تاريخ السينما في عسير من الساحة المفتوحة إلى القبو!
الجمعة / 11 / صفر / 1438 هـ الجمعة 11 نوفمبر 2016 20:46
علي فايع (أبها)
كانت ساحة البحار في الثمانينات الهجرية مفتوحة للعروض السينمائية في منطقة عسير، كما كانت المقاهي التي تُعدّ القهوة والشاي لزبائنها تفتح أبوابها لمشاهدة أفلام سينمائية عربية وأجنبية، كلّ هذا كان في مدينة أبها التي يستعيد مع ذكرياتها تلك أناس حضروا بعض الفعاليات الثقافية صغاراً وكباراً!
تلك العروض السينمائية المفتوحة في عسير لم تدم طويلاً، إذ تحوّلت من عروض مفتوحة في الساحات والمقاهي وفي المدن العسكريّة التي كانت تُلزم أفرادها بحضورها إلى أفعال محظورة.. «عكاظ» تستعيد بعض تلك الذكريات مع شهود عيان المرحلة.
• سينما زراعية:
أحد شهود المرحلة في الثمانينات الهجرية، الذي يعتبر أوّل من أدخل السينما الزراعية إلى المملكة، إبّان رئاسته لإدارة الإعلام في وزارة الزراعة الأستاذ «حسين الأشول» يستعيد بعض الذكريات في هذا الشأن بقوله: وجدنا التعاون بين المزارعين لإنشاء جمعيات تعاونية ضروريا، واستعملنا الإذاعة ولم تجد، ذهبت للسفارة الأمريكية في جدة وأخذت منهم أفلاما عن التعاون الزراعي في أمريكا، وكذلك فعلت مع السفارة اليابانية، وبدأت تجربة عروض هذه الأفلام السينمائية من الطائف إلى سراة عبيدة، كنت أعرض كل ليلة في مكان، إلا في بللسمر فتمّ العرض فيها ليلتين بحسب طلب مدير الزراعة هناك، ونتتج عن ذلك إنشاء ست جمعيات تعاونية.
كنا نقول للمزارعين إن حكومتكم تريد أن تأخذكم إلى أمريكا لرؤية ما يفعل المزارعون هناك في تأسيس جمعيات زراعية إلا أنّ هذا كان مستحيلا، لذلك جئناكم بأمريكا واليابان لرؤية ما يعملون.
ويضيف الأشول: «الأفلام السينمائية أثرت في الناس وفي ضوء هذا التأثير أنشأنا ست جمعيات في الثمانينات الهجرية».
وعن تجربة العرض في أبها يقول الأشول: «عرضنا الأفلام الزراعية في ساحة البحار، وحضرها جمهور كبير، إلا أنّ الرأي العام هناك لم يكن يريد هذه الأشياء، إذ تمّ تحفيز أحد القضاة للكتابة عن إشغالي الناس عن الصلاة بالسينما مع أنني كنت أوقف العرض للصلاة جماعة».
• ساحة البحار
الأستاذ أحمد نيازي المهتمّ بتاريخ مدينة أبها جمعاً وتتبعاً يذكر بعض التفاصيل التي أدركها طفلاً، إذ يؤكد أنّ بداية السينما في عسير كانت في معرض لصناعة الزيت، الذي أقيم مرتين في أبها، وكان المعرض يحوي خيمة كبيرة مقسمة بتفاصيل معينة تحتوي على طريقة استخراج الزيت والأجهزة والسيارات وكانوا يوزعون كتابا خاصا بالمناسبة.
ويضيف نيازي أنّ المعرضين أقيما في عامي (84 و89) في الجزء الشمالي من البحار، وكنا أطفالا نتردد يوميا على المعرض، وكنّا نغيّر في وضعنا لأخذ نسخة من الكتاب المجاني الذي توزع منه نسخة فقط لكل زائر. هذا الكتاب بحثت عنه ووجدته عند شخص واحد في أبها.
وعن أوقات المعرض يقول نيازي: المعرض يقام في العصر ويستمر بعد صلاة المغرب، فيما تبدأ العروض السينمائية بعد صلاة العشاء وتعرض من ثلاثة إلى أربعة أفلام سينمائية ليلياً. وكانت تلك العروض تحظى بحضور الأهالي الذين يحضرون عشاءهم في المكان انتظارا للسينما.
يتذكر نيازي أن فيلم «فتح الرياض» عرض في البحار ولعلّ من الأشياء الجميلة التي يذكرها نيازي أنّ أحد أصدقائه كان يحفظ السيناريو في الفيلم ويؤديه بنفس نبرات الممثلين.
ويؤكد نيازي أنّ هناك العديد من الأفلام المختلفة عرضت عن استخراج الزيت باسم الجوهرة وحمد، إضافة إلى فيلم توعوي عن البعوض وأضراره، وفيلم عن الزراعة، وكانت كلّ الأفلام ملونة.
في بداية التسعينات الهجرية افتتح العرض السينمائي وكانت تعرض أربعة أفلام عربية مصرية وأمريكية وهندية وأفلام الكاراتيه، وكانت تعرض في صالة نادي الوديعة وقيمة التذكرة خمسة ريالات، وكانت الصالة تمتلئ وبعض الحاضرين لا يجدون مكانا.
في الليلة يعرض فيلمان، والأفلام السينمائية تنتقل من نادي الوديعة إلى منتزه الثيميري وكان مكانا للقهوة والشاي والشيش.
بالنسبة للسينما في أبها فقد دخلت عام 1359 وصور فيلم وثائقي باسم «أبها في ذاكرة الشيخ»، الفيلم ملوّن وهناك شخص واحد في أبها يمتلك نسخة منه بالأبيض والأسود، وأنور خليل يمتلك نسخة منه بالأبيض والأسود، وقد عرض جزء منه في نادي أبها الأدبي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني منذ سنوات.
• العروض السينمائية الخاصة
الباحث في تاريخ المنطقة الأستاذ أنور آل خليل يؤكد أنّ معرض أرامكو الأول في بداية الثمانينات لم يكن فيه عرض سينمائي وكنت وقتها طفلا، إلا أنّه يذكر أنّ أهم شيء تعلّمه من القراءة ما شعر به من ردة فعل المجتمع بعدما كبر وما يتحدثون به عن المعرض، ومع محدودية وقت المعرض فقد استطاع أن يشكل وعيا جديداً لدى المتلقي، خصوصاً الوعي الثقافي الذي صاحب المعرض، مع أن بعض المعروضات مكتشفات أثرية.
ويضيف آل خليل «بالنسبة لفعالية أرامكو الثانية أواخر الثمانينات فقد حضر بعض تلك الفعاليات في ساحة البحار، وتميزت بعرض الأفلام السينمائية وتصادف العرض مع وجود درس في مادة التاريخ عن توحيد المملكة ونشأتها وكان واحد من الأفلام التي تعرض ليلياً عن توحيد المملكة وكان مفيدا لنا، إذ بدأنا نتقمص أحداثه على أرض الواقع.
وذكر آل خليل أنّ هناك أفلاماً أخرى في معظمها اجتماعية وفي مجال الابتكار والصناعات غير البترولية وهذه بحد ذاتها سمحت لنا بالتفكير.
وكان العرض على ماكينة عرض وكنا نفترش الأرض، لم يكن العرض هو المبهر لنا فقط، بل خلفية الميدان التي تجد سطوح البيوت ممتلئة بأهل الحيّ لمشاهدة العروض من سطوح المنازل.
وعن العروض الخاصة يضيف آل خليل «جاءت سينما العرض الخاص وكان للشركة التي نفذت مشروع المدينة العسكرية دور في هذه العروض، إذ كان والده يحضر بعض العروض الخاصة في مقر هذه الشركة وكان يصطحبه معه إليها، لمشاهدة أفلام سينمائية بدعوات خاصة وليس للعامة، هذه الأفلام كانت تختص بالعاملين في الشركة وأثرت مثل هذه الفعاليات في تكويننا الثقافي في وقت لا يوجد فيه تلفزيون حتّى.. وكنا نشعر بالذهول لوجود أشياء لم نعتد عليها من قبل».
• سينما في القطاعات العسكرية
اللواء متقاعد والشاعر عبدالله بن صدّ يستعيد بعض تلك الذكريات بقوله: بالنسبة للسينما بدأت في قطاعات القوات المسلحة في مدينة الملك فيصل العسكرية وكان هناك صالة مخصصة للعرض السينمائي، يوم مخصص لنساء ويوم للرجال، الكليات والمعاهد العسكرية كان ضمن نشاطها الثقافي عرض سينمائي وهناك غرف للعرض، وهناك اشتراكات للعلاقات العامة مع شركات سينمائية يتم فيها انتقائية واختيار الأفلام ذات المغزى التثقفي والترفيهي، إضافة إلى أنّ هناك أفلاماً ترسل لمنسوبي القوات المسلحة وتعرض في المعاهد والكليات، وكان الحضور إلزاميا فيها، ويضيف ابن صدّ «الكليات والمعاهد العسكرية كان ضمن مشاريعها عرض سينمائي، وكانت الأفلام منتقاة، إذ كانت أفلاماً ترفيهية وتثقيفية، ويتمّ إرسالها لمنسوبي القوات المسلحة وتعرض في المعاهد والكليات وكانت إلزامية».
ويؤكد ابن صدّ على «أنّ هناك جهات رقابية فنيّة وأمنية كانت تشاهد الأفلام قبل عرضها لتتأكد من النواحي الفنية والأمنية، إذ لم تكن الأفلام تأتي بشكل مباشر للعرض. قبل التأكد من المحتوى والمغزى وكذلك المحاذير الفكرية والأخلاقية».
• شمع أحمر
كل هذا الحضور للسينما في عسير قد اختفى إلى وقت قريب، قبل أن يظهر مجموعة من الشباب المهتمين، في عام 1433، أطلقوا على أنفسهم مجموعة «شمع أحمر»، التي دشّنت عروضها السينمائية السرية في أبها، في موقع سرّي، ولعدد محدود من المدعوين للاستمتاع، كما يقولون، «بتجارب سينمائية جديرة بالمشاهدة، تحمل نفساً مغايراً ورؤية جديدة لمفهوم الأفلام السينمائية».
المجموعة أصدرت بياناً في وقتها، ونشرته بعض الصحف العربية والعالمية، يوضح أنها لم تتعرض لأيّ تضييق أو منع، من أي سلطة أو جهة حكومية أو غيرها، وقالت: «نحن نعمل في مجال صناعة الأفلام، وحين شعرنا بتعطش المهتمين في مدينتنا ومجتمعنا السعودي إلى الاطلاع على أعمال تنتمي إليهم وإلى همومهم البسيطة واليومية، حاولنا تلبية هذه الحاجة».
أعضاء المجموعة أكدوا في البيان «أنهم لا يعرضون السينما التقليدية، ولا يتبنونها، بل يعرضون أعمالاً لشباب سعوديين تأخذ طابعها المختلف عن الموجود في العالم أجمع، وأن أهدافهم اجتماعية ثقافية ووطنية سامية، ويسعون إلى توعية المجتمع بعديد من أخطائه، وإلى خطورتها عليه».
إلا أنّ تلك العروض لم تدم طويلاً، ويبدو أنّ العرض الذي قدّم كان الوحيد.
تلك العروض السينمائية المفتوحة في عسير لم تدم طويلاً، إذ تحوّلت من عروض مفتوحة في الساحات والمقاهي وفي المدن العسكريّة التي كانت تُلزم أفرادها بحضورها إلى أفعال محظورة.. «عكاظ» تستعيد بعض تلك الذكريات مع شهود عيان المرحلة.
• سينما زراعية:
أحد شهود المرحلة في الثمانينات الهجرية، الذي يعتبر أوّل من أدخل السينما الزراعية إلى المملكة، إبّان رئاسته لإدارة الإعلام في وزارة الزراعة الأستاذ «حسين الأشول» يستعيد بعض الذكريات في هذا الشأن بقوله: وجدنا التعاون بين المزارعين لإنشاء جمعيات تعاونية ضروريا، واستعملنا الإذاعة ولم تجد، ذهبت للسفارة الأمريكية في جدة وأخذت منهم أفلاما عن التعاون الزراعي في أمريكا، وكذلك فعلت مع السفارة اليابانية، وبدأت تجربة عروض هذه الأفلام السينمائية من الطائف إلى سراة عبيدة، كنت أعرض كل ليلة في مكان، إلا في بللسمر فتمّ العرض فيها ليلتين بحسب طلب مدير الزراعة هناك، ونتتج عن ذلك إنشاء ست جمعيات تعاونية.
كنا نقول للمزارعين إن حكومتكم تريد أن تأخذكم إلى أمريكا لرؤية ما يفعل المزارعون هناك في تأسيس جمعيات زراعية إلا أنّ هذا كان مستحيلا، لذلك جئناكم بأمريكا واليابان لرؤية ما يعملون.
ويضيف الأشول: «الأفلام السينمائية أثرت في الناس وفي ضوء هذا التأثير أنشأنا ست جمعيات في الثمانينات الهجرية».
وعن تجربة العرض في أبها يقول الأشول: «عرضنا الأفلام الزراعية في ساحة البحار، وحضرها جمهور كبير، إلا أنّ الرأي العام هناك لم يكن يريد هذه الأشياء، إذ تمّ تحفيز أحد القضاة للكتابة عن إشغالي الناس عن الصلاة بالسينما مع أنني كنت أوقف العرض للصلاة جماعة».
• ساحة البحار
الأستاذ أحمد نيازي المهتمّ بتاريخ مدينة أبها جمعاً وتتبعاً يذكر بعض التفاصيل التي أدركها طفلاً، إذ يؤكد أنّ بداية السينما في عسير كانت في معرض لصناعة الزيت، الذي أقيم مرتين في أبها، وكان المعرض يحوي خيمة كبيرة مقسمة بتفاصيل معينة تحتوي على طريقة استخراج الزيت والأجهزة والسيارات وكانوا يوزعون كتابا خاصا بالمناسبة.
ويضيف نيازي أنّ المعرضين أقيما في عامي (84 و89) في الجزء الشمالي من البحار، وكنا أطفالا نتردد يوميا على المعرض، وكنّا نغيّر في وضعنا لأخذ نسخة من الكتاب المجاني الذي توزع منه نسخة فقط لكل زائر. هذا الكتاب بحثت عنه ووجدته عند شخص واحد في أبها.
وعن أوقات المعرض يقول نيازي: المعرض يقام في العصر ويستمر بعد صلاة المغرب، فيما تبدأ العروض السينمائية بعد صلاة العشاء وتعرض من ثلاثة إلى أربعة أفلام سينمائية ليلياً. وكانت تلك العروض تحظى بحضور الأهالي الذين يحضرون عشاءهم في المكان انتظارا للسينما.
يتذكر نيازي أن فيلم «فتح الرياض» عرض في البحار ولعلّ من الأشياء الجميلة التي يذكرها نيازي أنّ أحد أصدقائه كان يحفظ السيناريو في الفيلم ويؤديه بنفس نبرات الممثلين.
ويؤكد نيازي أنّ هناك العديد من الأفلام المختلفة عرضت عن استخراج الزيت باسم الجوهرة وحمد، إضافة إلى فيلم توعوي عن البعوض وأضراره، وفيلم عن الزراعة، وكانت كلّ الأفلام ملونة.
في بداية التسعينات الهجرية افتتح العرض السينمائي وكانت تعرض أربعة أفلام عربية مصرية وأمريكية وهندية وأفلام الكاراتيه، وكانت تعرض في صالة نادي الوديعة وقيمة التذكرة خمسة ريالات، وكانت الصالة تمتلئ وبعض الحاضرين لا يجدون مكانا.
في الليلة يعرض فيلمان، والأفلام السينمائية تنتقل من نادي الوديعة إلى منتزه الثيميري وكان مكانا للقهوة والشاي والشيش.
بالنسبة للسينما في أبها فقد دخلت عام 1359 وصور فيلم وثائقي باسم «أبها في ذاكرة الشيخ»، الفيلم ملوّن وهناك شخص واحد في أبها يمتلك نسخة منه بالأبيض والأسود، وأنور خليل يمتلك نسخة منه بالأبيض والأسود، وقد عرض جزء منه في نادي أبها الأدبي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني منذ سنوات.
• العروض السينمائية الخاصة
الباحث في تاريخ المنطقة الأستاذ أنور آل خليل يؤكد أنّ معرض أرامكو الأول في بداية الثمانينات لم يكن فيه عرض سينمائي وكنت وقتها طفلا، إلا أنّه يذكر أنّ أهم شيء تعلّمه من القراءة ما شعر به من ردة فعل المجتمع بعدما كبر وما يتحدثون به عن المعرض، ومع محدودية وقت المعرض فقد استطاع أن يشكل وعيا جديداً لدى المتلقي، خصوصاً الوعي الثقافي الذي صاحب المعرض، مع أن بعض المعروضات مكتشفات أثرية.
ويضيف آل خليل «بالنسبة لفعالية أرامكو الثانية أواخر الثمانينات فقد حضر بعض تلك الفعاليات في ساحة البحار، وتميزت بعرض الأفلام السينمائية وتصادف العرض مع وجود درس في مادة التاريخ عن توحيد المملكة ونشأتها وكان واحد من الأفلام التي تعرض ليلياً عن توحيد المملكة وكان مفيدا لنا، إذ بدأنا نتقمص أحداثه على أرض الواقع.
وذكر آل خليل أنّ هناك أفلاماً أخرى في معظمها اجتماعية وفي مجال الابتكار والصناعات غير البترولية وهذه بحد ذاتها سمحت لنا بالتفكير.
وكان العرض على ماكينة عرض وكنا نفترش الأرض، لم يكن العرض هو المبهر لنا فقط، بل خلفية الميدان التي تجد سطوح البيوت ممتلئة بأهل الحيّ لمشاهدة العروض من سطوح المنازل.
وعن العروض الخاصة يضيف آل خليل «جاءت سينما العرض الخاص وكان للشركة التي نفذت مشروع المدينة العسكرية دور في هذه العروض، إذ كان والده يحضر بعض العروض الخاصة في مقر هذه الشركة وكان يصطحبه معه إليها، لمشاهدة أفلام سينمائية بدعوات خاصة وليس للعامة، هذه الأفلام كانت تختص بالعاملين في الشركة وأثرت مثل هذه الفعاليات في تكويننا الثقافي في وقت لا يوجد فيه تلفزيون حتّى.. وكنا نشعر بالذهول لوجود أشياء لم نعتد عليها من قبل».
• سينما في القطاعات العسكرية
اللواء متقاعد والشاعر عبدالله بن صدّ يستعيد بعض تلك الذكريات بقوله: بالنسبة للسينما بدأت في قطاعات القوات المسلحة في مدينة الملك فيصل العسكرية وكان هناك صالة مخصصة للعرض السينمائي، يوم مخصص لنساء ويوم للرجال، الكليات والمعاهد العسكرية كان ضمن نشاطها الثقافي عرض سينمائي وهناك غرف للعرض، وهناك اشتراكات للعلاقات العامة مع شركات سينمائية يتم فيها انتقائية واختيار الأفلام ذات المغزى التثقفي والترفيهي، إضافة إلى أنّ هناك أفلاماً ترسل لمنسوبي القوات المسلحة وتعرض في المعاهد والكليات، وكان الحضور إلزاميا فيها، ويضيف ابن صدّ «الكليات والمعاهد العسكرية كان ضمن مشاريعها عرض سينمائي، وكانت الأفلام منتقاة، إذ كانت أفلاماً ترفيهية وتثقيفية، ويتمّ إرسالها لمنسوبي القوات المسلحة وتعرض في المعاهد والكليات وكانت إلزامية».
ويؤكد ابن صدّ على «أنّ هناك جهات رقابية فنيّة وأمنية كانت تشاهد الأفلام قبل عرضها لتتأكد من النواحي الفنية والأمنية، إذ لم تكن الأفلام تأتي بشكل مباشر للعرض. قبل التأكد من المحتوى والمغزى وكذلك المحاذير الفكرية والأخلاقية».
• شمع أحمر
كل هذا الحضور للسينما في عسير قد اختفى إلى وقت قريب، قبل أن يظهر مجموعة من الشباب المهتمين، في عام 1433، أطلقوا على أنفسهم مجموعة «شمع أحمر»، التي دشّنت عروضها السينمائية السرية في أبها، في موقع سرّي، ولعدد محدود من المدعوين للاستمتاع، كما يقولون، «بتجارب سينمائية جديرة بالمشاهدة، تحمل نفساً مغايراً ورؤية جديدة لمفهوم الأفلام السينمائية».
المجموعة أصدرت بياناً في وقتها، ونشرته بعض الصحف العربية والعالمية، يوضح أنها لم تتعرض لأيّ تضييق أو منع، من أي سلطة أو جهة حكومية أو غيرها، وقالت: «نحن نعمل في مجال صناعة الأفلام، وحين شعرنا بتعطش المهتمين في مدينتنا ومجتمعنا السعودي إلى الاطلاع على أعمال تنتمي إليهم وإلى همومهم البسيطة واليومية، حاولنا تلبية هذه الحاجة».
أعضاء المجموعة أكدوا في البيان «أنهم لا يعرضون السينما التقليدية، ولا يتبنونها، بل يعرضون أعمالاً لشباب سعوديين تأخذ طابعها المختلف عن الموجود في العالم أجمع، وأن أهدافهم اجتماعية ثقافية ووطنية سامية، ويسعون إلى توعية المجتمع بعديد من أخطائه، وإلى خطورتها عليه».
إلا أنّ تلك العروض لم تدم طويلاً، ويبدو أنّ العرض الذي قدّم كان الوحيد.