أنا قضيتي
الاثنين / 15 / صفر / 1438 هـ الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 00:47
خالد صالح الفاضلي
على رسلكم، يا أيها الغازون ساحات السياسة العربية والدولية، برايات تعود «سوداً قد روينا» ببذاءة اللغة، وجهالة الفكرة، غائباً عنهم أن السياسة بنت التاريخ وثاراته، بينما غالبيتهم الساحقة لا يعرفون كيف تأسست دولتهم، نهجاً، وتضحيات، وبالتالي لا يملكون تقديراً كافياً للأجداد، ولا لاستقرار البلاد، مما أفقدهم حس الوطنية، يوشك أحدهم –لفرط جهالته بكيفية تأسيس دولته– أن يكون مواطنا بالتجنس.
رمى السعوديون –غالبيتهم– ألسنهم على حطب السياسة العربية والدولية، فعمت رائحة الشواء السياسي كل مجلس في بيوتهم، مقاهيهم، وتطبيقات التواصل الاجتماعي، متناحرين سبابا، متناوشين عتابا، متجاهلين قضايا بلادهم تنموياً، ثقافياً، توظيفياً، أمنياً، تعليمياً، عسكرياً، وسياسياً، يلاحقون الجنيه المصري «ارتفاعاً أو انخفاضاً» بينما جيوب غالبيتهم جافة كجفاف صحاريهم، وفي ذات الوقت بينهم وبين رأي ورؤية دولتهم في القضايا السياسية العربية والدولية أبوان شاسعة.
قدم جهلاء السياسة، عميان التاريخ الدولي، أنفسهم كمتحدثين باسم دولتهم في قضايا سياسية متعددة، مستغلين غياب وزارة الخارجية عن الالتزام بمؤتمر «إيجاز أسبوعي» يوضح مواقف السعودية تجاه قضايا عربية أولاً، ودولية ثانياً، يقتات كالأيتام على بقاياها السعوديون أكثر من أرغفة البر المستورد بعد أن كان سلعة قومية تحقق اكتفاء وتزيد للتصدير.
يوجد في السعودية ملفات قضايا داخلية تكفي لإشغالهم مئة عام، في مقدمتها الثمانية آلاف من ضحايا حوادث السيارات، ورقم أكبر من الإصابات دائمة الإعاقة، ذلك سنوياً، وأكبر من كل شهداء السعودية في دروب مكافحة الإرهاب، أو تأمين الاستقرار، بل أكبر من أرقام وفيات ناتجة عن نزاعات مسلحة أو سياسية في تونس، ليبيا، ومصر فوق الصاج الساخن للربيع العربي غير القادر على توفير أرغفة الخبز للفرحين به.
بات وجه غالبية المدن السعودية موسوماً بأخطاء جراحات تجميلية فاشلة، ناتجة عن تعثر حزمة مشاريع بنية تحتية، فتحولت شوارع كثيرة إلى جروح مفتوحة، أنهكت شرايين جسد المدينة، وتنتظر جراحين دوليين لرتقها، بعد أن عجز المقاول المحلي عن تحمل مسؤولياته المالية والوطنية.
هرب المواطن السعودي من قضاياه المحلية، والشخصية، إلى ملاحقة «السيسي» أكثر من متابعة مستويات أولادهم الدراسية، أو تطوير ذواتهم ثقافياً، علمياً، مهنياً، أو حتى المحاذرة من أمنية انفتاح شهية «الحشد الإيراني» في العراق على اتساع أكبر من «الرقة» في سورية، دون إدراك بأن «الحشد» -كبقية جيوش المرتزقة عبر التاريخ- تؤسسها دول تفقد السيطرة عليها بعد أن تقوى شوكتها، وأنه لا ضامن مطلقاً لكبح «درعمتهم» كما نقول بلهجتنا السعودية.
شخصياً، اخترت مسارا جديدا لحياتي، هربت من ديار الشيخ «تويتر»، وصديقه «الفيس بوك» وابنه غير البار «واتس أب»، وقبلها شاشات التلفاز، وأوراق الصحف، ولم يعد يعنيني ارتفاع قيمة الجنيه، أو سقوط قناع الربيع العربي، أو غياب دول، فأنا الآن مشغول فقط بقضيتي «أنا»، أنا بصفتي الشخصية، أو صفتي الوطنية، بوطني تعليمياً، تنموياً، أمنياً، وأيضاً سياسياً، حتى لو قالوا «للجدران آذان»، فعلى رسلكم.
رمى السعوديون –غالبيتهم– ألسنهم على حطب السياسة العربية والدولية، فعمت رائحة الشواء السياسي كل مجلس في بيوتهم، مقاهيهم، وتطبيقات التواصل الاجتماعي، متناحرين سبابا، متناوشين عتابا، متجاهلين قضايا بلادهم تنموياً، ثقافياً، توظيفياً، أمنياً، تعليمياً، عسكرياً، وسياسياً، يلاحقون الجنيه المصري «ارتفاعاً أو انخفاضاً» بينما جيوب غالبيتهم جافة كجفاف صحاريهم، وفي ذات الوقت بينهم وبين رأي ورؤية دولتهم في القضايا السياسية العربية والدولية أبوان شاسعة.
قدم جهلاء السياسة، عميان التاريخ الدولي، أنفسهم كمتحدثين باسم دولتهم في قضايا سياسية متعددة، مستغلين غياب وزارة الخارجية عن الالتزام بمؤتمر «إيجاز أسبوعي» يوضح مواقف السعودية تجاه قضايا عربية أولاً، ودولية ثانياً، يقتات كالأيتام على بقاياها السعوديون أكثر من أرغفة البر المستورد بعد أن كان سلعة قومية تحقق اكتفاء وتزيد للتصدير.
يوجد في السعودية ملفات قضايا داخلية تكفي لإشغالهم مئة عام، في مقدمتها الثمانية آلاف من ضحايا حوادث السيارات، ورقم أكبر من الإصابات دائمة الإعاقة، ذلك سنوياً، وأكبر من كل شهداء السعودية في دروب مكافحة الإرهاب، أو تأمين الاستقرار، بل أكبر من أرقام وفيات ناتجة عن نزاعات مسلحة أو سياسية في تونس، ليبيا، ومصر فوق الصاج الساخن للربيع العربي غير القادر على توفير أرغفة الخبز للفرحين به.
بات وجه غالبية المدن السعودية موسوماً بأخطاء جراحات تجميلية فاشلة، ناتجة عن تعثر حزمة مشاريع بنية تحتية، فتحولت شوارع كثيرة إلى جروح مفتوحة، أنهكت شرايين جسد المدينة، وتنتظر جراحين دوليين لرتقها، بعد أن عجز المقاول المحلي عن تحمل مسؤولياته المالية والوطنية.
هرب المواطن السعودي من قضاياه المحلية، والشخصية، إلى ملاحقة «السيسي» أكثر من متابعة مستويات أولادهم الدراسية، أو تطوير ذواتهم ثقافياً، علمياً، مهنياً، أو حتى المحاذرة من أمنية انفتاح شهية «الحشد الإيراني» في العراق على اتساع أكبر من «الرقة» في سورية، دون إدراك بأن «الحشد» -كبقية جيوش المرتزقة عبر التاريخ- تؤسسها دول تفقد السيطرة عليها بعد أن تقوى شوكتها، وأنه لا ضامن مطلقاً لكبح «درعمتهم» كما نقول بلهجتنا السعودية.
شخصياً، اخترت مسارا جديدا لحياتي، هربت من ديار الشيخ «تويتر»، وصديقه «الفيس بوك» وابنه غير البار «واتس أب»، وقبلها شاشات التلفاز، وأوراق الصحف، ولم يعد يعنيني ارتفاع قيمة الجنيه، أو سقوط قناع الربيع العربي، أو غياب دول، فأنا الآن مشغول فقط بقضيتي «أنا»، أنا بصفتي الشخصية، أو صفتي الوطنية، بوطني تعليمياً، تنموياً، أمنياً، وأيضاً سياسياً، حتى لو قالوا «للجدران آذان»، فعلى رسلكم.