صوت المواطن

لا تهمشوا خبرات «الراسبين» في «الصحة»

ياسر عطية المزروعي

جاء قرار استبعاد الضعيف من إدارة المراكز الصحية أخيرا، بعد إجراء التحليلين الكيفي والكمي، وإخضاعهم للاختبار، بهدف تصحيح أوضاع تلك المرافق، وتفعليها بطريقة مثلى، وجميل أن تتخذ (الصحة) إجراءات عدة، لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لكن يجب أن تأخذ في تطبيق هذا الأمر اعتبارات عدة، فالصحة طبقت خطوات لتحقيق هدفها منها اعتماد الوصف الوظيفي الخاص بمدير المركز والمعتمد من دليل السياسات والإجراءات، بحيث يكون الحد الأدنى لمؤهل مدير المركز الصحي لا يقل عن بكالوريوس إدارة صحية. ثانيا: من لم يقدم عذرا عن عدم حضوره الاختبار يعفى من إدارة المركز الصحي. ثالثا: من حصل على درجة (ضعيف) يستبعد من إدارة المركز الصحي. رابعا: من اجتاز الاختبار ولديه مؤهل جامعي (بكالوريوس ) يتم إعداده في برنامج تدريبي. خامسا: في حالة عدم وجود كفاءة مؤهلة في إدارة المركز الصحي حسب الوصف الوظيفي المعتمد يتم تكليف الطبيب (المشرف الفني) بإدارة المركز الصحي بما لا يخل بمهامه الإكلينيكية وتعيين مشرف إداري مساعدا له. سادسا واخيرا تتم متابعة مديري المراكز الصحية الحاليين والجدد على مؤشرات الأداء بالمركز الصحي حسب الوصف الوظيفي المعتمد.

ما أود أن أشير إليه أن غالبية الذين يديرون المراكز الصحية حاليا لهم باع طويل مع المهنة، واكتسبوا خبرات كبيرة من عملهم اليومي، وسيرتهم قد تحمل الكثير من الإنجازات، وقد يتعثرون في أسئلة الاختبار، وهو الأمر الذي يحرمهم من الاستمرار في إدارة المركز الصحي في وقت قد يكون هذا الشخص قد استمر في منصبه سنوات طويلة، فمن وجهة نظري المتواضعة أن القرار الذي اتخذته الصحة باستبعاد الحاصلين على تقدير (ضعيف) من خلال تقييمهم في اختبار واحد هو قرار لا يخدم (الصحة) بل توجد ثغرات جديدة منها عدم وجود المدير المؤهل البديل لإدارة المركز، وأيضا من المجحف في حق هؤلاء أن يتم تقييمهم في اختبار واحد فقط، بينما مثلا نجد أن هيئة التخصصات السعودية تمنح ثلاث فرص أو اكثر للسعوديين وتخضعهم لدورات تدريبية اجبارية عند عدم اجتيازهم الاختبار، فاختبار واحد لا يكفي لتقييم هذه الفئة، والمشكلة الأكبر التي قد ستواجهها الصحة لاحقا من وجهة نظري هو كيفية إيجاد مديرين جاهزين إذا كانت نسبة الرسوب أعلى من النجاح. خلاصة القول: امنحوا الفرص للمديرين الحاليين الذين رسبوا في الاختبار واخضعوهم لاختبارات أخرى ودورات تدريبية مؤهلة حتى يجتازوا بنجاح أسوة باختبارات التخصصات الصحية، ولا تهمشوا خبراتهم التي اكتسبوها، بدلا من الوقوع في مأزق كبير يصعب علاجه.