رئيس «نقاء» لـ عكاظ : صوالين التجميل تقدم المعسلات.. والسعوديات الأكثر تدخينا
وصف شركات التبغ بـ«عصابات مافيا».. والقضايا ضدها خاسرة
السبت / 12 / صفر / 1438 هـ السبت 12 نوفمبر 2016 21:15
محمد الهتار (جدة)
استغرب رئيس جمعية مكافحة التدخين بالمملكة «نقاء» البروفيسور محمد جابر اليماني، عدم اشتمال استبانة التعداد العام للسكان، لخانة مخصصة لإحصاء عدد المدخنين، في الوقت الذي توجد فيه خانة لإحصاء عدد دورات المياه، لافتا إلى أن «نقاء» طالبت بذلك منذ عام ونصف. وقال «حتى الآن لا توجد أرقام دقيقة تحصر عدد المدخنين والمدخنات، والأرقام التي يتم تداولها غير دقيقة».
وكشف في حواره مع «عكاظ» ارتفاع نسبة المدخنات السعوديات، لافتا إلى أنهن الأعلى خليجيا بنسبة 7%، وطالب اليماني الجهات المعنية بمراقبة صالونات التجميل النسائية التي باتت تقدم المعسل لزبوناتها من الإناث. وأوضح رئيس جمعية «نقاء» أن الأسعار الحالية للتبغ في المملكة، هي الأقل مقارنة بدول أخرى، إذ تباع علبة السجائر في المملكة بسعر أقل من الأسعار التي تباع بها في بنغلاديش وإندونيسيا.
وأشار إلى أن 20% من ميزانية وزارة الصحة تنفق لمعالجة المدخنين، وقال «مازلنا ننتظر صدور اللوائح التنفيذية رغم أن نظام مكافحة التدخين صدر قبل ما يزيد على عام ونصف»، لافتا إلى أن جميع القضايا التي رفعت في المحاكم ضد وكلاء بيع التبغ في المملكة خاسرة حتى الآن؛ لأن القضاة يرون أن المدخن ألقى بنفسه إلى التهلكة من تلقاء نفسه، مستندين إلى قول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).. وإلى نص الحوار:
• منذ سنوات وأنتم تقودون حملة لمكافحة التدخين على مستوى المملكة، لكن البعض يرى أن جهودكم حتى الآن لم تثمر عن تقليص أعداد المدخنين، بل إن المصابين بمرض السرطان نتيجة التدخين في ازدياد.. ما هي الأسباب؟
•• لا ندعي الكمال، فالكمال لله وحده، «نقاء» وجميع من ينتمي إلى الجمعية والمتعاون معها يبذلون جل جهدهم ووقتهم من أجل التصدي لهذه الآفة، إذ نحاول بكل ما نملك أن نقلل أعداد المدخنين والمدخنات، ثم إننا لسنا الوحيدين في الساحة، فهناك جمعيات أخرى تشاركنا الهم والاهتمام والمسؤولية، كما أن هناك ذراعا رسمية تمثل جهود الدولة وهو برنامج مكافحة التدخين التابع لوزارة لصحة، ورغم كل ذلك فالجهد المبذول أقل بكثير من حجم المشكلة، ومن المتوقع القيام به.
الأرقام تقديرية
• هل لديكم أية أرقام أو إحصائيات عن عدد المدخنين والمدخنات بالمملكة؟
•• حتى الآن لا توجد لدينا أو لدى أية جهة أرقام دقيقة لعدد المدخنين والمدخنات بالمملكة، وجميع الأرقام التي تتداول تقديرية، ومصدرها دراسات صغيرة وجزئية، ومشتتة وليست مركزة، ومن المعلوم أن المدخن ليس مريضا ولا يراجع المستشفيات إلا عندما يعتل وهنا يتم تسجيله ومعرفة جنسه ذكر أو أنثى طفل أو بالغ، وجميع الأرقام المتداولة غير صحيحة، فللحصول على أرقام صحيحة نحتاج إلى دراسة موسعة على مستوى المملكة وبمنهجية علمية تجريها جهة بحثية مختصة، تكشف نسب وأعداد المدخنين، وقد رفعت الجمعية منذ عام ونصف، مقترحا إلى مصلحة الإحصاءات العامة بإدراج التدخين في نموذج التعداد العام للسكان والمساكن وحتى الآن ما زلنا ننتظر رد المصلحة، ومن المفارقات أن تشمل استبانة التعداد على خانة لرصد أعداد دورات المياه ونوعها في الوقت الذي تتجاهل مصلحة الأحصاء طلبنا، إذ يترتب عليه أمور تخطيطية في المجال الصحي والتوعوي والعلاجي مثل التدخين، ولا شك أن المكابرة في مثل هذا الأمر لا يعكس وعيا بأهمية التدخين وخطره لدى الزملاء الذين أعدوا الاستبانة.
• معنى ذلك أنكم تعملون دون أرقام أو إحصاءات؟
•• نعم كلامك صحيح، وعملنا مبني على تقديرات غير دقيقة، وقد لا تكون صحيحة، ولا توجد جهة على حد علمي لديها مثل هذه الأرقام والبيانات الصحيحة.
موارد الجمعية لا تساعد
• وماذا عن دراساتكم سواء من خلال الجمعية أو من خلال المتعاونين معها أو من خلال عيادات مكافحة التدخين؟
•• الدراسات تحتاج إلى جهة ذات إمكانات كبيرة وإلى جهاز كبير من المختصين والجميع يعرف أن الجمعية خيرية تم إنشاؤها للتوعية ولمكافحة التدخين، وتهدف إلى خدمة المجتمع بالتصدي لآفة التبغ وأضراره على صحة الإنسان، وقدراتها ومواردها لا تمكنها من إجراء مثل هذه الدراسة وأن تقوم على إجرائها بالكامل، ولكنها من خلال كوادرها المتخصصة، وخبراتها التراكمية لمدة تزيد على ثلاثة عقود يمكن أن تعمل كجهة استشارية، أو للقيام بمهمات محددة في مثل هذه الدراسة.
زيادة نسب الإناث
• وماذا عن الإناث؟
•• للأسف عدد المدخنات بالمملكة كان في السابق أقل من 6% لكنه في ازدياد وتحتل المملكة المركز الأول خليجيا، إذ زادت نسبتهن محليا من 5.7% إلى 7% رغم خطورته الشديدة على صحة المرأة لأن لديهن القابلية السريعة للإصابة بالسرطان، إضافة إلى احتمال تطور سرطان الرئة لديها، ولا أخفي سرا أن أكثر المصابات من النساء بأمراض القلب نتيجة التدخين، فيما يعاني اللواتي دخلن في سن اليأس من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام وكسر عظام الحوض، ناهيك عن الحوامل اللاتي يدخّنّ إذ يتسبب ذلك في تشوه الأجنة ويتعرضن لمشكلات كثيرة عند الولادة.
• معنى ذلك أن الأمهات المدخنات هن السبب في تشوهات مواليدهن؟
•• بعض من الأسباب هو تعاطي التدخين بمختلف مشتقاته، لكن هناك أسباب أخرى لا يمكن إغفالها.
المعسل في صالونات التجميل
• يقال إن الإناث أكثر ميلا لتدخين المعسل والشيشة والجراك.. هل هذا صحيح؟
•• هذا أيضا يحتاج إلى دراسة، لكنه ملاحظ، والسبب يعود إلى تفنن شركات بيع التبغ بطرق ملتوية في عملية الترويج لمنتجاتها التبغية، إضافة إلى العديد من النكهات التي يراها البعض جاذبة رغم أنها مميتة، بل إن بعض صالونات التجميل والكوافيرات تقدم المعسل للمرأة التي تنتظر دورها، وهنا نطالب بتكثيف الرقابة على تلك المحلات، لأنها قد توقع البعض دون قصد في هذه العادة.
• أيهما أكثر مدخنو السجائر أم الجراك والمعسل؟
•• الآثار الصحية على الإنسان واحدة، لكن بالتأكيد مدخنو السجائر هم الأكثرية لسهولة حمله في الجيب وتدخينه في أي موقع، فيما يحتاج تدخين شيشة الجراك والمعسل إلى أدوات وفحم ومكان خاص وهي خطرة جدا لوجود بعض المركبات مثل القطران، عكس ما يعتقده البعض من أن الماء المسكوب فيها يقلل من خطورة النيكوتين، فالمختصون وبعض الدراسات حذروا كثيرا من خطرها كما أن جلسات تدخين الشيشة والمعسل تستغرق وقتا طويلا، ويمتد إلى ساعات متواصلة، ناهيك أن خرطوم الماء المستخدم قد يصيب المستخدم ببعض الأمراض المعدية مثل السل والتهاب الكبد نتيجة تقاسم التدخين من لي واحد.
• أين دور عياداتكم في مكافحة التدخين؟
•• لجمعية نقاء عدد من العيادات الرجالية والنسائية في الرياض والأحساء والدمام وحائل، وتقوم بدور ملموس لكل من يتواصل معها ولديه الرغبة في الإقلاع عن التدخين، إضافة إلى الجهود التي تبذلها في المجتمع من خلال إلقاء بعض المحاضرات للتحذير من خطورة التدخين، كما أنها تزور المدارس والمؤسسات الخاصة والحكومية ومختلف القطاعات المدنية والعسكرية، حسب الطلب، وتسعى للوصول بخدماتها إلى مناطق مختلفة من خلال عياداتها المتنقلة.
• لكن البعض يرى أن عياداتكم عكس ذلك، بمعنى أنه لا يستفاد منها، بدليل أن بعض من ارتادوها لم يقلعوا عن التدخين أو أقلعوا عنه لفترة وجيرة ثم عادوا له ثانية!
•• من أراد الإقلاع عن التدخين لا بد أن يقرر جازما أن يفعل ذلك، وما يتلو ذلك من جهود عبارة عن عوامل مساعدة لقرار الإقلاع، ومما لا ريب فيه أن على من ينوي الإقلاع أن يتمتع بالثقة بالنفس وأن تكون لديه الرغبة الجادة في التخلص من عادة التدخين، فمادة النيكوتين الموجودة في التبغ ومنتجاته المختلفة، هي مادة نشطة تتفاعل مع الجهاز العصبي لدى المدخن ومع الوقت تؤدي إلى الإدمان كما أنها تهيئ للمدخن جوا نفسيا غير حقيقي، إضافة إلى أن من يدخن بشكل عام، وخصوصا من يدخن بشراهة يكون عرضة لبعض آثار أو الأعراض الانسحابية عند التوقف عن تعاطي مادة النيكوتين، فالموضوع له جوانب نفسية وهنا تتدخل الرغبة وخاصة خلال الأيام الثلاثة الأولى للتوقف عن التدخين.
أسعارنا أقل
• أعلنت الدولة زيادة أسعار التبغ، ألم ينعكس ذلك على القيمة الشرائية لدى المدخنين؟
•• ما تم هو صدور قرار للمجلس التنفيذي لوزراء الصحة بمجلس دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتعديل الحد الأدنى للاستيفاء على التبغ ومشتقاته في التعرفة الجمركية الموحدة بدول المجلس، فبعض الدول زادت النسبة إلى 80% فيما لدينا تراوح بين 15-20%، ولهذا تباع علبة السجائر نسبيا بسعر أقل من الأسعار التي يباع بها في بعض الدول مثل بنغلاديش وإندونيسيا.
ننتظر اللوائح
• وماذا عن نظام مكافحة التدخين؟
•• حتى الآن ما زالنا ننتظر صدور لوائحه التنفيذية رغم أن النظام صدر قبل ما يزيد على عام ونصف وقد كان صدوره بعد سنوات من الانتظار المقلق، إلا أنه صدر أخيرا بعد عدد من سنين الانتظار.
• كيف ترون جهود وزارة الصحة في مجال مكافحة التدخين؟
•• لا يمكننا أن ننكر جهود وزارة الصحة ممثلة في البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، لكننا في الوقت نفسه نطلب منها أن تشجع إنشاء عيادة لمكافحة التدخين في كل مستشفى وانتشار هذه العيادات في المستشفيات الحكومية والخاصة ستنعكس فائدتها على الصحة أولا وستقل مصروفاتها في معالجة مرضى السرطان والأمراض الأخرى التي يكون فيها التدخين سببا رئيسيا، فحسب بعض التقديرات أن ما يقرب من 20% من ميزانية وزارة الصحة تنفق في معالجة المدخنين، أو أمراض لها علاقة بالتدخين.
• ألم تتواصلوا من باب النصيحة مع وكلاء بيع التبغ؟
•• بالتأكيد دائما نتواصل معهم ونعترف أننا حتى الآن عجزنا عن ثنيهم التوقف عن المتاجرة في التبغ لأن مكاسبها كبيرة وسريعة، وأحد الوكلاء أبدى رغبته في التوقف لكنه اشترط أن يحصل على ضمانة أن لا تذهب وكالته إلى شخص آخر، وهو ما لا نملكه نحن ولا غيرنا.
• ألا تستطيعون التصدي للحملات والفعاليات التي تنظمها شركات التبغ؟
•• للأسف تتصرف شركات التبغ وكأنها «عصابات مافيا» التي لا هم لها سوى الحصول على المكاسب حتى وإن كانت على حساب صحة الإنسان، وتقوم بممارسة عدد من الأساليب المباشرة وغير المباشرة المخالفة للأنظمة والقوانين في الترويج لتلك الآفة الضارة، ولا شك أننا بحاجة للجمع بين التذكير بالمبادئ الأخلاقية وتطبيق الأنظمة والقوانين الرادعة، ومنها رفع الأسعار، ومنع بيع منتجات التبغ للقاصرين، والصرامة في التصدي لأي محاولات ترويجية خارج ما هو مسموح به نظاما. كما أن جميع القضايا التي رفعت في المحاكم ضد وكلاء بيع التبغ بالمملكة خاسرة حتى الآن، لأن القضاة يرون أن المدخن ألقى بنفسه إلى التهلكة من تلقاء نفسه مستندين إلى قول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
12 % من الطلاب مدخنون.. بينهم أطفال في الابتدائية
كشف رئيس جمعية مكافحة التدخين بالمملكة «نقاء» البروفيسور محمد جابر اليماني، أن عدد المدخنين بين فئة طلاب المدارس في ازدياد، وللأسف تطور الأمر وأظهرت إحدى الدراسات القليلة التي أجرتها الجمعية على مدارس الرياض على عينة من قرابة ستة آلاف طالب في مدارس البنين، أن نسبة التدخين بين الطلاب تصل إلى 12% والمصيبة الكبرى أن من بين المدخنين من هو في المرحلة الابتدائية، وهنا ينبغي أن ندق ناقوس الخطر لوجود نسب من المدخنين في المدارس الابتدائية.
وبالتأكد في المقام الأول يأتي تأثير تدخين أحد أفراد الأسرة سواء كان الأب أو الأم أو الأخ أو أي قريب آخر على الطفل، ثم يأتي في المقام الثاني دور الأسرة لعدم متابعة تصرفات وسلوك ابنها أو ابنتها، وفي المقام الثالث دور المدرسة بعدم زيادة جرعات التحذير من خطورة التدخين، وغني عن القول إن ما يتضمن في المناهج عن مخاطر التدخين لا يكاد يذكر، وهناك أهمية لتحصين صغار السن في سن مبكرة من مخاطر التدخين، كما أن الخطباء في الجوامع لا يشبعون هذا الموضوع ولا يعطونه حقه من الاهتمام، رغم خطورته على صحة الإنسان وتحذير تعاطيه من بعض العلماء.
وكشف في حواره مع «عكاظ» ارتفاع نسبة المدخنات السعوديات، لافتا إلى أنهن الأعلى خليجيا بنسبة 7%، وطالب اليماني الجهات المعنية بمراقبة صالونات التجميل النسائية التي باتت تقدم المعسل لزبوناتها من الإناث. وأوضح رئيس جمعية «نقاء» أن الأسعار الحالية للتبغ في المملكة، هي الأقل مقارنة بدول أخرى، إذ تباع علبة السجائر في المملكة بسعر أقل من الأسعار التي تباع بها في بنغلاديش وإندونيسيا.
وأشار إلى أن 20% من ميزانية وزارة الصحة تنفق لمعالجة المدخنين، وقال «مازلنا ننتظر صدور اللوائح التنفيذية رغم أن نظام مكافحة التدخين صدر قبل ما يزيد على عام ونصف»، لافتا إلى أن جميع القضايا التي رفعت في المحاكم ضد وكلاء بيع التبغ في المملكة خاسرة حتى الآن؛ لأن القضاة يرون أن المدخن ألقى بنفسه إلى التهلكة من تلقاء نفسه، مستندين إلى قول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).. وإلى نص الحوار:
• منذ سنوات وأنتم تقودون حملة لمكافحة التدخين على مستوى المملكة، لكن البعض يرى أن جهودكم حتى الآن لم تثمر عن تقليص أعداد المدخنين، بل إن المصابين بمرض السرطان نتيجة التدخين في ازدياد.. ما هي الأسباب؟
•• لا ندعي الكمال، فالكمال لله وحده، «نقاء» وجميع من ينتمي إلى الجمعية والمتعاون معها يبذلون جل جهدهم ووقتهم من أجل التصدي لهذه الآفة، إذ نحاول بكل ما نملك أن نقلل أعداد المدخنين والمدخنات، ثم إننا لسنا الوحيدين في الساحة، فهناك جمعيات أخرى تشاركنا الهم والاهتمام والمسؤولية، كما أن هناك ذراعا رسمية تمثل جهود الدولة وهو برنامج مكافحة التدخين التابع لوزارة لصحة، ورغم كل ذلك فالجهد المبذول أقل بكثير من حجم المشكلة، ومن المتوقع القيام به.
الأرقام تقديرية
• هل لديكم أية أرقام أو إحصائيات عن عدد المدخنين والمدخنات بالمملكة؟
•• حتى الآن لا توجد لدينا أو لدى أية جهة أرقام دقيقة لعدد المدخنين والمدخنات بالمملكة، وجميع الأرقام التي تتداول تقديرية، ومصدرها دراسات صغيرة وجزئية، ومشتتة وليست مركزة، ومن المعلوم أن المدخن ليس مريضا ولا يراجع المستشفيات إلا عندما يعتل وهنا يتم تسجيله ومعرفة جنسه ذكر أو أنثى طفل أو بالغ، وجميع الأرقام المتداولة غير صحيحة، فللحصول على أرقام صحيحة نحتاج إلى دراسة موسعة على مستوى المملكة وبمنهجية علمية تجريها جهة بحثية مختصة، تكشف نسب وأعداد المدخنين، وقد رفعت الجمعية منذ عام ونصف، مقترحا إلى مصلحة الإحصاءات العامة بإدراج التدخين في نموذج التعداد العام للسكان والمساكن وحتى الآن ما زلنا ننتظر رد المصلحة، ومن المفارقات أن تشمل استبانة التعداد على خانة لرصد أعداد دورات المياه ونوعها في الوقت الذي تتجاهل مصلحة الأحصاء طلبنا، إذ يترتب عليه أمور تخطيطية في المجال الصحي والتوعوي والعلاجي مثل التدخين، ولا شك أن المكابرة في مثل هذا الأمر لا يعكس وعيا بأهمية التدخين وخطره لدى الزملاء الذين أعدوا الاستبانة.
• معنى ذلك أنكم تعملون دون أرقام أو إحصاءات؟
•• نعم كلامك صحيح، وعملنا مبني على تقديرات غير دقيقة، وقد لا تكون صحيحة، ولا توجد جهة على حد علمي لديها مثل هذه الأرقام والبيانات الصحيحة.
موارد الجمعية لا تساعد
• وماذا عن دراساتكم سواء من خلال الجمعية أو من خلال المتعاونين معها أو من خلال عيادات مكافحة التدخين؟
•• الدراسات تحتاج إلى جهة ذات إمكانات كبيرة وإلى جهاز كبير من المختصين والجميع يعرف أن الجمعية خيرية تم إنشاؤها للتوعية ولمكافحة التدخين، وتهدف إلى خدمة المجتمع بالتصدي لآفة التبغ وأضراره على صحة الإنسان، وقدراتها ومواردها لا تمكنها من إجراء مثل هذه الدراسة وأن تقوم على إجرائها بالكامل، ولكنها من خلال كوادرها المتخصصة، وخبراتها التراكمية لمدة تزيد على ثلاثة عقود يمكن أن تعمل كجهة استشارية، أو للقيام بمهمات محددة في مثل هذه الدراسة.
زيادة نسب الإناث
• وماذا عن الإناث؟
•• للأسف عدد المدخنات بالمملكة كان في السابق أقل من 6% لكنه في ازدياد وتحتل المملكة المركز الأول خليجيا، إذ زادت نسبتهن محليا من 5.7% إلى 7% رغم خطورته الشديدة على صحة المرأة لأن لديهن القابلية السريعة للإصابة بالسرطان، إضافة إلى احتمال تطور سرطان الرئة لديها، ولا أخفي سرا أن أكثر المصابات من النساء بأمراض القلب نتيجة التدخين، فيما يعاني اللواتي دخلن في سن اليأس من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام وكسر عظام الحوض، ناهيك عن الحوامل اللاتي يدخّنّ إذ يتسبب ذلك في تشوه الأجنة ويتعرضن لمشكلات كثيرة عند الولادة.
• معنى ذلك أن الأمهات المدخنات هن السبب في تشوهات مواليدهن؟
•• بعض من الأسباب هو تعاطي التدخين بمختلف مشتقاته، لكن هناك أسباب أخرى لا يمكن إغفالها.
المعسل في صالونات التجميل
• يقال إن الإناث أكثر ميلا لتدخين المعسل والشيشة والجراك.. هل هذا صحيح؟
•• هذا أيضا يحتاج إلى دراسة، لكنه ملاحظ، والسبب يعود إلى تفنن شركات بيع التبغ بطرق ملتوية في عملية الترويج لمنتجاتها التبغية، إضافة إلى العديد من النكهات التي يراها البعض جاذبة رغم أنها مميتة، بل إن بعض صالونات التجميل والكوافيرات تقدم المعسل للمرأة التي تنتظر دورها، وهنا نطالب بتكثيف الرقابة على تلك المحلات، لأنها قد توقع البعض دون قصد في هذه العادة.
• أيهما أكثر مدخنو السجائر أم الجراك والمعسل؟
•• الآثار الصحية على الإنسان واحدة، لكن بالتأكيد مدخنو السجائر هم الأكثرية لسهولة حمله في الجيب وتدخينه في أي موقع، فيما يحتاج تدخين شيشة الجراك والمعسل إلى أدوات وفحم ومكان خاص وهي خطرة جدا لوجود بعض المركبات مثل القطران، عكس ما يعتقده البعض من أن الماء المسكوب فيها يقلل من خطورة النيكوتين، فالمختصون وبعض الدراسات حذروا كثيرا من خطرها كما أن جلسات تدخين الشيشة والمعسل تستغرق وقتا طويلا، ويمتد إلى ساعات متواصلة، ناهيك أن خرطوم الماء المستخدم قد يصيب المستخدم ببعض الأمراض المعدية مثل السل والتهاب الكبد نتيجة تقاسم التدخين من لي واحد.
• أين دور عياداتكم في مكافحة التدخين؟
•• لجمعية نقاء عدد من العيادات الرجالية والنسائية في الرياض والأحساء والدمام وحائل، وتقوم بدور ملموس لكل من يتواصل معها ولديه الرغبة في الإقلاع عن التدخين، إضافة إلى الجهود التي تبذلها في المجتمع من خلال إلقاء بعض المحاضرات للتحذير من خطورة التدخين، كما أنها تزور المدارس والمؤسسات الخاصة والحكومية ومختلف القطاعات المدنية والعسكرية، حسب الطلب، وتسعى للوصول بخدماتها إلى مناطق مختلفة من خلال عياداتها المتنقلة.
• لكن البعض يرى أن عياداتكم عكس ذلك، بمعنى أنه لا يستفاد منها، بدليل أن بعض من ارتادوها لم يقلعوا عن التدخين أو أقلعوا عنه لفترة وجيرة ثم عادوا له ثانية!
•• من أراد الإقلاع عن التدخين لا بد أن يقرر جازما أن يفعل ذلك، وما يتلو ذلك من جهود عبارة عن عوامل مساعدة لقرار الإقلاع، ومما لا ريب فيه أن على من ينوي الإقلاع أن يتمتع بالثقة بالنفس وأن تكون لديه الرغبة الجادة في التخلص من عادة التدخين، فمادة النيكوتين الموجودة في التبغ ومنتجاته المختلفة، هي مادة نشطة تتفاعل مع الجهاز العصبي لدى المدخن ومع الوقت تؤدي إلى الإدمان كما أنها تهيئ للمدخن جوا نفسيا غير حقيقي، إضافة إلى أن من يدخن بشكل عام، وخصوصا من يدخن بشراهة يكون عرضة لبعض آثار أو الأعراض الانسحابية عند التوقف عن تعاطي مادة النيكوتين، فالموضوع له جوانب نفسية وهنا تتدخل الرغبة وخاصة خلال الأيام الثلاثة الأولى للتوقف عن التدخين.
أسعارنا أقل
• أعلنت الدولة زيادة أسعار التبغ، ألم ينعكس ذلك على القيمة الشرائية لدى المدخنين؟
•• ما تم هو صدور قرار للمجلس التنفيذي لوزراء الصحة بمجلس دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتعديل الحد الأدنى للاستيفاء على التبغ ومشتقاته في التعرفة الجمركية الموحدة بدول المجلس، فبعض الدول زادت النسبة إلى 80% فيما لدينا تراوح بين 15-20%، ولهذا تباع علبة السجائر نسبيا بسعر أقل من الأسعار التي يباع بها في بعض الدول مثل بنغلاديش وإندونيسيا.
ننتظر اللوائح
• وماذا عن نظام مكافحة التدخين؟
•• حتى الآن ما زالنا ننتظر صدور لوائحه التنفيذية رغم أن النظام صدر قبل ما يزيد على عام ونصف وقد كان صدوره بعد سنوات من الانتظار المقلق، إلا أنه صدر أخيرا بعد عدد من سنين الانتظار.
• كيف ترون جهود وزارة الصحة في مجال مكافحة التدخين؟
•• لا يمكننا أن ننكر جهود وزارة الصحة ممثلة في البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، لكننا في الوقت نفسه نطلب منها أن تشجع إنشاء عيادة لمكافحة التدخين في كل مستشفى وانتشار هذه العيادات في المستشفيات الحكومية والخاصة ستنعكس فائدتها على الصحة أولا وستقل مصروفاتها في معالجة مرضى السرطان والأمراض الأخرى التي يكون فيها التدخين سببا رئيسيا، فحسب بعض التقديرات أن ما يقرب من 20% من ميزانية وزارة الصحة تنفق في معالجة المدخنين، أو أمراض لها علاقة بالتدخين.
• ألم تتواصلوا من باب النصيحة مع وكلاء بيع التبغ؟
•• بالتأكيد دائما نتواصل معهم ونعترف أننا حتى الآن عجزنا عن ثنيهم التوقف عن المتاجرة في التبغ لأن مكاسبها كبيرة وسريعة، وأحد الوكلاء أبدى رغبته في التوقف لكنه اشترط أن يحصل على ضمانة أن لا تذهب وكالته إلى شخص آخر، وهو ما لا نملكه نحن ولا غيرنا.
• ألا تستطيعون التصدي للحملات والفعاليات التي تنظمها شركات التبغ؟
•• للأسف تتصرف شركات التبغ وكأنها «عصابات مافيا» التي لا هم لها سوى الحصول على المكاسب حتى وإن كانت على حساب صحة الإنسان، وتقوم بممارسة عدد من الأساليب المباشرة وغير المباشرة المخالفة للأنظمة والقوانين في الترويج لتلك الآفة الضارة، ولا شك أننا بحاجة للجمع بين التذكير بالمبادئ الأخلاقية وتطبيق الأنظمة والقوانين الرادعة، ومنها رفع الأسعار، ومنع بيع منتجات التبغ للقاصرين، والصرامة في التصدي لأي محاولات ترويجية خارج ما هو مسموح به نظاما. كما أن جميع القضايا التي رفعت في المحاكم ضد وكلاء بيع التبغ بالمملكة خاسرة حتى الآن، لأن القضاة يرون أن المدخن ألقى بنفسه إلى التهلكة من تلقاء نفسه مستندين إلى قول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
12 % من الطلاب مدخنون.. بينهم أطفال في الابتدائية
كشف رئيس جمعية مكافحة التدخين بالمملكة «نقاء» البروفيسور محمد جابر اليماني، أن عدد المدخنين بين فئة طلاب المدارس في ازدياد، وللأسف تطور الأمر وأظهرت إحدى الدراسات القليلة التي أجرتها الجمعية على مدارس الرياض على عينة من قرابة ستة آلاف طالب في مدارس البنين، أن نسبة التدخين بين الطلاب تصل إلى 12% والمصيبة الكبرى أن من بين المدخنين من هو في المرحلة الابتدائية، وهنا ينبغي أن ندق ناقوس الخطر لوجود نسب من المدخنين في المدارس الابتدائية.
وبالتأكد في المقام الأول يأتي تأثير تدخين أحد أفراد الأسرة سواء كان الأب أو الأم أو الأخ أو أي قريب آخر على الطفل، ثم يأتي في المقام الثاني دور الأسرة لعدم متابعة تصرفات وسلوك ابنها أو ابنتها، وفي المقام الثالث دور المدرسة بعدم زيادة جرعات التحذير من خطورة التدخين، وغني عن القول إن ما يتضمن في المناهج عن مخاطر التدخين لا يكاد يذكر، وهناك أهمية لتحصين صغار السن في سن مبكرة من مخاطر التدخين، كما أن الخطباء في الجوامع لا يشبعون هذا الموضوع ولا يعطونه حقه من الاهتمام، رغم خطورته على صحة الإنسان وتحذير تعاطيه من بعض العلماء.