبانيا ولبنان.

انتقلت صفية مع أهلها إلى القاهرة في أواخر عام 1947 في السابعة من عمرها، وحصلت على شهادة الثانوية الفنية عام 1960 لتغادر القاهرة إلى بريطانيا كي تلتحق بـ Finishing school، لمدة ثلاث سنوات دراسية، ثم التحقت ببرنامج دراسي بكلية سانت مارتن لتحصل على شهادة في فن الرسم والجرافيك. وفي عام 1963 عادت صفية بن زقر إلى جدة، شاهدة على عمليات التعرية التي كانت تطال المدينة القديمة، ما دعاها إلى البدء في مشروعها الفني التوثيقي، وقدمت عدة معارض داخل وخارج المملكة وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية.

ارتبطت بن زقر كثيرا بالتراث وبدأت مرحلة البحث وجمع التراث وإنشاء الدار التي خصصتها لعرض الموروث وحفظه من الضياع، وهي تحتفظ بملابس تراثية يصل عمرها إلى 200 عام، إذ عرفت بشغفها بالتراث الإنساني في الملبوسات النسائية ما انعكس على عدد من لوحاتها الفنية حتى ينتابك الذهول عند دخولك إلى دار صفية بن زقر، حيث الارتباط الوثيق بين اللون والتراث والزي القديم في معادلة استطاعت أن تفككها صفية بكل صبر وجلادة رغم ما عانته من تيارت مضادة للفنون البصرية في بداية الحركة التشكيلية السعودية كغيرها من الفنانين الرواد أمثال الدكتور عبـدالحلــــيم رضوي.