ثقافة وفن

متى أقرأ عينيك؟

149419497362pZyL

سعاد محمد الصباح*

يَنحَنِي الهِلَالُ

فِي ظِلِّ الأَغصَان

وَشَجَرَةُ لَيمُونٍ تَحضُنُنِي

بَينَمَا الغُيُومُ تُطَارِدُ الضَّوءَ

وَتُطَارِدُنِي

***

يَا حَبِيبِي

يَا أَيُّهَا القَمَرُ القَرِيب

هَل تأمن هَذَا العَالَم النحيب؟

يَا أَوَّلَ الكَلَام

وَيَا آَخِرَ الكَلَام

أَنتَ فِي حَيَاتِي

النُّورُ وَالظَّلَام

وَالآخَرُونَ

زَبَدٌ يَعبُرُ بَينَ الحُطَام

***

يَا أَوَّلَ العذابْ

وَيَا آَخِرَ العذابْ

دَربٌ كَالهَوَاء

وَدَربٌ كَالشِّتَاء

وَوَحشَةُ النَّجوَى

وَاشتِيَاقُ الروح

وَلَهفَةُ الغِيَابْ

وَدَربُ الشَّقَاء

فِي أَرضِكَ اليَبَابْ

الوَحدَةُ سَقفُ السِّجنِ

وَغُرفَتِي مُعَلَّقَةٌ

بَينَ الأَرض ..

والسَّمَاء

***

قَلبِي بِلَا جِدَارٍ

وَالفَجرُ سَهمٌ

يَختَرِقُ الرُوحَ

فَتُطِلُّ يَا أَمِيرِي

مِن شُقُوقِ ثَوبِ اللَّيل

***

أَمشِي بَينَ النُّورِ وَالظَّلَام

أُعَانِقُ الشَّبَحَ

فترتمي النُّجُومُ

عَلَى صَدرِ قَمَرٍ

يَحرُسُهَا

فِي انتِظَارِ الفَجر

خُذ قَلبِي قَمَرًا

تَتَّكِئُ عَلَيهِ حَتَّى

انبِلَاجِ فَجرِك

***

تَنَاثَرْ تَحتَ جِلدِي

كَحَقلِ قَمحْ

فَمِسَاحَةُ قَلبِي

أَصغَرُ مِن بَرَارِي أَحزَانِي

وَالبَوحُ بَينَنَا قَاسِمٌ مُشتَرَك

وَأَنتَ بَعِيد

***

كان بَعضِي يَترُكُ بَعضِي.

وَالفَرَاغُ يَلُفُّ البَيت

وَاللَّيلُ مُتَّشِحٌ بِالمَطَر

وَالرِّيحُ تَفتَحُ

أَشرِعَةَ السَّفَر.

***

مَتَى أَقرَأُ عينيك

يَا أَمِيريَ السَّاكِن

فِي مُدُنِ الانتِظَار.؟.

مَطَرٌ..

يعزف حزن النخيل

صَعبٌ عَلَى أَورَاقِ الوَقتِ

أَن تَملَأه

أَصَابِعِي شَمعٌ

وَلُغَتَي خَزَف

وَالنَّهَارُ أَطفَأَ شَمسَهُ

لِيَدخُلَ كَالخنجَرِ فِي قَلبِ اللَّيل

أَنظُرُ إِلَيهِ فَلَا يَرَانِي

أُضِيءُ فَلَا يَرَانِي

ذَابَ الشَّمع

وَتَكَسَّرَتِ اللُّغَة.

***

تَتَطَايَرُ أَورَاقُ

الوَقتْ.

وَأَنَا أَسِيرُ وَحِيدَةً

إِلَّا مِن أَفكَارِي!