اقتصاد

السمرين.. من بائع في كشك إلى رئاسة مجلس الغرف السعودية

السمرين رئيس الغرف التجارية

حازم المطيري (الرياض)

لم يهبط الدكتور حمدان بن عبدالله السمرين على كرسي رئاسة الغرف التجارية الصناعية بالمملكة بمظلة، كما أنه لم يأت ليقدم نفسه رجل مال وأعمال، بل قادته خطواته التعليمية المدروسة، وخبراته وتجاربه الصعبة إلى هذا المنصب.

تلقى تعليمه العام في مسقط رأسه مدينة سكاكا التابعة لمنطقة الجوف، وفيها أيضا بدأ حياته العملية بـ«كشك» أسفل درج أحد الأسواق الكبيرة بالمنطقة، فلم يخجل من الموقع، ولم يستخف بما يبيعه -على بساطته- واعتبره نقطة انطلاقة لتأسيس عدد من المحال التجارية، إلى أن أصبح واحدا من كبار المستثمرين في المنطقة.

غياب الوفاق بين «ابن الشمال» والعمل الحكومي، دفعه سريعا للانتقال إلى القطاع الخاص، ليعمل أمينا عاما لغرفة تجارة وصناعة الجوف، ما أكسبه مهارات وخبرات العمل التجاري، وفتح له آفاقا أرحب للتوسع في العديد من المجالات والقطاعات.

ولأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.. واجه أكبر مطب في مرحلة تحوله من الحكومي إلى الخاص، ما أدى إلى فصله من العمل في «غرفة الجوف»، ولثقته في قدراته ونزاهته وإخلاصه في العمل، اعتبر القرار تعسفيا، فرفع قضية وكسبها وحصل على التعويض، مجبرا سفينة حياته على المضي قدما مهما كانت قوة العاصفة، متجاوزا بذلك هذا المطب الذي تحول بسببه إلى أحد أهم فصول انطلاقته إلى عالم النجاح والمشاريع الحقيقية.

واصل تعليمه الجامعي أثناء عمله في غرفة الجوف، إذ حصل على الدكتوراه في العلوم الزراعية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، التي واجهته خلالها عقبة ضرورة «الانتظام بالدراسة»، ما اضطره للسفر أسبوعيا لمدة سنتين دراسيتين متتاليتين، فأفشل كل العوائق التي واجهته لإجهاض أحلامه، وانتهز كل الفرص ليسعى جاهدا للأفضل، فكللت مساعيه بالنجاح، وكانت وراء وضع بصمته على خارطة الاقتصاد.

فاز بمقعد رئاسة غرفة الجوف، رغم شراسة المنافسة، ليواصل فرض نفسه كفاءةً وطنيةً، تستحق فرصة لإثبات النجاح، إلى أن اختير نائبا لرئيس الغرف التجارية والصناعية بالمملكة، ومن ثم رئيسا قبل أشهر، إلا أنه لم يخجل من بداياته، بل يفخر بأن طريق حياته لم يكن مفروشا بالورود، فالمصاعب التي واجهها، اعتبرها وقوده للانطلاق نحو تحقيق المزيد من الطموحات، عازيا النجاح والفضل لأشخاص عدة أخذوا بيده وساعدوه في بداياته.